نداءٌ إلى أهالي بزيزا…

وجّه قبلان عويط، الرئيس السابق لبلدية بزيزا في قضاء الكورة لثلاث ولايات، ورئيس اتحاد بلديات الكورة لدورتين، نداءً إلى أبناء بلدته، دعاهم فيه إلى ائتلاف المكوّنات الإنسانيّة والزمنيّة والروحيّة، وصولاً إلى التزكية في الاستحقاق البلدي، “لأنّ كلّ شيءٍ عابرٌ وزائل، إلّا أخوّتنا القرويّة المشتركة، والمحبّة، ومصلحة قريتنا، والخير العامّ”.
وجاء في ندائه: “أخواتي وإخوتي، راجيًا أنْ تكونوا بألف خير. وبعد،
تربطني بكم بزيزا، مسقط رأسنا المشترك، وأواصر الماضي، وأواصر الحاضر، والصداقة، والقرابة، والأخوّة، والمحبّة، والألفة، والتراب الذي يجمع أهلنا وموتانا. هذه العلاقات، وهي عندي مقدّسة، وفوق كلّ اعتبار، تملي عليَّ توجيه هذا النداء. فنحن أبناء حياةٍ مشتركة واحدة، ومصيرٍ واحد، مهما دارت بنا الأيّام، ومهما تغيّرت الظروف.
لا السياسة تستطيع أنْ تحول بين أيٍّ منا، مهما أخذتْ ببعضنا، وببعضنا الآخر، الأهواء والميول والخيارات. ولا الحزبيّات تحول بيننا، ولا الاعتبارات، ولا الاختلافات، ولا العنعنات، ولا سوء التفاهم، ولا الخلافات في وجهات النظر، ولا الأخطاء من أيِّ جهةٍ أتت.
كلّ شيءٍ عابرٌ وزائلٌ… إلّا أخوّتنا القرويّة المشتركة، والمحبّة، ومصلحة قريتنا، والخير العامّ.
لقد تربّينا على ما يجمع، لا على ما يفرّق، وتنشّأنا على وحدة الحال في ما بيننا.
أخواتي وإخوتي،
أتوجّه إليكم، فردًا فردًا، كما لو كنتُ أتوجّه إلى نفسي، بالاحترام والتقدير والكرامة. وأتوجّه بشكلٍ خاصٍّ إلى المرشّحين للاستحقاق البلدي، إلى المرشّح المنفرد، وإلى اللائحة المكتملة برئيسها والأعضاء. لن أطلب شيئًا معيّنًا من أحد. لا أنْ يسحب أحد أعضاء اللائحة المكتملة ترشيحه، ولا أن يسحب المرشّح المنفرد هذا الترشيح، علمًا أن ذلك من شأنه أنْ يؤدي إلى الفوز بالتزكية، وتجنيب القرية وأهلها ما يسبق هذا الاستحقاق، وما قد يرافقه، وينجم عنه، من تشنّجاتٍ في النفوس وفي العلاقات. فمن حقّ الجميع دستوريًّا الترشّح، وليس لأحد أنْ يملي على أحد هذا الموقف أو ذاك. ومن الطبيعيّ والدستوريّ، أنْ يكون هذا الأمر موضع احترامٍ من الجميع.
يا أبناء قريتي الأفاضل،
سبق لي أنْ تشرّفتُ ثلاث مرات برئاسة بلديّة بزيزا، ومرتين برئاسة اتّحاد بلديّات الكورة، فعملتُ على التوافق، وتأليف القلوب، وعلى أنْ أكون وفيًّا لما تمليه عليَّ مسؤوليّات الاضطلاع بالشأن العامّ من موجباتٍ تجعلني في خدمة الجميع، بدون أنْ أقف إلى جانب طرفٍ أيّدني في الانتخابات، أو أقف ضدّ طرفٍ آخر كان في الموقع المقابل.
وكم أتمنّى وأرغب، باسمي شخصيًّا، وباسم أفراد عائلتي، وأقربائي، والأصدقاء من العائلات الأخرى، وهم كثرٌ كثيرون في بزيزا، أنْ تتوصّل القرية عشيّة هذا الاستحقاق المقبل، بأفرادها، بعائلاتها، بمكوّناتها الإنسانيّة، الزمنيّة والروحيّة، وبالاتّجاهات كافّةً، إلى حالٍ من الائتلاف في الجسم البلديّ، كما حصل في تزكية منصب المختار، بحيث يكون الجميع، وبلا استثناء، على قدم المساواة، وموضع اعتبارٍ وتقدير، وبدون انتقاصٍ من قيمة أحد.
أعلم أنّ الأمور قد وصلتْ إلى ما وصلتْ إليه، وأنّ موعد الاستحقاق البلديّ في قريتنا هو يوم الأحد المقبل.
ندائي أنْ تصل رسالتي هذه إلى كلّ أبناء قريتنا، وخصوصًا إلى المتنافسين، كما إلى المعتكفين، والممتنعين عن الترشّح والتصويت، على السواء، داعيًا الجميع إلى التفكّر مليًّا في الإيجابيّات المترتّبة على استلحاق جدوى الائتلاف، والانسحاب، والتزكية، بما يتطلّبه الأمر من تضحيةٍ وترفّعٍ وكِبَر نفس ومبادرة إلى الخير العامّ.
وذلك ليس صعباً على أحد، ولا مستحيلاً.
مع محبتي واحترامي”.

