هجمات” حزب الله ” لم تعد في اطار الرد
حذر وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان للمرة الثانية خلال يومين من انزلاق المنطقة نحو حرب كبرى، وأكد ان الوقت لم يعد طويلاً قبل الوصول الى الإنفلات الكامل للجبهات، ما يوحي بأن الرجل، وبعد لقائه قادة الفصائل المقاتلة وعلى رأسهم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، يحاول إستخدام أوراق قوته للضغط على عواصم القرار بالتوازي مع جولته الديبلوماسية بهدف وقف الحرب عن غزة.
تستغل ايران التقاطع الكبير بينها وبين كل من الرياض والقاهرة، اذ ان هذه العواصم تعارض الاهداف الاسرائيلية للعملية العسكرية على غزة، كلّ لأسبابه، وهذا ما يجعل عبد اللهيان قادرا على فتح آفاق الحل والدفع لاتمامه بأسرع وقت ممكن في اطار “انقاذ” حركة “حماس” من التصعيد الهائل الاسرائيلي المرفق بغطاء سياسي دولي غير مسبوق يفتح الباب امام ممارسات بالغة القسوة.
لكن في الوقت نفسه، الذي تسعى ايران وغيرها من العواصم لوقف العدوان ديبلوماسيا، يبدو ان “حزب الله” وبالتنسيق الكامل مع ايران وحلفائها، جدي جدا في الدخول في المعركة والذهاب نحو فتح كامل للجبهة جنوب لبنان وربما جنوب سوريا. ولعل التجربة التي قامت بها دمشق واللاذقية لصفارات الانذار المركزية خير دليل على الاستعدادات لأسوأ الاحتمالات ومنها الحرب الكبرى.
حتى “حزب الله” تقصد الحفاظ على المستوى نفسه من التصعيد فاستهدف مواقع عسكرية بشكل عنيف، لكن اللافت ان بعض بياناته لم تعد تربط هذه الضربات بأي اعتداء اسرائيلي سابق، اي انها لم تكن رداً على أي شيء، بل كانت ضربة يقول من خلالها الحزب انه جاهز للتصعيد من دون اي حجة او سبب ضمن قواعد الاشتباك التقليدية وهذا يتطابق مع ما يقوله الايرانيون بأن الوقت ينفد، علما انه نفذ فجر اليوم ضربات مرتبطة بإستشهاد بعض عناصره امس.
بات واضحا أن المفاوضات تصل الى طريق مسدود، حتى ان مؤشرات تمايز اميركي – اسرائيلي التي ظهرت وان بشكل محدود في موضوع بفتح معبر رفح انتهى بشكل كامل، وهذا يعني أن تل ابيب ذاهبة بشكل متسارع نحو عملية برية كبرى في قطاع غزة او تهجير قصري للسكان، وعليه فإن الاصطدام الكبير بين المحور الايراني واسرائيل بات قريباً ووشيكاً ان لم يحصل تطور كبير في السياسة يمنع اسرائيل من القيام بخطواتها المقررة ومن الاستمرار بإستخدامها لفائض القوة بالتعامل مع المدنيين.
وتعتقد المصادر ان الساعات المقبلة ستشهد تصعيد التوتر بين الجيش الاسرائيلي و”حزب الله” خصوصا ان ردود الفعل الاسرائيلية على عمليات الحزب باتت أضعف في اليومين الماضيين ما يوحي بأن السقف الاسرائيلي بات معلوماً في حارة حريك وهذا ما سيزيد الجرأة في استهدافه، خصوصا اذا اتخذ القرار الكبير بتوسيع شعاع معركة غزة لتشمل ساحات اخرى مثل الساحة اللبنانية والسورية والعراقية، وهذا ظهرت مؤشراته من خلال التصريحات الديبلوماسية الايرانية العالية السقف بعد المجزرة التي ارتكبتها تل ابيب في مستشفى المعمداني في غزة..