إعادة الإعمار مرهونة بهذين الأمرين!
لم يكن كلام الرئيس الأميركي دونالد ترامب مطمئناً عندما قال خلال تنصيبه إنه لا يضمن وقف إطلاق النار في غزة، مما أثار ريبة حول خديعة ما لغزة وحماس تتكشف بعد تسليم الأسرى. فكيف ينظر الفلسطينيون إلى ما قاله الأخير؟
في هذا الإطار، اعتبر مسؤول العلاقات الاعلامية في حركة “حماس” محمود طه خلال حديث لـ “ليبانون ديبايت” أن “خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء أمس الإثنين لم يأتِ على القضية الفلسطينية، وكان منحازًا للكيان الإسرائيلي.
وأضاف: “ترامب، حتى في موضوع إطلاق سراح الأسرى، تحدّث عن إطلاق سراح إسرائيليين، ولم يتحدّث عن الأسرى الفلسطينيين، وهناك حوالي 18 ألف أسير في السجون الإسرائيلية”، مشددًا على أن “خطابه لم يرقَ إلى مستوى القضية الفلسطينية وتضحيات الشعب الفلسطيني، وهذا أمر ليس بجديد على الإدارة الأميركية، ولا على ترامب نفسه.”
وأكد أن “حركة حماس لم تُخدع، إذ أن الإسرائيلي لا يمكنه تحصيل ما يريده إلا بشروط المقاومة، والدليل على ذلك الاتفاق الذي حصل، إطلاق سراح الأسرى، الانسحاب من غزة، وعدم وجود أي قوات إسرائيلية في غزة، فهذا كله في شروط المقاومة”.
وشدد على أن “المقاومة واعية وصاحية، ولم يمر عليها أي مخطط إسرائيلي أو أميركي، وهذا ما شهدناه يوم الاتفاق، كيف تعامل رجال المقاومة في كتائب القسام وحماس مع الحدث، وكيف خرجوا مع الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن “هذه رسائل واضحة للكيان الإسرائيلي، الذي بدعمه يقول أن الشعب الفلسطيني لا يزال يلتف حول المقاومة، وصامد، وأن المقاومة لا تزال قوية، ولم تتزحزح عن مواقفها”.
وحول ما قيل في الولايات المتحدة عن أن “حماس لن تحكم في غزة”، واذا كان هناك شرط كهذا في الاتفاق ؟ أكد أن “ذلك ليس من الاتفاق، والدليل على ذلك هو أن حماس خرجت في اليوم الأول من الاتفاق وبقوة دخلت على غزة على الصعيد العسكري والأمني وحتى الحياة، إذ أنها انتشرت في كل أرجاء غزة بعد وقف إطلاق النار، وهذا ما يدل على أن حماس هي المسيطرة على قطاع غزة، ولم تتخلَ عن حقوق شعبها وعن حماية حقوق شعبها، مهما حصلت ضغوطات”.
وأضاف: “هذه التصريحات مناقضة لما يحصل على الأرض، والجميع يشهد على ذلك، حتى المسؤولين الإسرائيليين فوجئوا من قدرة حماس على النزول إلى الشارع من أول لحظة، وأن الشعب الفلسطيني التفّ حولها، وبدأت بإزالة الركام عن الشوارع لفتحها، واستقبال قافلة المساعدات من دون أي مشكلة تحصل”.
أما بما يتعلق بملف إعادة إعمار غزة، فأكد أنها “مرهونة بالضغط الدولي على الكيان الصهيوني للسماح بإدخال مواد الإعمار، إضافة إلى أنه مرهون بالوسطاء الذين توصلوا إلى هذا الاتفاق. فنحن نأمل أن تُطبَّق كافة بنود الاتفاق وتنفَّذ في مواعيدها”، معتبرًا أنه “ليس من مصلحة أحد تأخير تنفيذ بنود الاتفاق في الأوقات التي تم تحديدها”.
وختم طه بالقول: “في حال سارت المرحلة الأولى وتم تطبيقها من الجانبين بكل ما تم الاتفاق عليه، فأعتقد أنه ليس أمام الإسرائيلي إلا أن يسير في المرحلة الثانية والثالثة حسب ما تم الاتفاق عليه”.