مرحلة حاسمة.. هكذا تنظر أميركا إلى “حرب لبنان” بعد فوز ترامب
أبلغ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أنه يتوقع رؤية تقدم في الجهود الرامية إلى التوصل إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، علماً بأنه من المرجح ألا تصل هذه الجهود إلى نتائج مرجوة، لا سيما أن الإدارة الحالية في أيامها الأخيرة، أو ما يعرف بفترة “البطة العرجاء”.
وبحسب ما أورده تقرير لصحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، نقلاً عن مسؤولين أميركيين لم يكشف عن هويتهم، قولهم إن “ترامب أبلغ إدارة بايدن عن رغبته في رؤية تقدم في الجهود المبذولة للتوصل إلى إنهاء الحرب في لبنان خلال الفترة الرئاسية المتبقية لبايدن”.
وأضاف التقرير، أن المبعوث الأميركي الخاص آموس هوشتاين “واثق من أن الأطراف المعنية ستتمكن من التوصل إلى اتفاق وإنهاء أكثر من عام من القتال في جنوب لبنان”.
وقال مسؤولون أميركيون في إدارة بايدن، وفقاً لما نقلته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” “إنهم سيبذلون جهداً مضاعفة للتوصل إلى صفقات بشأن الصراع في الشرق الأوسط، على الرغم من أنه من غير الواضح مدى النفوذ الذي يتمتعون به على إسرائيل والجهات الفاعلة الأخرى في المنطقة التي تركز الآن على إدارة ترامب القادمة”.
وفي تشرين الأول الماضي، تعهد ترامب بإنهاء “المعاناة والدمار في لبنان”، وأضاف في ذلك الوقت أنه “يرغب في رؤية الشرق الأوسط يعود إلى السلام الحقيقي، السلام الدائم”، مشيراً إلى أنه “سوف ننجز ذلك على النحو الصحيح حتى لا يتكرر كل 5 أو 10 سنوات”.
وأعلن البيت الأبيض، السبت، أن بايدن سيستضيف ترامب في اجتماع تقليدي بعد الانتخابات بالمكتب البيضاوي الأربعاء المقبل.
وتتّجه الأنظار إلى مسار الاتصالات خلال الأيام المقبلة، مع توقع تزخيم الجهود لإحداث خرق يؤدي إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.
وبحسب التقارير الأميركية، فإن إدارة بايدن، تعتزم القيام بمحاولة أخيرة للتوصل إلى اتفاقات صعبة المنال لإنهاء الحرب في غزة ولبنان، لكن انتخاب ترامب، قد يترك إدارة بايدن من دون نفوذ كاف لإخضاع جميع الأطراف الإقليمية لإرادتها حالياً.
ويأتي هذا في وقت تنقل فيه كبار المسؤولين الأميركيين على مدى شهور بين مناطق الشرق الأوسط لإجراء مفاوضات للسلام لكن لم تسفر عن تقدم ملموس.
وفي السياق، أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية، مساء أمس، أن إسرائيل تدرس إمكانية وقف إطلاق النار بالجبهة الشمالية مع لبنان لتجنب أي قرار من مجلس الأمن الدولي ضدها، مشيرةً إلى أن إدارة بايدن تمارس ضغوطاً شديدة على إسرائيل لإنهاء القتال على الجبهة الجنوبية.
ومن جهتها، نقلت صحيفة “إسرائيل اليوم” عن مسؤول سياسي إسرائيلي، قوله إن هناك تقدماً ملموساً في المحادثات بخصوص الجبهة الشمالية.
وأضاف المسؤول الإسرائيلي إن الحديث يدور حول اتفاق جيد جداً لإسرائيل يلبي مصالحها بشكل أمثل.
وبدورها، قالت هيئة البث الإسرائيلية، إن هناك تقدماً حقيقياً في الاتصالات بخصوص الجبهة الشمالية.
وكانت القناة الـ13 الإسرائيلية ذكرت، أمس السبت، أن الجيش الإسرائيلي يقترب من إعلان انتهاء العملية البرية في جنوب لبنان بعد أكثر من شهر على بدايتها.
وذكرت تقارير إعلامية نقلًا عن مصادر عسكرية أن التقديرات تشير إلى أن أكثر من 90% من العمليات البرية للجيش في لبنان انتهت، وأن الجيش لن يعلن انتهاء العملية البرية في لبنان إلا بعد التوصل إلى اتفاق سياسي.
في غضون ذلك، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر زار روسيا سراً الأسبوع الماضي، في إطار المساعي للتوصل إلى تسوية تنهي العدوان الإسرائيلي على لبنان.
وأشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى أن ديرمر يتولى مسؤولية المفاوضات الرامية للتوصل إلى تسوية تنهي الحرب بين لبنان وإسرائيل بصفته ممثلاً لرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو.
وذكرت الإذاعة أنه “من المتوقع أن تلعب روسيا دوراً مهماً” في اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار، إذا تم التوصل إليه بين إسرائيل وحزب الله، لـ”ضمان تغيير الوضع في لبنان ومنع تسليح حزب الله”.
ولفتت إذاعة الجيش إلى أن “الزيارة جاءت بعد أيام قليلة من الهجوم الإسرائيلي على إيران”، فجر يوم السبت 26 تشرين الأول الماضي، فيما رفض مكتب ديرمرالتعليق على التقرير.
ديرمير سافر إلى واشنطن
إلى ذلك، ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيليّة، اليوم الأحد، أنّ وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيليّ رون ديرمر سافر إلى الولايات المُتحدة الليلة الماضية لإجراء محادثاتٍ مع كبار المسؤولين في البيت الأبيض بشأن التسوية السياسيّة مع لبنان.
وأشارت الصحيفة إلى أنَّ مسؤولين أميركيين أكدوا حصول تقدُّمٍ على صعيد المُحادثات لإنهاء القتال بين إسرائيل و “حزب الله”، مشيرين إلى أن الرئيس الأميركي المُنتخب دونالد ترامب يُشجّع ذلك.
ووفقاً للصحيفة، فإنَّ التقديرات تفيد بأن ترامب يريد انتهاء الحرب في لبنان حتى قبل دخوله إلى البيت الأبيض يوم 20 كانون الثاني 2025.
(24 – يديعوت أحرونوت)