أخبار سياسية

كلمة الرئيس عون امام المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي

يمرُّ” الزعماء السياسيون عادةً، في ثلاث مراحل…

في مرحلةٍ أولى، حين يصلون إلى السلطة، يكونون منفتحين على الإستماع إلى

الآخرين…

“إذ يعرفون أنهم لا يعرفون… فيحاولون أن يفهموا كيف يؤدون دورهم الجديد…

“بعد فترة، يقتنعون بأنهم راكموا ما يكفي من تجربة وأنهم باتوا يعرفون ما يكفي،

ليتخيّلوا بأنهم فهموا كل شيء…

” وهذه هي المرحلة الأكثر خطورة … مرحلة “الثقة المفرطة”… حين لا يعودون

يستمعون إلى أحد…

“فقط بعض الزعماء يبلغون المرحلة الأخيرة … مرحلة النضج السياسي…

“حيث نكتشف أن تجربتنا لا تشكل إطلاقاً الخُلاصة الكاملة للمعرفة السياسية…

“فنعودُ إلى الإنصات للآخرين…

“لكن غالبية الزعماء، لا يبلغون هذه المرحلة أبداً”…

من كتاب: “عن القيادة دروس للقرن الواحد والعشرين” لرئيس وزراء بريطانيا

السابق طوني بلير…

حضرات السيدات والسادة، جئتُ إليكم اليوم، طالباً منكم خدمة … ألا وهي

مساعدتي، ومساعدة كل مسؤول في لبنان، على الانتقال فوراً إلى المرحلة الثالثة…

جئتُ إليكم اليوم، لأكشف لكم سراً مكشوفاً، تعرفونه مثلي وأكثر…

إن المسؤول، يحتاجُ ربما إلى مقوماتٍ كثيرة. وغالباً إلى أشخاص كُثر..

لكنه يحتاجُ أولاً إلى من يقول له … “لا”…

ولو بصيغةٍ مهذبةٍ مخفّفة … من نوع: “نعم … ولكن”…

شرط ألا تكونَ “لا” كيدية أو ثارية أو أنانية. أو عدمية…

ولا تكون حتماً، “لا”، من نوع قوم حتى إقعد محلّك”…

المسؤولُ الحكيم يحتاجُ كل لحظة، إلى “لا” مبنيّة على العلم. وعلى البحث. وعلى

الخُبراتِ المتراكمة. وعلى النزاهة الفكرية … وخصوصاً خصوصاً، على هاجس

السعي إلى المصلحة العامة…

والمفهوم المؤسّس لمجلسكم، هو أن تكونوا كذلك…

فهنا، وفقط هنا، يلتقي العمالُ مع أرباب العمل … مع كل أطرافِ الإنتاج الوطني..

مع كل محرّكي الاقتصاد الواسع … مع تمثيل شامل لكل يدٍ تتعبُ وتكِدَّ، لتنتج في

أرضِنا وبلدنا …

ففي الشأن العام، ثمة مدرستان…

مدرسة تعتقد بأن السياسة هي نشاطٌ سُلطوي… محورُه الحاكم … وهدفه خيرُ

الحاكم… أو في أوسع الآفاق، خيرُ حزب الحاكم، أو خيرُ “الحزب الحاكم”…

وهناك مدرسة ثانية، تؤمنُ بأنّ السياسة هي نشاط إنساني… محوره الإنسان…

وهدفه خيرُ الإنسان … كل إنسان … أولاً وأخيراً…

وأنا حضرات السيدات والسادة من المؤمنين بالمدرسة الثانية…

منذ وُلدت ونشأتُ في عائلتين، يشمخُ تواضعهما، بالشرف والتضحية والوفاء….

وحتى نلتُ شرف أن أكونَ الخادم الأول لأهلي وشعبي…

فأنا إبن هذه الأرض. الطالع من جذورها وترابها وعرق الجباه الكادحة… بلا عِقد

من أي نوع، ولا ادعاءاتٍ من أي صنف.. .

لذلك، أنا أحتاجُ إليكم … كما إلى كل لبناني حر…

أحتاجُ إلى رأيكم. إلى مشورتكم. إلى خُبراتكم وعلمكم وتخطيطكم ودراساتكم…

وهذا ما حققه مجلسكم الكريم، برئاسة الأستاذ شارل عربيد وكل الأعضاء …

حين بات قانونكم المعدّل، والذي أقره المجلس النيابي مشكوراً، يُلزمُ الحكومة

باستشارتكم، في كلِ شأن اقتصادي واجتماعي أو بيئي…

ويفتح للمؤسسات الدستورية الأخرى، الحق باستشارتكم أيضا…

فلا تتنازلوا عن هذا الحق … ولا تتساهلوا في أدائه…

وأنا هنا اليوم، لأتعهد لكم بأن أكون معكم …

أحمي واجبَكم وحقكم … وأحتمي برأيكم وفكركم…

لنحقق جميعاً خير أهلنا وشعبنا … خير الإنسان، في وطن الإنسان لبنان …

عشتم وعاش لبنان”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى