“رسائل مخفية”… عميد يكشف دلالات إطلاق الصواريخ من لبنان!

شهدت الأراضي اللبنانية اليوم عملية إطلاق صواريخ باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، ما أثار تساؤلات حول دلالات هذا الحدث وآفاقه المستقبلية، في ظل الضبابية التي تحيط بالجهة المسؤولة عن هذه العملية.
![]() في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، يستعرض أستاذ العلوم السياسية العميد الركن الدكتور حسن جوني هذه الحادثة محاولًا فك شفرتها، ويرى أن “العملية التي جرت اليوم تمثل مشهدًا جديدًا بعد فترة طويلة من استهداف الداخل الإسرائيلي بصواريخ من الأراضي اللبنانية، لكن من الواضح كما أعلن الجيش اللبناني أن الصواريخ كانت بدائية الصنع، وهو ما يثير تساؤلًا مهمًا، هل هذه الحادثة مجرد عمل فردي يتيم يعبر عن ردة فعل أو توجيه رسالة معينة، أم أنها بداية لعمليات متلاحقة؟ في كل الأحوال من المبكر حاليًا الوصول إلى جواب حاسم”.
وعن احتمال تكرار هذه العملية في المستقبل، يلفت إلى أن “الجيش اللبناني ملتزم بتنفيذ القرار 1701 بجدية وصرامة، ولا شك أن لجنة المراقبة الدولية ستبقى حاضرة، وموقف الحكومة في هذا الإطار واضح، ومن المتوقع ألا يكون هناك مجال لتكرار مثل هذه العمليات مستقبلًا”. فيما يتعلق بالتهديد الإسرائيلي لبيروت، يقول العميد جوني: “ردة فعل إسرائيل كانت عنيفة، حيث استغلت الحادثة لعرض قوتها، إذ إنها تخشى أن تكون هذه العملية بداية لعودة العمليات المتفلتة غير المتبناة من أي جهة، لكن الواقع لا يدعم هذا السيناريو، حيث لا يمكن لتلك العمليات أن تستمر بوجود الجيش اللبناني المنتشر في المنطقة، والذي يتابع الوضع ويطبق قرارات المجتمع الدولي، الجيش اللبناني يعمل على تجفيف الذرائع التي قد تُستغل من قبل إسرائيل، حيث استغلت هذه الحادثة للضغط على الدولة اللبنانية بهدف دفعها للتجاوب مع الطروحات الأخيرة حول التفاوض”. ويشدّد على أنه “من المهم مراقبة التطورات في الفترة القادمة لمعرفة ما إذا كانت هذه العملية بداية لتكرار هذا النوع من الهجمات أم أنها مجرد رسالة عابرة، الفترة المقبلة ستكشف عن الجهة التي تقف وراء إطلاق هذه الصواريخ وأهدافها، خاصة بعد أن نفى حزب الله علاقته بهذه العملية، حيث ليس من عادته إرسال رسائل بهذه الطريقة، بل هو يعلن موقفه بوضوح ومن المستبعد أن يقوم الحزب بمثل هذه التصرفات في الوقت الحالي، إذ أن سكان الجنوب قد تعبوا، وهذه المرحلة بحاجة إلى استقرار وتعاون مع الدولة والجيش اللبناني من أجل الانتقال إلى مرحلة الإعمار”. ويختم العميد جوني: “عملية إطلاق الصواريخ التي حصلت اليوم تُعد خطوة ذات مردود سلبي تمامًا ضد المصلحة اللبنانية ومصلحة الجنوب، كما أن هذه العملية منحت إسرائيل الذريعة للتحرك، وقد تكون عملية مدبّرة من قبل إسرائيل أكثر من كونها متعلقة بأي جهة لبنانية”. |