بين وعود ترامب والواقع الميداني… التاريخ سيعيد نفسه عاجلًا أم آجلًا!
مع تصاعد وتيرة المواجهات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل، تزايدت الأحاديث حول “العد العكسي” لإنهاء الحرب في لبنان، خصوصًا بعد فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأميركية، حيث وعد بأنه سيعمل على إنهاء الحرب في لبنان وغزة قبل دخوله إلى البيت الأبيض، فهل ستتمكن وعود ترامب من تغيير مسار الحرب؟
المحلل والكاتب الصحافي غسان ريفي، يرى في حديث لـ”ليبانون ديبايت”، أن “الحديث عن بدء العد العكسي لإنهاء الحرب يجب أن يرتكز أولًا على كيفية تصرف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو،وإذا كان الحديث عن العد العكسي قد انطلق من أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أبلغ نتنياهو بأن لديه فرصة لتحقيق أهدافه خلال الأسابيع المقبلة، لكن هذا لا يعني بالضرورة وقف إطلاق النار أو بدء العد العكسي لوقف الحرب، بل على العكس، قد يؤدي ذلك إلى استمرار الحرب، لأن نتنياهو لم يحقق أهدافه في لبنان بعد”.
ويشير ريفي، إلى أن “عملية وقف إطلاق النار يجب أن تكون وفقًا للرؤية الوطنية اللبنانية التي قدّمها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، والمتعلقة بتطبيق القرار 1701، وهذا يعني وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 دون زيادة أو نقصان، مع الاستمرار في مهام قوات اليونيفيل كما هي، ونشر الجيش اللبناني في الجنوب وتعزيز حضوره وإمكاناته”.
أما الترويج للشروط الإسرائيلية أو التوقعات بأن النظام السياسي في لبنان سينقلب رأسًا على عقب نتيجة العدوان، وأن هذا قد يفضي إلى ترجح كفة فئة على أخرى أو إلى “انكسار المقاومة” أو تغييب المكون الشيعي عن الاستحقاقات السياسية والدستورية، فيعتبره ريفي أمرًا بعيدًا عن الواقع، كما يقول المثل الشعبي “حصرم رأيته في حلب”، فالمقاومة ليس من السهل هزيمتها”.
ويوضح، أن “ما يفعله العدو اليوم، وما فعله بالأمس، يظهر بشكل واضح أنه لا يحقق أي أهداف حقيقية، فهو يقوم بقصف انتقامي من المقاومة التي تمنعه أولًا من تحقيق أهدافه في احتلال الشريط الحدودي، وتمنعه من إعادة المستوطنين إلى شمال فلسطين، كما أن صواريخ المقاومة والأسلحة الجديدة التي دخلت المعادلة الميدانية تؤلم العدو وتزعجه، واليوم هناك الكثير من الخوف والرعب داخل المجتمع الإسرائيلي، الذي يبيت لياليه في الملاجئ”.
ويشدّد، على أن “البعض قد يقارن بين حجم الدمار في لبنان وحجم الدمار في إسرائيل، والإمكانات في كلا البلدين، لكن ما يغيب عن هؤلاء أن إسرائيل هي الدولة المعتدية، بينما لبنان يقاوم للدفاع عن أرضه، ومن الظلم القيام بمقارنة بين إمكانيات العدو وإمكانات لبنان، لأن لبنان يمتلك عقيدة قتالية وطنية للدفاع عن أرضه، وهو يمارس هذه العقيدة بأبهى صورها، ويتحمل كافة التضحيات، في حين يسعى جاهدًا لاستنزاف العدو ودفعه نحو التفاوض بما يخدم مصلحة الوحدة الوطنية اللبنانية”.
ويختتم ريفي، مذكرًا بـ”ما حدث في عام 2006، عندما كانت إسرائيل ترفض جميع الطروحات وتفرض شروطًا قاسية تفوق تلك التي يفرضها نتنياهو حاليًا، لكنها في النهاية خضعت لشروط التفاوض، وما يحدث اليوم هو خير دليل على أن التاريخ سيعيد نفسه عاجلًا أم آجلًا”.