اقتصاد

خبير إقتصادي يُحذّر: الخطر الحقيقي يكمن هنا

تُعدّ الهجرة في لبنان ظاهرة متزايدة تعكس الواقع المأساوي الذي يعيشه المواطنون، خاصةً في ظل الظروف الحالية، فالهجرة المستمرة للشباب والكفاءات تؤثر على نقص اليد العاملة المؤهلة، مما ينعكس سلباً على القطاعات الاقتصادية ويؤدي إلى تداعيات سلبية في سوق العمل.

وفي هذا الإطار، يرى الخبير الاقتصادي وعضو المجلس الاقتصادي والإجتماعي والبيئي أنيس أبو دياب، في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، أن “الهجرة تُشكل مشكلة حقيقية تؤدي إلى تحول المجتمع من فئة شبابية تتمتع بإمكانات إنتاجية عالية إلى مجتمع يزداد شيخوخة، حيث تتراجع نسبة الشباب لصالح المسنين، مما يقلل القدرة الإنتاجية ويزيد من التكاليف الصحية، إذ أن المسنين هم الأكثر حاجة للرعاية الصحية. وبالتالي، يتأثر الاقتصاد من جانبين، الأول زيادة الإنفاق على الحماية الصحية والإجتماعية للمسنين، والثاني تراجع قوة العمل بسبب هجرة الشباب”.

ويشير إلى أن “اقتصاد لبنان يعتمد حالياً على التحويلات من الخارج، والتي تمثل أكثر من ثلث الناتج المحلي بعد الأزمة، وهذا الوضع يهدد بتحويل الدولة إلى كيان غير منتج، يعتمد على التحويلات بدلاً من الإنتاج، وبهذا، عندما تنتهي الأزمات، سيكون من الصعب استعادة عناصر الإنتاج، بما في ذلك الموارد البشرية والمالية، مما سيؤدي إلى تعثر في النمو الإقتصادي”.

كما ينبّه أبو دياب، من أن “الوضع الحالي ينعكس سلبًا على سوق العمل، الذي يعتمد بشكل كبير على الكفاءة البشرية المرتبطة بالتعليم، وهنا الخطر الحقيقي لا يكمن فقط في الهجرة، بل في فقدان العام الدراسي الحالي، مما سيؤثر سلبًا على مستوى التعليم، وهذا هو التحدي الأكبر الذي يواجه سوق العمل، حيث من الضروري أن يعمل المعنيون على معالجة هذه المسألة في أقرب وقت”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى