لا انتخابات رئاسية… وعلامة استفهام كبيرة حول الحرب الكبرى!
تبقى الصورة ضبابية منذ فترة طويلة حول الوضع اللبناني الداخلي والإقليمي بانتظار ما ستسفر عنه نتائج الحرب على غزة والتي لا يبدو أنها قريبة، في ظل الإنشغال الأميركي بالإنتخابات الرئاسية بحيث تبقى كل الأمور مرتبطة بنتائج هذه الإنتخابات.
ومن هذا المنطلق لا يستشف المحلّل والكاتب السياسي سركيس أبو زيد في حديث إلى “ليبانون ديبايت”، أن يكون الموفدون الغربيون قد حملوا أية حلول بخصوص الوضع في لبنان، واعتبر أن الزيارات إلى لبنان ليست إلا مظاهرة دبلوماسية فقط، خالية من أية مبادرة يمكن أن تترجم على أرض الواقع.
ويرجح أن الأمور ستستمر على هذه الوتيرة إلى ما بعد الإنتخابات الرئاسية الأميركية، حيث لا يستطيع الأميركي اليوم الضغط على أي فريق لأنه منشغل بالإنتخابات، وإسرائيل تحاول الإستفادة من هذا الظرف للحصول على أقصى ما تستطيع من الحزبين المتنافسين في الولايات المتحدة.
ويعتبر أن كل الإتصالات والزيارت يمكن وضعها في خانة جس النبض والاستطلاع، وليس من شيئ جدي، فلا رئيس للجمهورية في المدى المنظور، حتى اللجنة الخماسية ليست متفقة فيما بينها على طرح معين وكيفية الحل، لذلك نحن نعيش اليوم مرحلة انتظار.
أما على صعيد الحرب عند الجبهة الجنوبية فلا يتوقّع أن تتدحرج الأمور إلى حرب كبرى لأنها تضر الجميع، ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول توريط الأميركي في الحرب مع إيران حتى يرتاح من هذا الجانب، لأن أي اتفاق أميركي إيراني يعني أن اسرائيل هي المتضرر الأكبر، لذلك يسعى إلى التصعيد إلى أقصى حد لكن من دون الدخول بمغامرة غير محسوبة النتائج.
ويستبعد أن ينجرّ الأميركي إلى الفخ الإسرائيلي لأنهم يعون جدا هذا الأمر ولكنهم “محشورون” اليوم، فهم انتخابياً يحتاجون للصوت العربي كما يحتاجون للصوت اليهودي، لذلك كانوا يسعون الى تسوية ولكن نتنياهو ليس بهذا الوارد.
وينبّه من اليمين المتطرف في إسرائيل، فهو يعتبر أن المعركة وجودية ويريد كل شيئ، فهو لا يريد أن يخرج من غزة وأن يعيدها إلى أهلها بل يريد أن يديرها مباشرة، ويرفض حل الدولتين.
ويرجح أن يكون هدف الإتصالات والزيارت احتواء الإنفجار الكبير في هذه المرحلة لكن نتنياهو يحاول الإستفادة من الظروف القائمة للتخلص من الفلسطيني والايراني وحزب الله.
ولا يتوانى عن وصف ما نعيشه حالياً بالحرب العالمية الثالثة لكن بأسلوب وأدوات جديدة لأن الحرب الكبرى برأيه مكلفة للجميع، لذلك تتفاداها الدول الكبرى لأنها بشكل من الاشكال ستتسبب لها بالخسارة.