أخبار جنوبية

مرشحين بالجملة في صيدا ..

المصدر: المدن

حتى الآن لم تنجح اللقاءات والاتصالات التي تشهدها مدينة صيدا على خط الاستحقاق البلدي في إحداث أي تقدم باتجاه التوافق على شخصية يمكن أن تحظى بمباركة الأقطاب الرئيسية في المدينة لترشيحها لرئاسة البلدية. بل العكس صحيح. فكلما ارتفعت وتيرة حديث القوى الرئيسية الأربع (أسامة سعد وعبد الرحمن البزري وبهية الحريري والجماعة الإسلامية) عن ضرورة التوصل الى خيار يجمع المدينة في صيغة ائتلاف او تفاهم على مرشح معين لرئاسة البلدية يتولى تشكيل فريق عمل بلدي متجانس وكفوء ونزيه، بدت الوقائع على الأرض تتجه نحو الابتعاد عن هذا الخيار. ذلك ان كل طرف يطرح التوافق من زاويته وبشخصية مقربة منه، فيفقده صفة الحيادية والاستقلالية. وفي الأثناء، يسعى بعض الطامحين من رجال أعمال ومتمولين الى خوض هذا الإستحقاق إما بشخصهم أو بدعم مرشحين ليكون لهم الدور والتأثير في العمل البلدي وحضور اكثر في المدينة يمكن ان يوظفوه في استحقاقات مقبلة.
صراع على تركة المستقبل
بانتظار ما ستحمله الأيام المقبلة من مفاجآت أو تطورات على خط هذا الاستحقاق، يبدو الثابت حتى الآن وجود أربعة مرشحين لرئاسة بلدية صيدا، ما يعني أن أربع لوائح هي قيد التشكل. لكن أياً من هذه اللوائح لا تحظى بدعم أو تأييد جميع الأطراف. والكل حتى الآن يبدو محكوماً بضيق الوقت.
اللائحة الأولى كان يفترض أن تكون برئاسة رئيس البلدية الحالي الدكتور حازم بديع، الذي قدم نفسه في البداية كشخص توافقي. لكنه اصطدم برفض رئيس التنظيم الناصري النائب اسامة سعد. يرفض الأخير عودة بديع لرئاسة البلدية ويصرّ على ضرورة التغيير في الوجوه والأداء. هذا فيما لم يكن أيّ من الأطراف الثلاثة الأخرى (البزري والجماعة وتيار المستقبل – قبل قرار زعيمه الرئيس سعد الحريري بعدم التدخل في الانتخابات) يمانع دعم ترشيح بديع.
منذ اعلان “المستقبل” عزوفه عن خوض الاستحقاق ترشيحاً أو في تشكيل اللوائح، تراهن بعض القوى الصيداوية، كما بعض المرشحين في المدينة، على مقاطعة المستقبل للانتخابات اقتراعاً. ويراهن آخرون على استقطاب ناخبي “المستقبل” لصالح هذا المرشح او ذاك قبل ان تقطع السيدة بهية الحريري الطريق عليهم. وأبلغت كل من التقتهم من الفاعليات بأن “ليس لدينا مرشحين ولا ندعم أحداً”. كما أبلغت من استقبلتهم من المرشحين “اننا لا نلتزم مع أحد”. لكنها في الوقت نفسه، حرصت على ابلاغ الجميع “أننا سنكون ناخبين!” الأمر الذي أربك بعض الأطراف والمرشحين واستنفر حذرهم من أن تصب أصوات المستقبل -ولو من تحت الطاولة- أي بشكل غير معلن، لصالح مرشح او لائحة بعينها. وهذا دفع بهم لإعادة النظر في “تكتيكاتهم” الانتخابية.
التاريخ يعيد نفسه
بطبيعة الحال، اعطى كلام الحريري جرعة أمل لبديع بإمكانية الاستمرار بخوض الانتخابات ولو بلائحة غير توافقية أو بالحد الأدنى من التوافق. لكن بديع اصطدم مرة جديدة بعدم حماسة بعض الأقطاب لـ”التجديد له”. وتلقى نصائح من مقربين لـ”تجنب المغامرة”. ووفق المعلومات، يدرس بديع خيار الإنسحاب من السباق جدياً، هذا رغم أنه يؤكد لكل من يلتقيه أنه حتى الآن ماضٍ بالترشح!.
وعلمت “المدن” أن انسحاب بديع إذا حصل سيعزز خياراً آخر يتقاطع عليه هذه المرة آل الحريري والرئيس السابق للبلدية المهندس محمد السعودي مع النائب عبد الرحمن البزري والجماعة الإسلامية (هم شركاء في دعم المجلسين البلديين السابقين برئاسة السعودي ثم بديع وممثلون فيهما). ويتمثل هذا الخيار بترشيح شخصية متمرسة بالعمل البلدي وتحظى بثقل عائلي وبعلاقة ممتازة مع كل الأطراف في المدينة. لكن هذا الخيار اذا لم يحظ بموافقة أسامة سعد، فهذا يعني أن الأمور ذاهبة الى تكرار تجربة التحالف الثلاثي (الحريري، البزري والجماعة) الذي أتى بالمهندس السعودي على رأس المجلس البلدي في العام 2010 بعد خوض سعد معركة انتخابية قاسية بوجه هذا التحالف. علماً أن تجربة السعودي حينها بدأت بترشيحه من بوابة التوافق. لكن ابتعاد سعد عن هذا الخيار، فرض المعركة حينها.
لوائح عدّة في المدينة
اللائحة الثانية في صيدا تتشكل برئاسة المهندس محمد دندشلي المقرب من النائب أسامة سعد، الذي يقود منذ سنوات تجمعاً يرفع شعار التغيير يطلق عليه اسم “تجمع علّ صوتك”. ويتقاطع مع بعض المجموعات الأخرى الناشطة في المدينة منذ الثورة مثل تجمع المهندسين وبعض الأطر الأهلية. ورغم ان دندشلي طرح نفسه توافقياً الا أن قربه من سعد وتبني الأخير له واصراره عليه، أفقده ميزة المرشح التوافقي بالنسبة لباقي الأطراف.
اللائحة الثالثة برئاسة الصيدلي عمر مرجان المحسوب تاريخياً على عائلة البزري، وتربطه علاقات جيدة مع كل الأطراف، ويقدم نفسه ايضاً على انه مرشح توافقي. لكنه لا يحظى حتى الآن بدعم الجميع.
اللائحة الرابعة برئاسة نادر عزام وهو مقاول وتاجر بناء معروف في المدينة، نجح خلال السنوات الأخيرة في نسج علاقات جيدة مع كل القوى السياسية والأهلية. لكنه حتى الآن لم ينجح في كسب تأييد أو دعم أي منها. ويتردد أنه يحظى بتأييد ودعم رجل الأعمال مرعي أبو مرعي حليف القوات اللبنانية ورجلها في صيدا، الذي يدعم ايضاً عدداً من المرشحين لعضوية المجلسين البلدي والاختياري في المدينة.
والى هذه اللوائح الأربع، تطرح بين الحين والآخر أسماء مرشحين مستقلين من بينهم رجال أعمال وشخصيات من عائلات صيداوية عريقة وناجحون في مجالات تخصصهم أو عملهم، وبعضهم مقيم في العاصمة بيروت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى