ماكرون في إسرائيل… رهان على نزع فتيل الحرب على لبنان!
وصل اليوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إسرائيل في زيارة أراد منها بالشكل إعلان تضامنه معها لكنها في المضمون حملت أكثر من هدف لعل أبرزها ما يتعلّق باحتمال اتساع دائرة النزاع مع لبنان إلى حرب مفتوحة، وبالتالي ذهب للتخفيف من حماسة وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت، وكبار الضباط لتوجيه ضربة إلى لبنان والتي لا يتحمس لها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ويوضح الكاتب والمحلل السياسي جوني منير في حديث إلى “ليبانون ديبايت” أن زيارة الرئيس ماكرون هي باسم أوروبا، وهو غالباً ما يقوم بحركة من خلال إظهار أن فرنسا هي العاصمة السياسية لأوروبا، وهو ذهب إلى إسرائيل ضمن مهام منها الوضع في لبنان، لا سيّما أن هناك جناح في إسرائيل يدعمه وزير الدفاع وضباط كبار في الجيش يريدون فتح الجبهة مع لبنان وتوجيه ضربة إلى حزب الله وهو ما يرفضه الفرنسيون والأميركيون.
ووفق معلوماته فإن الزيارة كما يقول منير منسّقة مع الأميركيين، وهي تتعلّق بالموضوع الفلسطيني وموضع الضفة وغزة لكن في أحد أوجهها ضمان وحث القيادة الاسرائيلية وعدم الإقتراب من لبنان وبالتالي تدعيم موقف نتنياهو الذي يفضل أن لا يدخل في حرب مع لبنان إلا في حال جرى أمر كبير.
لذلك عندما قام وزير الدفاع الإسرائيلي بجولة على الحدود قال أن حزب الله قرر الدخول بالحرب، وتحدّث عن حرب قريبة، لكن في اليوم الثاني قام نتنياهو بتفقد القوات هناك وقال ليس هناك من أدلة أن حزب الله سيوجه ضربة إلى شمال إسرائيل، بمعنى أن الموقف كان مختلفاً كلياً عن موقف وزير الدفاع.
ويؤكد أن أحد أسباب زيارة ماكرون تعديل الرأي القائل بالذهاب باتجاه حرب واسعة على الجبهة اللبنانية والتحذير من هذا الأمر.
ويكشف أن أحد أهداف الزيارة الخوف الفرنسي أنه في حال وقوع الحرب فأن الوضع اللبناني يصبح غير قابل لإعادة إصلاحه.
كما يشير إلى نقطة هامة تتعلّق بالزيارة بالمصالح الفرنسية في لبنان ووضع القوات الفرنسية في اليونيفيل وعديدها حوالي الـ900 جندي قد يدفعون الثمن غالياً، إلا أنه بالتأكيد لن يسحب هذه القوات وهو ما يرجح أن احتمالات الحرب على لبنان ليست مرتفعة في الوقت الحاضر.
وبالخلاصة يقول منير أن ماكرون في إسرائيل لتعزيز وجهة نظر الفريق الاسرائيلي الرافض للدخول بحرب مع لبنان ومواجهة شهوة وزير الدفاع الاسرائيلي وكبار قادة الجيش الذين يرغبون بتوجيه ضربة إلى لبنان.