تحوّل نوعي… حزب الله أمام “خيارات صعبة”
في خضم التصعيد المتواصل بين إسرائيل وحزب الله، يتناول الصحافي والكاتب السياسي أسعد بشارة في حديثه لـ”ليبانون ديبايت” التحولات الأخيرة في هذا الصراع، مُقدمًا رؤيته حول السيناريوهات التي يمكن أن نشهدها خلال المرحلة المقبلة.
ويرى بشارة، أن “العمليات الإستخباراتية التي نفذتها إسرائيل خلال اليومين الماضيين عبر الهجمات الإلكترونية تمثل تحولًا نوعيًا في الحرب مع حزب الله، وبالتالي هذه الهجمات تهيئ لمزيد من التصعيد المحتمل إذا لم يتم عقد تسوية سياسية برعاية أميركية”.
ويؤكّد أن “إسرائيل تستغل التهديد بالخيار العسكري الذي تعزّزه بالهجمات الإلكترونية، كوسيلة ضغط في المفاوضات المرتقبة مع حزب الله بشأن تنفيذ القرار 1701 المتعلق بالحدود الجنوبية البرية للبنان”.
وعن إحتمال قيام إسرائيل بعملية برية في لبنان، يُشير بشارة، إلى أن “قرار الإجتياح البري لا يزال في إطار التهديد فقط، مستبعدًا أن تقدم إسرائيل على هذه الخطوة، لأن إيران والولايات المتحدة الأميركية هما من يتحكمان بتحركات الأطراف المعنية في الصراع، وبالتالي إن إيران وأميركا وإسرائيل لا يرغبون في الوقت الحالي بالدخول في مواجهة عسكرية مباشرة”.
وبخصوص ردّ حزب الله المحتمل على الهجمات الأخيرة، يلفت إلى أن “حزب الله لا يمتلك القدرة على الردّ السريع حاليًا بسبب الضغوط التي تعرّض لها جناحه العسكري بعد الضربات التي تلقاها، إضافة إلى أن قرار الردّ يتوقف على مساعي القوى الدولية”.
ويعتبر بشارة، أن “الضربات الإسرائيلية المتواصلة التي حصلت مؤخرًا هي ضربة كبيرة لحزب الله، وبالتالي إن خيارات الردّ لدى الحزب حاليًا تتراوح بين استخدام صواريخ باليستية بعيدة المدى أو شنّ هجوم بري أو إستهداف مواقع قيادية في تل أبيب، وفي حال عدم الردّ ستكون إسرائيل قد كرّست معادلة إستعادة الردع، وهذا ما يعزّز من موقفها خلال المفاوضات التي ستجري حول تطبيق القرار 1701”.