“لن نقبل”… قبلان: واقع المنطقة تغيّر!
ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، اعتبر فيها أنه “على وقع أهم لحظة مصيرية، أولا وثانيا وثالثا، فلسطين وغزة والقدس جوهر معادلة الشرق الأوسط، ولا شرق أوسط آمن مع وجود إسرائيل، والزيارة التي قام بها الرئيس الأميركي بايدن والمستشار الألماني شولتس وغيرهم ليست أكثر من سياسة تسنيد لتل أبيب، والواقع أكبر من سيناريو الزيارات”.
وأشار، إلى أن “أمن لبنان والمنطقة من أمن فلسطين، وإسرائيل عدو مجرم، وكيان متوحش، وأكبر مركز إرهابي في المنطقة، والتطبيع خيانة للتاريخ والدين والقيم، وما يجري في غزة قد يشعل المنطقة، ولا يمكن السكوت أبدا عن مذابح غزة، بل إن المزيد من الإبادة يقرّبنا من لحظة الانفجار، وحال اتساع رقعة النزاع لن يتمكن أحد من السيطرة على الوضع، وتل أبيب لا تفهم إلا لغة القوة والبطش، وزمن الغطرسة الاسرائيلية انتهى للأبد”. وأسف المفتي قبلان، إلى أنه “ورغم الإبادة التي تطال فلسطين كقضية مركزية، ورغم الفظاعات التي تطال أطفال فلسطين وأعراضها، رغم ذلك كله الأنظمة العربية معدومة وملجومة، ويقتلها الجبن، وبالتالي العرب كأنظمة مشطوبون من هذه المعادلة، والمطلوب إنعاشهم، لأن ما يجري يؤثر على وجودهم ومصيرهم وطبيعة ميزان منطقتهم، والحقيقة الموجعة أن العرب اليوم تدير ظهرها لفلسطين”.
ودعا قبلان الشعوب العربية والإسلامية وكل الشعوب الحرة في العالم، “انتفضوا، وحولوا الشوارع إلى طوفان أحرار، خاصة على الأنظمة المتواطئة ومراكز القرار السياسي، التي تشارك بقرار تصفية غزة، والمؤسف أن بعضها أنظمة عربية وإسلامية، ولا يكفي التظاهر لساعة أو يوم، بل يجب احتلال الشوارع يوميا، ولتحوَّل شوارع العالم العربي والإسلامي والعواصم العالمية وشوارع السفارات الشريكة بقرار الحرب إلى تسونامي شعوب جارفة انتصارا للدم المظلوم في غزة وفلسطين، وانتصارا للدم المسلم والمسيحي في هذه المعركة، لأنهم على حد سواء، والعزاء واحد، ومعركتنا معركة حق تاريخي بوجه طغيان واشنطن وتل أبيب وأوروبا، فانتفضوا ولتتلاق الشوارع مع الجنائز والصواريخ، لأن اللحظة لحظة مصير وهناك من يريد تصفية القضية الفلسطينية عبر الشراكة الصامتة مع واشنطن وتل أبيب، وحتما ضغط الشارع لا يقل عن ضغط المقاومة وثباتها”. وختم، متوجهاً الى القوى السياسية في لبنان، بالقول: “كل ما يجري الآن يؤكد صحة خيارنا السياسي، ويفضح مرتزقة السياسة في هذا البلد على الأقل بخصوص مواصفات رئيس الجمهورية وخيارات الرئاسة، وفي هذا المجال أقول: مصالح لبنان فوق أي اعتبار، والأمن السياسي والسيادي أكبر مصالح لبنان، ولن نقبل بتسوية رئاسية على حساب مصالح لبنان السياسية والسيادية، فزمن الطبخات الأميركية انتهى ورئيس الجمهورية عندنا لن يكون إلا بمواصفات وطنية، تضمن مصالح لبنان السياسية والسيادية”. |