
في حادثة تقشعر لها الأبدان وتُثير غضب كل من لا يزال يؤمن ببراءة الطفولة وحرمة الأمان في الرحلات المدرسية، شهدت مدرسة “Saint Coeur An Najm” واقعة صادمة ومفجعة أثناء رحلة مدرسية إلى حديقة “Vere Blue Park” في ديشونية – قضاء المتن.


حادثة لا يمكن السكوت عنها أو المرور عليها مرور الكرام لما تحمله من بشاعة واستغلال، خاصة أن ضحاياها هم أطفال في عمر الزهور كانوا في رحلة يُفترض أن تكون ترفيهية وآمنة.
وفي التفاصيل عَلِمَ “ليبانون ديبايت” أن أكثر من 15 طفلاً تعرضوا لتحرش واعتداء جنسي موصوف خلال الرحلة على يد المراهق المدعو (ر. ح) والبالغ من العمر 16 عاماً.
وقعت الحادثة تحديدًا عند لعبة الـ (Zipline) – الزحليطة الهوائية، حيث يُربط الأطفال بأحزمة الأمان الخاصة لضمان سلامتهم قبل خوض المغامرة. وفي لحظة يكون فيها الطفل مقيد الحركة وغير قادر على الدفاع عن نفسه، استغل المعتدي هذا الوضع وقام بالتحرّش بهم.
وبحسب المعلومات، فإن الصدمة النفسية التي أصابت الأطفال كانت كارثية، إلى درجة أن أياً منهم لم يجرؤ حتى الآن على الإفصاح عمّا جرى، باستثناء ثلاث فتيات فقط، ما يدل على عمق الألم والخوف الذي زرعه المعتدي في نفوسهم.
وقد تم توقيف الجاني على الفور بعد وقوع الحادثة الشنيعة، وذلك بناءً على إفادات الفتيات الثلاث، وهو الآن محتجز في فصيلة برمانا، وتخضع أقواله للتحقيق من قبل الجهات المختصة.
إلا أن المقلق في الأمر، أن هذه قد لا تكون المرة الأولى التي يُقدم فيها (ر.ح) على هذا الفعل المشين وهناك مخاوف جدية من وجود ضحايا آخرين لم تُكشف معاناتهم بعد.
ومع تواصل “ليبانون ديبايت” مع إدارة حديقة Vere Blue Park، أكّدت الإدارة أنها، وفور وقوع الحادثة الشنيعة، قامت بتسليم المتهم مباشرة إلى الجهات القضائية المختصة.
وأشارت إلى أن “كل المعلومات التي من شأنها أن تساعد القوى الأمنية والقضاء تم تقديمها بالكامل، ونحن بانتظار صدور البيان الرسمي عن القوى الأمنية، وبعدها سنقوم نحن كإدارة بإصدار بيان توضيحي للرأي العام”.
وبشأن ما إذا كان المتحرّش (ر. ح) يعمل منذ فترة طويلة في الحديقة، أوضحت الإدارة أن “الحديقة افتتحت أبوابها منذ ثلاثة أشهر فقط، و(ر. ح) تم توظيفه منذ نحو شهر واحد فقط، وقد ذكرنا هذا الأمر خلال التحقيق”.
وأضافت: “لم يُسجّل على الشاب أي سلوك مسيء منذ بدء عمله معنا، وهذا ما صرّحنا به أمام الجهات المعنية أثناء التحقيق”.
ومع محاولة ‘ليبانون ديبايت’ التواصل مع إدارة مدرسة ‘Saint Coeur – عين نجم’ للاستفسار عن تفاصيل ما حصل، لم تتلقَ أي رد رغم تكرار الاتصالات أكثر من مرة.
إلا أن المعلومات أشارت إلى أن لعبة الـ (Zipline)، المخصصة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و6 سنوات، تحتوي على درج مرتفع نسبيًا لا يسمح بصعود أكثر من طفل واحد في كل مرة، مما يُسهّل عملية الاستفراد بالطفل. وكان المعتدي يقول للأطفال: ‘لا تقولوا إنني فعلت شيئًا، وإن الألم ناتج عن حزام الأمان الخاص بالـ (Zipline).
وهذا يشير، وفقًا للمعلومات، إلى أن الأساتذة، بطبيعة الحال، لم يكونوا قادرين على رؤية ما كان يحدث هناك. إلا أن السؤال يبقى: لماذا لم يكن هناك أستاذ يرافق الأطفال أثناء تجهيزهم للمغامرة؟.
هذه الجريمة البشعة تسلّط الضوء على ملف بالغ الحساسية والخطورة يتعلق بسلامة الأطفال، وتُبرز الحاجة الملحّة إلى اعتماد آليات رقابة صارمة في الأماكن العامة والترفيهية. كما تستوجب محاسبة كل من قصّر أو تهاون في حماية هؤلاء الأبرياء.
وتستدعي أيضًا تدخّلًا عاجلًا من الجهات المختصة لتوفير الدعم النفسي الفوري للأطفال المتضررين، والعمل على حمايتهم من تبعات نفسية قد تلازمهم مدى الحياة.
وفي هذا السياق، يُفترض بالوزارات المعنية، ولا سيما وزارات التربية، العدل، والشؤون الاجتماعية، أن تضع خطط حماية مشتركة لتفعيل سياسة حماية الطفل في جميع المؤسسات في لبنان، بهدف منع تكرار مثل هذه الجرائم في المستقبل.