نداءٌ عاجل… القصف الاسرائيلي يُهدد إرث تاريخي!
تعد حماية قلعة بعلبك التاريخية شرقي لبنان، نظرًا لأهميتها الثقافية والتاريخية، مسألة حساسة ومهمة. تُعتبر القلعة من أبرز المعالم الأثرية في العالم العربي، وقد شهدت عبر العصور محاولات متعددة للحفاظ عليها. إلا أن موقعها في منطقة تشهد توترات وغارات عسكرية يجعلها عرضة لخطر داهم.
شهدت القلعة، اليوم الأربعاء، كما في الأيام السابقة، تهديدات متعددة، بما في ذلك خطر القصف الذي قد يلحق بها أضرارًا جسيمة، بعد أوامر إخلاء أصدرها الجيش الإسرائيلي لمدينة بعلبك، تبعها عشرات الغارات.
وقد استهدف القصف، الاثنين، المنطقة المحيطة بالقلعة، قرب سور “ثكنة غورو” التاريخية، بحسب ما ذكره رئيس بلدية بعلبك، مصطفى الشل.
وفي الأيام الأخيرة، أُطلقت حملات وطنية ودولية لحماية القلعة، حيث تم التركيز على زيادة الوعي بأهميتها التاريخية. كما تم إطلاق مبادرات لترميمها بشكل مستمر، لضمان بقائها وحمايتها من المخاطر الأخرى، مثل التلوث وعوامل الطبيعة.
وأظهرت خريطة نشرها الجيش الإسرائيلي أن المناطق المشمولة بأمر الإخلاء تحتوي على آثار رومانية. وأكدت مصادر خاصة في وزارة الثقافة، أن هناك تعاونًا مع منظمات دولية مثل اليونسكو لوضع استراتيجيات لحماية القلعة.
في هذا السياق، وجه وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال، محمد وسام المرتضى، نداءً لمجلس الأمن والمجتمع الدولي لـ”ردع إسرائيل عن تنفيذ تهديداتها بقصف قلعة بعلبك”، مؤكدًا أن هذا المعلم يعد إرثًا ثقافيًا عالميًا مدرجًا على لائحة اليونسكو للتراث العالمي.
كما نبّه الوزير الزوار والعاملين في القلعة والمقيمين حولها، إلى ضرورة إخلاء المنطقة واتخاذ الاحتياطات اللازمة.
من جانبه، دعا رئيس بلدية بعلبك، السكان إلى عدم التوجه إلى القلعة للجوء إليها، موضحًا أن “الجيش الإسرائيلي لا يميز بين أهداف ثقافية أو صحية”. وأشار إلى أن الغارة التي استهدفت ثكنة غورو كانت على بعد 10 أمتار فقط من سور القلعة، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص من النازحين إلى المدينة.
كما أعرب خالد الرفاعي من المديرية العامة للآثار في لبنان، عن أسفه لإخلاء المدينة بسبب التهديدات المتزايدة، مؤكدًا أن “قلعة بعلبك مشمولة بالحماية الدولية بموجب اتفاقية لاهاي لعام 1952، التي تضمن حماية الآثار التاريخية خلال النزاعات”.
واختتم الرفاعي قائلاً: “تركنا القلعة تحت حماية القوى الأمنية والمواثيق الدولية، وحماية الله”.