ست رسائل أساسية في إطلالة نصرالله
في اطلالته امس، قدم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تحليلا شاملا لأحداث يومي 17 و18 أيلول، التي وصفها بأنها جريمة إبادة جماعية وعدوان كبير على لبنان وشعبه وسيادته، متهمًا إسرائيل بتنفيذ عمليات إرهابية كبرى تهدف إلى قتل الآلاف من المدنيين في دقائق معدودة.
في قراءة تحليلية لمضمون الخطاب يمكن تسجيل النقاط التالية:
اولا: وصف الجريمة وحجم التهديد
شدد نصرالله على أن هذه الهجمات تشكل تصعيدًا غير مسبوق في تاريخ الصراع مع إسرائيل، مشيرا إلى أن العدو استخدم أجهزة مدنية قديمة بهدف التفجير المتعمد في أماكن مليئة بالمدنيين، كالمستشفيات والأسواق. هذا التصعيد يهدف إلى إيقاع أكبر عدد من الضحايا، وهو ما يعكس استراتيجية إسرائيل في الضغط على الجبهة الداخلية اللبنانية.
ثانيا: التماسك الاجتماعي والمقاومة الشعبية
أبرز نصرالله في خطابه ما وصفه بـ”الملحمة الإنسانية” التي شهدتها لبنان في مواجهة هذه الاعتداءات، مشيرًا إلى أن التضامن الشعبي كان سمة بارزة في التصدي لهذه الأزمة. فالتضحيات والدماء التي سقطت أسهمت في تعزيز اللحمة الوطنية، حيث أظهر المجتمع اللبناني مقاومة استثنائية للتحديات من خلال تبرع المواطنين بالدم، وفتح العيادات الطبية بالمجان، ودعم الجرحى والمصابين.
ثالثا: المقاومة وإرادة الصمود
رغم الضربة الكبيرة التي تلقاها لبنان، أكد نصرالله أن المقاومة لم تتزلزل ولم تهتز بنيتها أو إرادتها. على العكس، أشار إلى أن هذه الهجمات زادت من صلابة الحزب وإصراره على متابعة مساره. ويأتي ذلك في ظل استمرارية الصراع في غزة، حيث تعتبر الجبهة اللبنانية جزءًا أساسيًا من أوراق التفاوض التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية.
رابعا: الرد على التهديدات الإسرائيلية
في رده على رسائل التهديد الإسرائيلية، أكد نصرالله أن جبهة لبنان لن تتوقف عن دعم غزة، مهما كانت التضحيات والعواقب. كما أوضح أن إسرائيل تسعى من خلال هذه الضربات إلى استنزاف البيئة الشعبية للمقاومة، لكن هذه المحاولات باءت بالفشل، حيث بقيت بنية المقاومة متماسكة.
خامسا: التحديات والفرص
اشار نصرالله إلى أن إسرائيل ترى في إنشاء حزام أمني على الحدود الشمالية تهديدًا، لكنه وصف هذا الأمر بأنه “فرصة تاريخية” للمقاومة. هذا يعكس استعداد حزب الله للمواجهة المباشرة، في حال قررت إسرائيل الدخول إلى الأراضي اللبنانية.
سادسا: وعد بالقصاص والحساب العسير
ختاما، وعد نصرالله برد قاسٍ على إسرائيل، مشيرًا إلى أن هذا الرد سيكون “حسابًا عسيرًا” وسيأتي من حيث لا تتوقع إسرائيل، محذرًا من أن القيادة الإسرائيلية “الهوجاء والنرجسية” قد تودي بالكيان إلى كارثة.
هذا الخطاب يعكس رؤية حزب الله الثابتة في مواجهة أي تصعيد إسرائيلي، ويركز على قوة التماسك الداخلي وقدرة المقاومة على تجاوز الأزمات، ومن الواضح أن نصرالله يرى في هذه الهجمات فرصة لتعزيز موقف المقاومة ولتأكيد رفض أي ضغوط إسرائيلية لوقف الدعم عن غزة. كما يعكس الخطاب ثقة حزب الله بقدرته على تحمل الضربات واستغلالها لتعزيز قوته، وهو ما يضع إسرائيل أمام تحدٍ مزدوج: مواجهة المقاومة في لبنان مع استمرار القتال في غزة.
ان الخطاب يُعتبر تأكيدا على أن المقاومة لم تتأثر نفسيا أو عسكريا بالهجمات الإسرائيلية، بل تعتبر نفسها في موقف أقوى، مستعدة للرد في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة.
داود رمال – اخبار اليوم