منوعات

محمد ياغي الذي أخفى فرحته بالحصول على شهادة الدكتوراه في الرياضيات … هذا ما قاله !

في يوم 23 أكتوبر 2024، وقفت أمام لجنة علمية لأقدم أطروحة الدكتوراه الخاصة بي في الرياضيات – التحكم الآلي (Automatique) – من واحدة من أهم جامعات فرنسا: جامعة كلود برنارد في ليون. كان هذا اليوم علامة فارقة في حياتي، لكنه تزامن مع أيام صعبة على بلدي لبنان، حيث كنا جميعًا نتابع بقلوب يعتصرها الألم أحداث الحرب وما خلّفته من أسى وحزن شديدين.

في ذلك الوقت، اخترت أن أكتم فرحتي وأحتفظ بها لنفسي احترامًا لأوجاع بلدي وأهلي في لبنان. واليوم، بعد مرور الوقت، أشعر بأنني جاهز لأشارك هذه الفرحة التي طال انتظارها بعد تعب و جهد و سنين من الغربة والبعد عن الاهل والاحباب، ليس كإنجاز شخصي فحسب، بل كإهداء لوطني الذي لطالما ألهمني بالصبر والمثابرة.

ها أنا أعلن بكل فخر أنني دكتور في الرياضيات، وأهدي هذا النجاح لبلدي لبنان، لوطني الجريح الذي يستحق منا كل جهد، وكل تضحية، وكل نجاح. ولضيعتي الغالية زوطر، هذا الإنجاز هو رسالة أمل بأننا، رغم كل الظروف، قادرون على النهوض وصنع مستقبل أفضل.

وفي هذه اللحظة، لا يسعني إلا أن أقدم أعمق عبارات الشكر والامتنان لكل من ساندني في هذه الرحلة الطويلة، وخصوصًا لعائلتي التي كانت الداعم الأول. أخصّ بالذّكر أبي مصطفى رشيد ياغي وأمي سلمى محمد عزالدين، على تعبهما وتضحياتهما في سبيل تعبيد طريق نجاحنا، فهما مصدر مثابرتي وإلهامي، ومنهما تعلمت الكثير. كما أشكر أخي إبراهيم وأصدقائي الذين كانوا دائمًا إلى جانبي. لكم كل المحبة والشّكر.

لبنان الحبيب، أنتَ الحافز وأنتَ الهدف. هذا النجاح لك، ولكل من آمن أن العلم والعمل هما السبيل الوحيد للنهوض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى