رسالة من قبلان إلى الرئيس عون!

وجّه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، اليوم الأحد، كتاباً مفتوحاً إلى رئيس الجمهورية جوزاف عون، دعا فيه إلى الحفاظ على وحدة لبنان وسلمه الأهلي في وجه التحديات الإقليمية والدولية.
وقال قبلان في رسالته: “فخامتكم تعلمون أن هذا البلد مرّ بتاريخ صعب نتيجة الصراعات الإقليمية والدولية، إلا أن مكوّناته الوطنية عاشت كعائلة واحدة، ورفضت محاولات تقسيمه على أسس طائفية، مع الإصرار على وحدة وطنية عابرة للطوائف. وقد تعرض لبنان لحرب أهلية أظهرت العديد من الكوارث، لكنه ظل صامداً وطوائفه باقية، اليوم نحن على حافة خطر حرب أهلية جديدة، لكن هذا ليس مصير لبنان ما لم تبقى القوى السيادية في قلب المعركة”.
وأضاف: “إسرائيل رغم دعم أميركا وحلفائها، لم تتمكن من القضاء على قوة لبنان. لبنان عصي على إسرائيل، ونحن لا نريد العودة إلى الحرب الأهلية، فأنتم جزء من ضمانة هذا البلد وحمايته، وبوجودكم فخامة الرئيس، يمكن للبنان أن يثبت قدرته على حماية سيادته من الضغوط الخارجية”.
وشدد قبلان على ضرورة أن تكون مواقف الحكومة متوافقة مع التضحيات الوطنية التي شهدتها مختلف المناطق اللبنانية، مثل الجنوب والضاحية والبقاع، التي تحملت العبء الأكبر في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وحملات التنكيل.
وقال: “لبنان بحاجة إلى رئيس يعي تماماً تضحيات شعبه ويعتمد على خيارات وطنية تضمن استقراره. فأنتم، ابن المؤسسة العسكرية والجنوب، تملكون القدرة على قيادة لبنان في هذا الاتجاه”.
ووجه قبلان رسالته إلى الرئيس عون قائلاً: “الحل يكمن في تعزيز الوحدة الوطنية والتأكيد على السيادة اللبنانية بعيداً عن التدخلات الخارجية، والعمل على تأمين المصالح الوطنية بعيداً عن الإملاءات الدولية. لا نريد مواجهة العالم، بل نريد لبنان يحفظ سيادته ويصون مصالح شعبه”.
وأضاف: “المرحلة الحالية تتطلب أن تتحمل الدولة مسؤوليتها في إدارة شؤون البلاد، وحماية الوحدة الوطنية، وسلامة السلم الأهلي. في ظل وجودكم في بعبدا، يمكن للبنان أن يتجنب الفتن والفوضى، وأن يبقى قوياً في وجه التحديات”.
وختم قبلان رسالته بالدعاء قائلاً: “اللهم فاشهد فقد بلغت، وأولوية لبنان اليوم هي الحفاظ على وحدته الوطنية وسلامته الداخلية، وأنتم فخامة الرئيس على عاتقكم مسؤولية التاريخ في هذه اللحظة الحاسمة”.