بعد سقوط الأسد.. ما مصير الأكراد في سوريا؟

ذكر موقع “الإمارات 24” أنّ الحرب الأهلية بين القوات الحكومية السورية والفصائل المسلحة انتهت، لكن الخطر لم ينتهِ بالنسبة للأقلية الكردية السورية.

وكتبت لارا جايكس في صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، أن عدداً من الفصائل المسلحة لا تزال تقاتل لبسط سيطرتها عقب سقوط نظام بشار الأسد. ويشمل ذلك قوات سوريا الديمقراطية الكردية التي تحالفت مع الولايات المتحدة لقتال تنظيم “داعش” الإرهابي، و”الجيش الوطني السوري”، الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا، التي تكن العداء للقوات الكردية.
ومنذ أكثر من عقد، يعتبر المقاتلون الأكراد الشريك الأكثر موثوقية بالنسبة للولايات المتحدة في سوريا، وقد حرروا مناطق سيطر عليها داعش، واعتقلوا تسعة آلاف من مقاتلي التنظيم الإرهابي.
لكن تركيا التي تتشارك الحدود مع سوريا، لطالما اعتبرت الأكراد، عدواً لها. وتعتقد الحكومة التركية أن المقاتلين الأكراد في سوريا متحالفون مع حزب العمال الكردستاني، الذي يقاتل تركيا منذ عقود.
ويبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي دعم الفصائل المسلحة السورية التي أسقطت نظام الأسد، متحمس لانتهاز فرصة التحوّل السياسي الهائل في سوريا، من أجل مواصلة أجندته الخاصة ضد المقاتلين الأكراد.
ولا يزال شكل الحكومة السورية الجديدة، بقيادة “هيئة تحرير الشام”، قيد التشكل. لكن المسؤولين الأميركيين ومحللي الشرق الأوسط يتفقون على أن تركيا سيكون لها تأثير كبير.
وبحسب الخبير في الشأن السوري والدبلوماسي الأميركي السابق وائل الزيات، فإن هذا يعني أن معقل الأكراد في شمال شرق سوريا يبدو “هشاً”. وأضاف أن تركيا “ستملك الرافعة الأكبر في ما يحدث، وسيحدث، في سوريا على المدى المنظور”.
إلى ذلك، يرى الباحث البارز في معهد نيولاينز نيكولاس هيراس، أنه في الوقت الذي انتزعت هيئة تحرير الشام وحلفاؤها الحكم من الأسد، فقد “جلبوا معهم تياراً من القوة والنفوذ التركيين إلى سوريا”.
وصرح قائد قوات سوريا الديمقراطية الجنرال مظلوم عبدي، لصحيفة “نيويورك تايمز”، بأنه اضطر إلى تحويل المقاتلين الذين كانوا يحرسون السجون التي تضم عناصر داعش، من أجل القتال ضد المسلحين المدعومين من تركيا.
ويتوقع هيراس الآن، أن يعمد العرب الذين انضموا إلى قوات سوريا الديمقراطية للقتال ضد داعش، إلى الانشقاق والالتحاق بفصائل مسلحة أخرى، وذلك تحت ضغط من تركيا وهيئة تحرير الشام. وسيؤدي هذا إلى مزيد من الإضعاف للقوات الكردية.
وفي أفضل سيناريو للأكراد، وفق مسؤولين وخبراء، هو أن يتلقى هؤلاء دعماً كافياً من الولايات المتحدة لحماية الأراضي التي يسيطرون عليها في شمال شرق سوريا. ويمكن أن يمنحهم ذلك رافعة في مواجهة الحكومة الجديدة في دمشق كي يستمروا في ممارسة حكم ذاتي كامل، وهي مسألة طالما طمح إليها أكراد سوريا.
وفي أسوأ الأحوال، من الممكن أن يواجه الأكراد نزاعاً ملتهباً مع المقاتلين المدعومين من تركيا، وأن يكونوا مجبورين على التنازل عن بعض الأراضي الغنية بالنفط، في حين أنه إذا ما قرر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب سحب القوات الأميركية، فإن الأكراد سيفتقدون إلى مساعدة برية حيوية.
وتقول الخبيرة في الشأن السوري لدى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن ناتاشا هول: “هناك حاجة إلى نوع من وقف النار واتفاق سلام بين الأتراك والأكراد، يمكن الجانبان أن يتفقا عليهما”.
(الإمارات 24)