أخبار محلية

“نزع سلاح حزب الله لن يكون سهلاً”… صحيفةٌ إسرائيلية تعترف!

في تقرير نشرته صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، تم تسليط الضوء على تصريحات الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، التي حملت لهجة تحدٍ واضحة تجاه “إسرائيل”، في ظل التصعيد الميداني المتواصل جنوب لبنان. ورغم ما وصفته الصحيفة بتراجع قدرات الحزب مقارنة بالعامين الماضيين، إلا أنها اعتبرت أن التنظيم لا يزال يشكّل تحدياً مستمراً وفعّالاً.

 

وتحت عنوان “لن يُنزع سلاح حزب الله بسهولة رغم التقدم الإسرائيلي”، رأت الصحيفة أن تصريحات قاسم تأتي بالتزامن مع ما وصفته بـ”جهود الحكومة اللبنانية المتزايدة للسيطرة على نشاطات حزب الله في الجنوب”، رغم استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية على مواقع تابعة للحزب.

 

وبحسب ما أوردته الصحيفة، فإن الجيش الإسرائيلي أعلن في بيان قبل يومين عن تنفيذ عمليات استهدفت عناصر من حزب الله، أبرزها القضاء على عنصر في بلدة عيتا الشعب الجنوبية، إضافة إلى ضربة جوية دقيقة في منطقة صيدا أسفرت عن مقتل محمد جعفر مناع أسعد عبد الله، والذي قالت الصحيفة إنه مسؤول عن نشر أنظمة اتصالات الحزب في مناطق مختلفة من لبنان، وخصوصاً جنوب نهر الليطاني.

 

وفي سياق متصل، ذكّرت الصحيفة بتصريحات رئيس الجمهورية اللبنانية، جوزاف عون، التي أدلى بها مؤخراً، والتي أكد فيها أن العام 2025 سيشهد بداية احتكار الدولة اللبنانية لجميع الأسلحة داخل أراضيها، في إطار مشروع تعزيز سيادة الدولة ومؤسساتها العسكرية والأمنية.

 

في المقابل، صرّح قاسم، بحسب وكالة “إرنا” الإيرانية، بأن سلاح حزب الله هو “سلاح المقاومة” ولن يُسلّم، معتبراً أن أي محاولة لنزع هذا السلاح تهدف إلى تمكين “إسرائيل” من احتلال لبنان. وأضاف: “إسرائيل توسعية، ولا تكتفي بفلسطين المحتلة، بل تسعى لاحتلال أجزاء من الأراضي اللبنانية وضمّها ضمن مشروعها الاستيطاني”. وأكد قاسم أن التنظيم لن يسمح لأي جهة داخلية أو خارجية بنزع سلاحه، وأنه مصمم على مواصلة المقاومة في وجه ما وصفه بـ”العدوان الإسرائيلي”.

 

الصحيفة الإسرائيلية لم تكتفِ بعرض التصريحات بل اتهمت حزب الله بأنه يسعى للحفاظ على “جيش مستقل” داخل الدولة اللبنانية، ما يجعله “دولة داخل الدولة”، معتبرة أن هذا الواقع يضعف الدولة اللبنانية ويشكّل تهديداً مستمراً للاستقرار الإقليمي، ويمنح “إسرائيل” المبرر للاستمرار في عملياتها العسكرية.

 

وتأتي هذه التطورات في وقت يشهد الجنوب اللبناني تصعيداً ميدانياً متواصلاً بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، منذ بدء الحرب على قطاع غزة في تشرين الأول الماضي، حيث تتواصل الاشتباكات اليومية، والغارات الجوية التي تستهدف البنى التحتية للحزب، في مقابل قصف متبادل يستهدف المواقع العسكرية الإسرائيلية في الجليل الأعلى وشمال فلسطين المحتلة.

 

وفي ظل انسداد أفق التهدئة الشاملة، تتزايد المخاوف من توسّع رقعة الاشتباك إلى مواجهة شاملة، خصوصاً مع تصاعد لهجة الخطابات المتبادلة بين قادة حزب الله والمسؤولين الإسرائيليين، بالتزامن مع جهود دبلوماسية تبذلها أطراف إقليمية ودولية، بينها فرنسا والولايات المتحدة وقطر، لمحاولة التوصل إلى صيغة تسوية تُبعد شبح الحرب الشاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى