الاعلامية هدى شديد في ذمّة الله

توفيت الإعلامية اللبنانية هدى شديد بعد صراع طويل مع مرض السرطان، مخلفة وراءها فراغًا عميقًا في عالم الإعلام اللبناني، حيث هدى رمزًا من رموز الأمل والإصرار، ولم تترك فرصة إلا وواجهت التحديات بابتسامة لم تهتز رغم الألم.

رحيلها اليوم يُعتبر عن خسارة كبيرة، ليس فقط للإعلام اللبناني، بل لجميع من عرفوا روحها الطيبة وشجاعتها التي لا مثيل لها.
على الرغم من أن المرض كان ينهك جسدها، إلا أن هدى رفضت أن ترحل إلا مع بداية زمن الصوم، كما لو كانت تسعى لإكمال دربها الروحي، مستلهمةً من مسيرة السيد المسيح، اختارت أن تكون فترة رحيلها متزامنة مع الصوم، محققةً بذلك معادلة روحية خاصة في حياتها، إذ تمسكت بيد المسيح نحو فرح القيامة.
لقد كانت هدى شديد نموذجًا للإعلامية التي سعت دومًا إلى تقديم الأفضل، في أقسى الظروف وأشد المحن، رحيلها سيترك أثرًا عميقًا في قلوب محبيها وزملائها في العمل الإعلامي، الذين فقدوا ليس فقط زميلة، بل صديقة كانت تزرع الأمل في نفوس الجميع، كانت هدى أكثر من مجرد إعلامية، كانت إنسانة بمعنى الكلمة، صاحبة رسائل إنسانية عميقة في كل ما قدّمته من أعمال.
إعلام لبنان فقد اليوم أحد أبرز وجوهه، وستظل هدى شديد في الذاكرة، وستبقى ابتسامتها تضيء الشاشة في أذهان من عرفوها، الذين أدركوا معنى القوة والصبر في حياتها اليومية.