أكّد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بوعاصي أن “الحزب” اداة بيد إيران، فهو ليس بحزب بالمعنى السياسي الكلاسيكي والأكيد ليس مقاومة كما يدعي.
بوعاصي الذي سأل: كم عملية نفذها “حزب الله” لتحرير الغجر وكفرشوبا ومزارع شبعا منذ العام 2000 حتى اليوم؟، أكّد في مقابلة عبر “الكلمة اون لاين” أن مقاومة “حزب الله” كذبة كبيرة وهي إسم منمّق للدجل على الناس، مضيفاً: “ليقل “الحزب” الحقيقة بأن عقيدته هي عقيدة “الإخوان المسلمين” ولكن مستمدّة من “حزب الدعوة” في العراق وتهدف الى: الإستيلاء على السلطة وإلغاء الحدود بين الدول وتطبيق الشريعة الاسلامية. يضاف الى ذلك إعتناقه عقيدة ولاية الفقيه”.
ردّاً على سؤال عن المدة المرتقبة للحرب الدائرة، أجاب: “ليس بالإمكان التكهّن كم ستطول الحرب لأن اللعبة بيد طرفين إسرائيل وإيران بواسطة “الحزب” الذي يشكل أداة إيرانية في هذا الصراع. صحيح ان كل اللبنانيين من دون إستثناء يدفعون الثمن ولكنهم لا يستطيعون التأثير على اي عنصر من عناصر المعادلة القائمة. لذا “القوات اللبنانية” تطالب منذ سنوات بتطبيق الـ1701 وعدم المهادنة في المطالبة بحصرية السلاح في يد الجيش اللبناني. اليوم إيران و”الحزب” يسارعان الى البحث في سبل تطبيق الـ1701 ولكنهما تأخرا”.
كما اشار بوعاصي الى أن ليس من مهام الرئيس نبيه بري كرئيس السلطة التشريعية القيام بالكثير من حيث المفاوضات الدولية بل هذا دور رئيس الجمهورية إنما بري يفاوض المبعوث الاميركي هوكشتاين وغيره كرئيسة الحكومة الإيطالية بسبب الفراغ في الرئاسة الاولى الناجم عن تعليق بري تطبيق الدستور”.
أضاف: “بري لا يحترم اي بند من هذا الدستور ومن غير المقبول مؤخراً انه إستند لتمديد اللجان في المجلس للمادة 44 من الدستور في حين أنه لا يعتمد على أي مادة من الدستور في مسألة إنتخاب رئيس للجمهورية. فهو يهمل المواد 72 و73 و74 التي تلزمه الدعوة لإنتخاب رئيس. إن تعليق العمل بالدستور لا يجري إلا في الانقلابات. هناك خلل بنيوي حين يتحول الرئيس بري الى محاور مع المجتمع الدولي بدل رئيس الجمهورية. إنه عملياً وسيط بين إيران والمجتمع الدولي”.
كذلك، رأى أن الرئيس نجيب ميقاتي لم يقم إلا بخطوة جيدة يتيمة هي إستدعاء القائم بالاعمال الايراني، مضيفاً: “إنه لا يتحمل المسؤولية لا هو ولا وزراء هذه الحكومة بالوقوف الى جانب الدولة ليس فقط بعدم القبول بالعدوان الإسرائيلي بل أيضاً برفض إزدواجية السلطة والسلاح بيد “الحزب” لأنه مؤتمن على السلطة من قبل الشعب اللبناني”.
هذا وأشار بوعاصي الى انه “اليوم لا المكوّن الشيعي عدا “حزب الله” شريك بالقرار الإستراتيجي ولا باقي المكونات من سنة ودروز ومسيحيين، فالحزب هو المتفرد بهذا القرار كما كان السوري سابقاً”.
تابع: “لهذا السبب يشلّ بري الانتخابات الرئاسية من دون الاستناد الى اي نص ليحفظ إستفراد “الحزب” بالقرار الاستراتيجي. بهذا المنطق يحاول الثنائي الشيعي تحويلنا الى نظام شمولي كسوريا حيث يسير مجلس الشعب بكل ما يقوله بشار الاسد ولن نسمح بذلك. لا استقرار سياسي ولا استقرار امني في لبنان جراء ممارسات “حزب الله”، فكيف السبيل للنهوض بالبلد في ظل هذه الممارسات؟ بين إيران و”الحزب” نحن ندور في حلقة مفرغة تدمّر لبنان وللبدء بإنقاذه يجب تطبيق النقاط الاساسية وهي وقف إطلاق النار وتطبيق الـ1701 وهما مرتباطان ببعضهما وإنتخاب رئيس للجمهورية الذي يعرقلونه منذ سنتين وقبل هذه الحرب وما زالوا مستمرين بذلك لإيصال رئيس يتحكمون به”.
أضاف بوعاصي: “جميعنا ندرك دموية إسرائيل وأنها منظومة عسكرية أمنية بشكل أساسي ولكن علينا ان نقوم بما هو على عاتقنا من إثبات القدرة على الالتزام الـ1701 بما يرفع حظوظ نجاح المجتمع الدولي في محاولة ردع إسرائيل عن إستهداف لبنان. صحيح أن إسرائيل تنتهك الـ1701 منذ العام 2006 ولكن “حزب الله” أيضاً فرض نفسه لاعباً وحيداً في الجنوب وأعاق قيام “اليونيفيل” و”الجيش” بمهامهما. كما جمّد “الحزب” القرار السياسي الذي يجب أن يعطى للجيش”.
هذا وسأل: “اي منطق هذا الذي يعتبر المطالبة بتسليم حزب الله لسلاحه إستفزاز للطائفة الشيعية؟”، مضيفاً: “القائد هو الذي يأخذ قراراً ليس بالضرورة شعبياً كي يحمي المجموعة وهذا ما أقدم عليه سمير جعجع حين سلم سلاح “القوات اللبنانية” رغم غضبنا نحن كعسكر يومها. لاحقاً أدركت صوابية هذا الخيار. ليس كل شيء يعالج بالعسكر لنتذكّر مثلاً كيف ميشال عون هرب وترك عسكره على الجبهات فضرب الجيش اللبناني وإستشهد العناصر وخطف بعضهم ودفن البعض الاخر تحت ملعب وزارة الدفاع وسقط القصر الجمهوري وحتى الساعة لا يسأل عون عن كل هؤلاء. لذا يجب عدم الاكتفاء بالحسابات العسكرية بل تقييم الوضع سياسيا وتقييم الموقف”.
كما شدّد على انه “اذا لم يقتنع “حزب الله” بالتخلي عن السلاح ويقتنع اي طرف بعدم التسلح، فلا يمكن بناء دولة وللاسف لبنان الفكرة والمشروع في خطر. لبنان ليس بلد التسويات كما يروج البعض بل هو مشروع مشترك ونظرة للمستقبل ووضع لكل الطاقات في خدمتها عبر التضامن بين كافة المكونات”.
رداً على سؤال، أجاب: “مشكلة الجيش هي بفقدان القرار السياسي أكثر منه عدم توفر الامكانات. الحل يبدأ برفض الواقع القائم وعدم الدخول بتسويات رخيصة ستوصل البلد مجدداً الى ما هو عليه اليوم”.
عن التخوّف من وقوع حرب أهلية، أوضح بوعاصي: “حزب الله حزب شمولي مسلح وأثبت التاريخ أن هذه الاديولوجيات تدمّر شعبها اولاً. الخطورة ان ينقض حزب الله بعد حرب تحرير فاشلة الى حرب إلغاء خصوصاً ان “الحزب” بطبيعته إلغائي. لذا قد يكون لديه ميل لتثبيت نفسه في الداخل بالقوة وبالعنف. لكن اعتقد ان هناك وعياَ كافياَ لدى الناس وأنّ حاجز الخوف إنكسر. كافة المكونات اللبنانية تتمتّع بمقومات الصمود إلا ان حالة القرف والقلق قد تكون اخطر من العنف الجسدي والمعنوي. انا استبعد ما يحكى عن فتنة رغم كثرة الاحداث وخصوصا بين النازحين في ما بينهم او مع المحيط فهذا أمر يتكرّر عن إنتقال مكون الى منطقة مكون آخر. هذا عشناه في زمن حرب العام 1975 حتى بين ابناء المكون الواحد”.
عن مواقف رئيس “التيار الوطني الحر” الاخيرة من “الحزب”، لفت بوعاصي الى أن باسيل تاجر “بيّاع شرّى” يبحث عن المناصب والمكاسب، مضيفاً: “حين كان “حزب الله” قوياً كان يتصور مبتهجاً مع القذيفة و”ضحكتو لورا دينيه” حين ضعف الحزب بعد عنه واطلق المواقف ضده. غداً إن قال له “الحزب” سنسير بك في رئاسة الجمهورية “بينط ع مارون الراس” أو الاصح يدعي ذلك لأنه لا يجرؤ التوجّه الى الجبهة ويقول “كان بدي روح ع مارون الراس وما خلوني”. لا تعنيه المصلحة الوطنية العليا والسيادة والشراكة بالقرار الاستراتيجي والدليل على ذلك انه لم يطالب بهذه الشراكة منذ العام 2012 بل تلهى بالمطالبة بحقيبة الخارجية او الطاقة او الاتصالات. اليوم يطالب برئاسة الجمهورية إما بشخصه او عبر من يسيطر عليه وهو مستعد ان يتخلى عن كل شيء كما تخلى عن توقيعه على إتفاق معراب”.