هؤلاء أمام واقع قاسٍ… والتحدي الأكبر يكمن هنا!
يشهد القطاع الزراعي في لبنان خسائر متزايدة مع استمرار الحرب، حيث تتوزع الأضرار في المناطق الجنوبية والبقاعية، لكن الجنوب يبقى الأكثر تضرراً. وتتعاظم معاناة المزارعين في هذه المناطق، خاصة أولئك الذين فقدوا منازلهم وأراضيهم، لا سيما على الحدود اللبنانية الفلسطينية، حيث اضطروا لمغادرة أراضيهم التي كانت تشكل مصدر رزقهم الرئيسي.
وفي ظل تراجع الطلب على المنتجات الزراعية، أوضح خبراء لـ”ليبانون ديبايت”، أن السوق لا يعاني من نقص في البضائع، نظراً لأن معظم النازحين الذين لجأوا إلى مراكز الإيواء يعتمدون على المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى انخفاض واضح في الطلب على المنتجات الزراعية.
ورغم هذا الواقع، يؤكد الخبراء أن القطاع الزراعي بحاجة ماسة إلى الاستقرار ودورة مستمرة من الزرع حتى الحصاد، ليتمكن من التعافي والعودة إلى سابق عهده. كما استبعدوا حدوث ارتفاع كبير في الأسعار، نظراً لانخفاض الطلب العام منذ اندلاع الحرب، ما ساهم في تخفيف الضغوط على الأسواق.
وأشار الخبراء إلى أن التحدي الأكبر الذي يواجهه المزارعون في الجنوب يتمثل في قدرتهم على الاستمرار في أعمالهم التقليدية مثل قطف الزيتون، وهو ما يشكل خسارة كبيرة لمصدر دخل يعتمدون عليه سنوياً. وفي ظل هذه الظروف، يجد المزارعون أنفسهم أمام واقع قاسٍ، حيث تراجعت قدرتهم على استغلال أراضيهم وجني المحاصيل، بينما يبقى الدعم المطلوب لإعادة إحياء القطاع الزراعي محدوداً.