العريضي يكشف سبب عدم استهداف الضاحية يوم الإثنين
أكد الكاتب والمحلل السياسي وجدي العريضي، أن الأمور الميدانية والسياسية والاستحقاقية في لبنان ستبقى على حالها إلى حين وصول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى المكتب البيضاوي، وحيث سندخل في الشرق الأوسط في عصره، وسنشهد تحولات ومتغيرات جذرية تمتد من لبنان إلى سوريا والعراق واليمن، مشيرًا إلى أن ترامب سيفاجئ الجميع بما سيقوم به.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”، أوضح العريضي أن “التدخل الأميركي كان السبب الرئيسي في عدم استهداف الضاحية الجنوبية منذ يومين”، لافتًا إلى أن الاتصالات التي أجراها مسؤولون لبنانيون أيضاً، مثل رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أدت إلى تراجع إسرائيل عن هذا العدوان، مشيرًا أيضًا إلى الدور الكبير الذي لعبه مدير عام الأمن العام بالإنابة، اللواء إلياس البيسري، وقادة الأجهزة الأمنية في ردع إسرائيل ومنعها من استهداف الضاحية مجددًا، لأن ذلك كان سيعيد الأمور إلى المربع الأول.
وأشار العريضي إلى أن إسرائيل قد تعود إلى التصعيد إذا استهدفت إحدى الشخصيات البارزة في حزب الله، وهو ما سيؤدي إلى العودة إلى الحرب. لكنه أكد في الوقت نفسه أن القرار الأميركي، بقيادة “المايسترو” ترامب، هو الذي صنع اتفاق وقف إطلاق النار، ولن يسمح باستمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان أو نشوب حرب جديدة.
وحول الساحة اللبنانية، قال العريضي أن ترامب سيأتي إلى البيت الأبيض محملاً بتصورات جديدة تخص الشرق الأوسط، وبالأخص لبنان. وأوضح أن هناك قرارًا أميركيًا بوقف الحرب، وستكون آخر الحروب على الساحة اللبنانية، وسنشهد دولة متماسكة متراصة.
وأضاف، “ليقرأ الجميع، عندما وصل الموفد الأميركي آموس هوكشتين ووضع حقيبته على “سكانر” وذهب إلى مقهى “ستاربكس” مع النائب السابق علي بزي، المقرب من الرئيس نبيه بري، لاحتساء القهوة، كانت رسالة واضحة لعدم استهداف المصالح الأميركية ودخول الجميع في الدولة المركزية، وسيكون هناك جيش واحد وليس جيشيين”.
وأكد أن “لبنان سيشهد تحولات كبيرة على مستوى دول الخليج، لأننا كذلك سندخل في عصر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي كان له الدور الأبرز أيضًا في وقف العدوان الإسرائيلي، وبحسب معلوماتي المستقاة من بعض السفراء الأوروبيين، بأن لبنان كان طبقًا أساسيًا خلال لقاء ولي العهد السعودي بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث تم عرض مستفيض لوقف الحرب وتطبيق القرارات الدولية وانتخاب رئيس جمهورية”.
وعن الاستحقاق الرئاسي، قال العريضي إن اللقاءات التي جرت، من زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الرياض، وحراك السفير السعودي وليد بخاري، لم تتناول أسماء محددة، لكنه أشار إلى أن قائد الجيش العماد جوزيف عون لا يزال اسمًا واردًا، وكذلك مدير عام الأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري، الذي وصفه بأنه رجل إنجازات أمنية وعلى مسافة واحدة من جميع الأطراف.
أما في آخر السيناريوهات المطروحة، أكد العريضي أن “لقاء وفد كتلة اللقاء التشاوري النيابي المستقل بالسفير السعودي وليد البخاري كان أكثر من ممتازة، وهناك مواكبة ومتابعة لهذا اللقاء”.
وأشار العريضي أيضًا إلى أن النائب إبراهيم كنعان لا يزال مرشحًا أساسيًا، ويحظى بدعم البطريرك الماروني بشارة الراعي، الذي سبق أن طرح اسمه خلال زيارته إلى باريس على الرئيس الفرنسي، لما يتمتع به كنعان من قدرات سياسية واقتصادية ومالية، وهو صفر مشاكل مع كل الأطراف، ورجل اعتدال وحوار، والأمر نفسه ينطبق على النائب نعمة فرام الذي بدوره رشحه تكتل اللقاء التشاوري النيابي المستقل.
وفي ملف إعادة إعمار الجنوب، قال العريضي إن دول الخليج أبدت استعدادها للمساهمة، لكنها اشترطت انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة إصلاحية، مع استبعاد الطبقة السياسية الحالية عن إدارة عملية الإعمار بسبب تاريخها في الفساد.
وأشاد بدور رئيس مجلس الجنوب، هاشم حيدر، الذي يقوم بشكل يومي مع فريق من مجلس الجنوب بمواكبة ومتابعة هذه المسألة أي إعادة الإعمار، ودوره كبير في هذا السياق، وقد سبق له وطالب بالتدقيق في كل شاردة وواردة وكان حاسمًا في هذه المسألة، ما يعني أننا أمام مرحلة جديدة. ومعلوماتي بأن حيدر وبناء على توجهات رئيس مجلس النواب نبيه بري، سيكون هناك دور كبير وسريع لإعادة الإعمار، من خلال مساهمة مجلس الجنوب، لكن بالمحصلة ذلك يحتاج إلى مشروع كبير دولي وعربي وتحديدًا خليجي.
واختتم العريضي، نحن أمام مرحلة مغايرة عن السابق في كل شيء، وواقع جديد، وعلى الجميع أن يترقّبه، وبالتالي زمن الماضي ولّى إلى غير رجعة، وعلى الجميع أن يتعظ من التصعيد السياسي، والعودة إلى الخطاب الطائفي والمذهبي وكل عدّة المراحل الماضية، والأهم هو تطبيق الطائف وتنفيذه لأنه الراعي الأساس للسلم الأهلي وتطبيق البند المتعلق بالسلاح الداخلي والخارجي وهذا من يحفظ لبنان وأمنه واستقراره.