“تحت النار والإبادة”… كتابٌ من قبلان لِـ شيخ الازهر!
وجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان كتابا الى الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، جاء فيه: “أكتب إليكم بقلم مكروب وقلب نازف وأنفاس تستعر نيرانها لأقول: ذمة فلسطين وناسها ومقدساتها تحت النار والإبادة، فيما الكيان الصهيوني وبدعم شامل وكامل من واشنطن وأساطيل الأطلسي يمارس أعتى أساليب القتل والإبادة والخراب في حق أهل غزة وفلسطين، والأزهر ملاذ مرجعي لهذه الأشلاء وتلك الدماء التي اختلطت فيها الوجوه والصدور والأعضاء ولم يبق من الدمع إلا الدم”.
وأضاف، “من الصوت إلا الأنين، والحجة علينا كبيرة، والسماء حملتنا المواثيق العظمى، وربطت دماء المظلومين بذمة الله، والعرب كما ترى يقتلها الصمت ويخذلها الضياع وكأنها غثاء كغثاء السيل، ولا ذمة للصهيونية، ولا عهد لآلة القتل اليهودية، ومواثيقها باطلة، وطريقتها جائرة، وفعلها النكث، وشرعتها القتل والذبح، ووجودها احتلال، وكيانها إرهاب واغتصاب، وترسانتها إبادة واضطهاد”.
وتابع الكتاب، “ليست الصهيونية بفلسطين إلا عصابة نكثت المواثيق واغتصبت الأرض وأهلكت الحرث والنسل منذ تاريخها الأول، وهي الآن تدوس مواثيق أهل الإسلام وباقي الملل والأديان وتفتك بأكبر قوتها وأساطيل أهل ملتها، والأعراض تستصرخكم، والأجساد تستغيثكم، والأيتام تلوذ بكم، والجثث المتناثرة تناديكم، فإن اللهَ ألزمنا ميثاقه بقوله: (الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ)”.
واستكمل، “لا صرخة فوق صرخة غزة، ولا دماء بعد دمها، ولا ذمة بعد ذمتها، ولا ميثاق فوق ميثاق الله بجثث أهلها وأشلاء أطفالها وأعراض نسائها وحرمة ديارها، فالله الله بغوثهم واستصراخ الأمة لنصرتهم، فإنّ الشجى طويل، والشكوى عظيمة، وقد اجتمعت الصهيونية براعي إرهابها واشنطن وقيادات الأطلسي التي تتعطش لدماء أهل غزة وتتسابق لإبادتهم وتكدّس أساطيلها وأقمارها الصناعية وإمكاناتها التدميرية والتكنولوجية لسحق وجودهم واستحلال أعراضهم ودوس كراماتهم، فالله الله بذمة الله التي خصّها الله بأهل فلسطين، والله تعالى يقول: (وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ)، وقد استبدّت واشنطن وداست المواثيق ومكّنت يد تل أبيب من أساطيلها وترسانة أطلسها، فأغيثوا رحمكم الله، فإننا ولأول مرّة نملك من القوة والقدرات ما نغير به وجه المنطقة”.
وذكر الكتاب، أنه “يجب أن نثأر للحق ونعين للعدل، وقد رأى العالم كله قواعد الكيان الصهيوني المكدسة بترسانة القتل والدمار كيف تساقطت بخواء وذعر فتسابق الأطلسي بقيادة واشنطن لنجدتها وإطلاق يدها بقتل أهل ديننا وملتنا، واليوم الرئيس الأميركي بايدن يشارك قيادة تل أبيب بغرفة جرائم الحرب كراع لإرهابها”.
وختم، “فهل يجتمع قادة العرب على الحق أو يسارعون لنجدة ذمة الله وأعراضه أم ضربت عليهم الذلة والمسكنة فباؤوا بما هم عليه الآن، فأعن فإنك أهل لذلك، فإن الباطل اجتمع بكله، والميادين جاهزة وأهل الحق يملكون القوة والإمكانات القادرة على تغيير وجه المنطقة، فإذا اجتمع العرب بالعرب، وأهل الإسلام بأهل الإسلام غيروا العالم”.