“إشارات عليكم قراءتها”… العريضي يحذّر: أيام صعبة وقاسية بانتظارنا!
أكّد الكاتب والمحلل السياسي وجدي العريضي، إن “التسوية المرتقبة لن تتم قبل أن يتسلم الرئيس الأميركي المنتخب مهامه في البيت الأبيض، وأن الفترة الزمنية الحالية، التي تُعتبر وقتاً ضائعاً، سيستغلها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي ينتمي إلى اليمين المتطرف، باتباع نهج تدميري وسياسة الأرض المحروقة لمنع الأهالي من العودة إلى منازلهم وممتلكاتهم”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”، أشار العريضي، إلى أن “نتنياهو لن يتمكّن من هزيمة حزب الله الذي يواجه في البر ويقصف العمق الإسرائيلي، مسجلاً إصابات في صفوف العدو. ومع ذلك، حذر العريضي من أن المنطقة تواجه أياماً صعبة وقاسية حتى الوصول إلى تسوية شاملة تتضمن انتخاب رئيس للجمهورية وتكليف شخصية لرئاسة الحكومة وتشكيل حكومة جديدة”.
واعتبر أن “المنظومة السياسية الحالية لم تعد قادرة على الاستمرار في التعطيل بعدما أظهرت فشلها الذريع منذ اتفاق الطائف وحتى اليوم. وأوضح أن المشكلة لا تكمن في اتفاق الطائف بحد ذاته، بل في عدم تنفيذه من قِبَل هذه المنظومة التي استمرت في نهج المحاصصة وتقاسم المناصب مما أدى إلى إفلاس البلد وانهياره”.
وفي السياق، قال العريضي: “وزير الإقتصاد أمين سلام أكد بأن كلفة إعمار لبنان قد تتجاوز 30 مليار دولار، وأنه بحث ذلك مع السفراء الخليجيين وخلال زيارته إلى واشنطن. وقد يكون هناك دعم للبنان إذا التزم بأمور هي من عناوين التسوية لانتخاب الرئيس وتشكيل حكومة والشروع في إصلاحات وبناء دولة المؤسسات ودعم الجيش اللبناني الذي يبقى خشبة الخلاص كما يقول سلام”.
وأردف، “رئيس مجلس الجنوب هاشم حيدر يقوم بدور كبير في هذه المرحلة من أجل دعم النازحين، وبالتالي اللقاءات مفتوحة للوصول إلى إعادة الإعمار عندما تتوقف الحرب. وهذا هاجس رئيس مجلس النواب نبيه بري وحزب الله إذ لم يتركوا عائلاتهم على الإطلاق”.
أما على خط الاستحقاق الرئاسي، لفت العريضي إلى أنه في “ثلاجة الترقّب والانتظار، والأولوية لوقف الحرب، وبعدها سيأتي انتخاب الرئيس ضمن هذه التسوية”.
وأضاف، “حسناً قال النائب ميشال الضاهر عندما دعا لفتح المجلس النيابي وعقد جلسة عامة وتوجيه رسالة للمجتمع الدولي لإدانة العدوان الإسرائيلي ودعم لبنان، ومن ثم انتخاب الرئيس في هذه الجلسة. ولكن، على من تقرأ مزاميرك يا داود؟”. لافتاً إلى أن “الحملات على قائد الجيش مستمرة لقطع الطريق عليه إلى الرئاسة، ومعادلة النائب سليمان فرنجية أصبحت صعبة، في حين أن مدير عام الأمن العام اللواء إلياس البيسري غير معني بالاستحقاق الرئاسي ويقوم بدوره على أكمل وجه في الأمن العام دون الدخول في أي تفاصيل أخرى تتعلق بالاستحقاق الرئاسي”.
وأشار العريضي إلى أن “المرشحين هم النواب نعمة فرام وفريد البستاني، وابراهيم كنعان وكل هذه الأسماء لا تزال مطروحة، لكن المشكلة ليست في المرشحين بل في التوافق الدولي والإقليمي والداخلي الذي سيأتي مع التسوية”.
ولفت العريضي، إلى أن “هذا التقارب بين إيران والمملكة العربية السعودية يساعد لبنان كثيراً، مشيراً إلى دلالة كلمة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عندما قال: “ندين انتهاك سيادة إيران الشقيقة”، ولهذا مغزى ومعنى كبير وعلى الجميع قراءة هذه المسألة وصولاً إلى اللقاء بين ولي العهد السعودي والرئيس السوري بشار الأسد، مما يستدعي قراءة هذه الإشارات أيضاً. وهذا ما أكده الوزير السابق وئام وهاب عندما تحدث عن أن التقارب بين إيران والرياض وكذلك مع سوريا سينعكس إيجاباً على لبنان.
وختم العريضي بالقول: “لبنان أمام أسبوعين حاسمين على صعيد التسوية والميدان، ومن الطبيعي أن تكون الكلمة في الميدان، وعندها ستتبلور معالم هذه التسوية، وستحصل مفاجآت كبيرة في غضون الأيام المقبلة ميدانياً وديبلوماسياً وعلى كافة المستويات”.