“ملف يشكل خطرًا كبيرًا”… ودعوة إلى وضع خطة طوارئ!
يشهد لبنان تحديات بيئية خطيرة، تتجلى بشكل خاص في حرائق الغابات التي تتكرر سنويًا في فصل الخريف، وفي هذا الإطار يتناول الخبير البيئي ورئيس الحزب البيئة العالمي، الدكتور دوميط كامل، هذه الظاهرة، مستعرضًا أسبابها وسبل معالجتها.
ويؤكد كامل، في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، أن “لبنان كغيره من دول الحوض الشرقي للمتوسط شهد منذ أواخر القرن الماضي حرائق كثيفة سنويًا بين 15 تشرين الأول و15 تشرين الثاني، ويصف بعض الناس في لبنان هذه الحرائق بأنها مفتعلة، إلّا أن هذا التعبير غير دقيق”.
ويشير إلى مجموعة من العوامل التي تؤدي إلى اندلاع هذه الحرائق، منها النفايات المرمية، حيث إن غابات لبنان مليئة بالنفايات الصناعية والمنزلية المرمية بشكل عشوائي، وأكياس النيلون، وبسبب الحرارة المرتفعة، تتخمر هذه الأكياس وتصبح مشبعة بالغازات، مما يؤدي إلى انفجارها وإشعال الحرائق، كما يتحدث عن عبوات البلاستيك والزجاج المرمية عشوائيًا في الغابات، التي يمكن أن تتعامد مع أشعة الشمس، مما يحولها إلى عدسة تؤدي إلى نشوب حرائق، إضافة إلى أن هناك من يقوم بإشعال الفحم والنار أثناء النزهات ويغادر دون إطفاء الجمر، مما يسهم في إشعال الحرائق”.
وينبّه كامل، من أن “عدم معالجة الملف البيئي في لبنان بشكل صحيح سيشكل خطرًا كبيرًا، حيث يجب اتخاذ قرارات صارمة تجاه هذا الموضوع، مثل تحرير محاضر ضبط بحق من يُخالف القوانين الخاصة برمي النفايات في الطرقات أو الغابات”.
كما يلفت إلى التغيرات المناخية وتأثيرها على طقس لبنان، مؤكدًا أن “بداية تساقط الأمطار عادةً ما تبدأ في 15 أيلول، لكن للأسف لم يحدث ذلك هذا العام بسبب التغيرات المناخية، حيث عانينا من جفاف شديد وقلة في الأمطار، ورطوبة منخفضة، بالإضافة إلى رياح حارة في بعض المناطق، كل هذه التغيرات تؤثر بشكل كبير على الإنتاج الزراعي والأشجار المثمرة”.
وفي الختام، يقول كامل: “حان الوقت للتعامل بالطرق الصحيحة لمواجهة ما يشهده العالم من تغيرات مناخية عبر وضع خطة طوارئ بيئية واللجوء إلى الأساليب العلمية لمواكبة التغيرات الحاصلة في هذا المجال”، مؤكدًا أن “فترة الحرائق ستبقى مستمرة حتى هطول الأمطار”.