“الخسائر بالمليارات”… ولبنان أمام كارثة “حقيقية” في هذه الحالة!
رأى الخبير الإقتصادي أنطوان فرح في حديث إلى “ليبانون ديبايت”، أن “هناك تفاوتًا كبيرًا في تقديرات حجم الخسائر المباشرة الناتجة عن الحرب، حيث تتراوح الأرقام بين مليارين وعشرة مليارات دولار”.
وأكد أن “هذا التفاوت يعكس غياب الدراسات الجادة حول الحجم الحقيقي للخسائر المباشرة”، معتبرًا أن “تقدير هذه الأرقام يعد مهمة صعبة نظرًا لاستمرار الحرب وزيادة الخسائر يوميًا”.
وأوضح أن “بعض من يحاول حصر هذه الخسائر قد يعتمد على إحصاءات نظرية دون النزول إلى الميدان، مما يجعل هذه التقديرات غير دقيقة”. ومع ذلك، شدد فرح على أن “الخسائر المباشرة تُحسب حاليًا بالمليارات، وليس بالملايين أو مئات الملايين، وهو ما يمثل رقمًا كبيرًا بالنسبة لاقتصاد لبنان، الذي تقلص حجمه إلى نحو 18 مليار دولار نتيجة للحرب”.
وفيما يتعلق بالخسائر غير المباشرة، قال فرح: “هذه الخسائر هي الأهم في الحرب، لكن لا يمكن تقييمها بدقة حتى تتوقف الحرب”. مشيرًا إلى أن “الخسائر الحالية تقتصر على الأضرار المباشرة مثل تدمير المؤسسات والمنازل، بالإضافة إلى الجمود الاقتصادي”.
وأوضح أن “المؤسسات، باستثناء تلك التي تبيع المواد الغذائية، تتعرض لخسائر كبيرة بسبب هذا الجمود، حيث قد يعلن بعضها إفلاسه أو يقلص عدد موظفيه إذا استمر الوضع الحالي”. وأكد أن “ذلك سيؤدي إلى زيادة معدلات البطالة وتفاقم المشكلات الاقتصادية للموظفين والشركات، خصوصًا في ظل التحديات التي تواجه القطاع المصرفي في تمويل المؤسسات عبر القروض”.
وأضاف: “الخسائر الكبيرة التي تتكبدها المؤسسات قد تدفعها إلى التوقف عن العمل”، مشددًا على أن هذه الخسائر لا يمكن إحصاؤها الآن، ولكنها حتمًا كبيرة جدًا”.
واعتبر أن “الخسائر غير المباشرة ستظهر بوضوح بعد انتهاء الحرب؛ فإذا انتهت الحرب وبقي الوضع على ما هو عليه، فذلك يعني أننا أمام كارثة، لا سيّما أننا كنا في دولة مفلسة، وجاءت الحرب لتزيد الطين بلة”.
وأضاف: “أما إذا انتهت الحرب إلى نوع من اتفاق قد يغير المشهد في البلاد، من خلال انتخاب رئيس للجمهورية، وانتظام سياسي، وفرض السيادة الكاملة دون شريك على أرضها، وتعاطف خارجي، ففي حال تحقق هذا السيناريو، ستتمكن البلاد من تعويض الخسائر المباشرة بشكل سريع جدًا”.
وختم فرح بالقول: “الرهان اليوم، يتعلّق بما ستؤول إليه الحرب. فإذا انتهت الحرب من دون أي تغيير جوهري في الوضع السياسي والاقتصادي، فإن الوضع سيكون أسوأ بكثير مما كان عليه قبل اندلاع الحرب”.