“إنهيار صرف الليرة لن يكون أسوأ الكوابيس”… خبير ينبّه اللبنانيين!
في ظل التصعيد المستمر على الجبهة الجنوبية، يعاني الاقتصاد اللبناني من خسائر جسيمة، خصوصًا في القطاعين الاقتصادي والسياحي، إذ أن الإيرادات السياحية تراجعت بشكل ملحوظ، مما أثر سلبًا على تدفق العملة الصعبة. ومع تصاعد الإستهدافات والخوف من توسّع الحرب، تبرز تساؤلات اليوم حول تأثير ذلك على سعر صرف الدولار.
في هذا الإطار، أكّد الخبير الإقتصادي أنطوان فرح، في حديث إلى “ليبانون ديبايت”، أن “استمرار وتيرة الحرب في الجنوب دون تصعيد إضافي أدى إلى خسائر كبيرة لا يستهان بها، لا سيّما على الصعيدين الإقتصادي والسياحي”.
وشدّد على أن “الخسائر غير المباشرة تُعد الأخطر، ومع كل تصعيد إضافي يزيد من حالة القلق بين المستثمرين، حيث يتردد الكثير منهم في اتخاذ قرارات استثمارية جديدة في ظل الغموض والخوف من توسّع الحرب”. ولفت إلى أن “هذه الأجواء السلبية تدفع المزيد من الشباب اللبنانيين إلى التفكير في الهجرة بحثًا عن فرص أفضل خارج البلاد، مما يعمّق الأزمة الاقتصادية على المدى الطويل”. وفيما يتعلق بالخسائر المباشرة، أشار فرح إلى أن “التصعيد الأخير أسفر عن أضرار إنسانية جسيمة، مع ارتفاع عدد الضحايا والجرحى، ممّا يزيد من الأعباء على الدولة اللبنانية التي تتحمل تكاليف الإستشفاء والرعاية الصحية”, مؤكّداً أن “هذه التكاليف ستنعكس بشكل مباشر على المواطن اللبناني، مما يسبّب خسائر إضافية كبيرة”. أما بالنسبة لسعر صرف الدولار، فأوضح فرح أنه “في الوضع الحالي يمكن أن يبقى الدولار مستقرًا طالما أن الحرب لم تتطور إلى نزاع شامل وواسع”, محذراً من أنه “في حال اندلاع حرب شاملة، فإن ذلك سيؤدي إلى خسائر كبيرة على جميع المستويات، بما في ذلك تدهور سعر صرف الليرة اللبنانية”. وختم فرح حديثه، “بالتأكيد على أن إنهيار العملة سيكون مجرد أحد أوجه الأزمة، فهو لم يكون أسوأ الكوابيس الذي سنواجهها على اعتبار أن هناك تحديات أصعب سنواجهها في حال اتساع رقعة الحرب”. |