المفاوضات أمام مرحلة عض أصابع… بو ديه يكشف من سيكتب الاتفاق!
يعتبر الكاتب والمحلل السياسي فادي بو ديه في حديث إلى “ليبانون ديبايت” أن التوصيف غير دقيق فيما يتعلق بالرئيس بري، فهو لم يتسلّم رد حزب الله لأن الرد هو نقاش بين حزب الله وحركة أمل للخروج برد مشترك. وبالتالي، رئيس مجلس النواب نبيه بري في الشق الأول هو المفوّض عن المقاومة بالكامل للحديث حول مسار المفاوضات. وكلنا شهدنا حضور أكثر من مسؤول إيراني يؤكّد دعم إيران للمقاومة، وموقف لبنان حيال المفاوضات. طبعًا، موقف لبنان الذي يجسّده المفاوض الرئيسي وهو الرئيس نبيه بري.
أما الحديث عن الرد، فيستوجب برأيه التمعّن في البنود التي أثيرت في هذه الورقة، ويلفت إلى مجموعة من النقاط تتضمّن بعض الأفخاخ في المسودة الأميركية التي تتحدث عن القرار 1701 ولكن ترفقه بتشكيل قوة دولية ثلاثية، ثم تنضم إليها قوة رباعية (فرنسا، أميركا، بريطانيا، وألمانيا) للإشراف على التنفيذ، وهؤلاء من أبرز داعمي إسرائيل في هذه الحرب.
والبند الإشكالي الثاني هو المتعلق بحرية حركة الإسرائيلي، والذي يُسمح له، إذا واجه تهديدًا في لبنان، أن يدخل وينفّذ أي عملية تنزع عنه التهديد، مما يعني الدخول في معايير ما الذي يهدد الكيان الإسرائيلي وما الذي لا يهدده.
أما البند المتعلق بمنطقة منزوعة السلاح، فيسأل بو ديه: ماذا يعني ذلك؟ هل يعني أن نشر الجيش اللبناني سيخضع لتفاصيل السلاح الذي سيحمله ونوعيته؟
ويرى أن هذه التفاصيل بحاجة إلى وقت حتى يتبيّن ما يريده الأميركي. فالأميركي، برأيه، يريد منطقة خالية من السلاح، عليها حرس حدود يُسمى الجيش اللبناني، وهو الذي يرعى هذه الاتفاقية، وقوات اليونيفيل تستطيع أن تدخل وتخرج إلى أي منزل ترده دون أي حسيب أو رقيب.
ويقول: “عندما نتحدث عن قوات اليونيفيل، يعني نتحدث عن قوات لم تستطع أن تردع إسرائيل يوميًا، وفي بعض كتائبها تشكّل جواسيس لإسرائيل”.
ووفق هذه المعطيات، يؤكد أن المشهد يتطلب ردًا لبنانيًا يتمثل في التمسك بالقرار 1701 دون زيادة أو نقصان.
ويُوضح أن رئيس مجلس النواب نبيه بري سيسلّم الرد مكتوبًا إلى هوكشتاين، مؤكدًا أن لبنان تحت السقف الذي يطالب بتنفيذ القرار 1701 من كلا الطرفين.
ويعتبر أن الإيجابية التي أشيعت مؤخرًا لجهة حزب الله، مفادها أن الأخير وافق على تطبيق القرار 1701 ومعالجة النقاط البرية، لا سيما المناطق المحتلة من إسرائيل. ويتساءل عن كيفية معالجة الكثير من النقاط.
ويجزم بأن الإسرائيلي والأميركي وضعوا الأفخاخ في المسودة، وبالتالي على لبنان أن يستسلم لها أو يُتهم بأنه من طيّر المفاوضات، تمامًا كما كان يحصل مع حماس.
هل نحن أمام حرب استنزاف طويلة؟
يجيب بو ديه: “لا أريد القول أننا أمام حرب طويلة، فنحن أمام مرحلة عض أصابع بلعبة المفاوضات، وهذه اللعبة يتقنها حزب الله وبري جيدًا، والرئيس بري هو من فاوض في 2006 واستطاع أن ينتزع القرار 1701”.
ويشير إلى أن الرد سيصل اليوم إلى الأميركي، ولكن متى يأتي هوكشتاين إلى لبنان؟ يتردد في الأروقة أنه سيكون يوم الثلاثاء، على أن ينتقل الأربعاء إلى فلسطين المحتلة بناءً على ما يمكن البناء عليه.
ولكن بالنسبة له كمحلل، الثابت الوحيد هو أن لبنان لن يتنازل عن أي مكتسب أو أي عامل يحفظ سيادته وقوته وهويته.
ويشدد على أن سبب فشل الإسرائيلي في التوغل البري سيؤدي إلى كتابة بنود أي تسوية وأي مفاوضات.