أخبار محلية

القرار في المدارس الحدودية إتخذ.. و العودة في هذا التاريخ

أيام معدودة ويقلب أبناء قرى الجنوب والشريط الحدودي ورقة الروزنامة الأخيرة من ذكرى اندلاع حرب “طوفان الأقصى” وتحوّل الجنوب اللبناني إلى ساحة قتال ومعارك تحت شعار “حرب المساندة” التي دخل فيها الجنوبيون خصوصا واللبنانيون عموما من دون أن تكون لهم ناقة ولا جمل في هذه الحرب العبثية. والأسوأ أن قرار الحرب اتُخذ من خارج إطار الدولة التي تحولت إلى شاهد زور على الدمار والنزوح وسقوط ما لايقل عن 860 قتيلا بين مدنيين وعناصر في حزب الله حتى الآن.

ما قبل 7 تشرين الأول 2023 ليس كما بعده. وانطلاقا من هذا الواقع كان القرار في التأقلم ولو قسرا مع واقع الحرب وإكمال نمط العيش في ظل ظروف ولو غير طبيعية”المهم أن قرارنا بالصمود نهائي ولن يتغير”.

دورة الحياة شبه الطبيعية التي عاشها أبناء قرى رميش ودبل وعين ابل في ظل أصوات القصف وهدير الطائرات الحربية ومشهد المسيرات التي تسقط في أراضيهم الزراعية مستمر منذ 7 تشرين الأول الماضي مع ذلك قررنا أن نصمد ونقاوم بإرادة البقاء. ” احتفلنا بزياحات الشعانين وأقمنا الصلوات في أسبوع الآلام وعشنا فرح القيامة وأقمنا القداديس بحضور الأهالي الذين جاؤوا إلى قراهم على رغم الوضع الأمني المتردي” يقول الكاهن إبن بلدة رميش الأب جورج العميل. ويضيف” حتى حفلات الزفاف لم تغب هذا الصيف عن قرانا ولو أن العدد لم يتخطَ السبعة أعراس في وقت كان يصل سابقا إلى ثلاثين.لكن هذا يكفي للتأكيد على أننا شعب لا يخضع لكل محاولات التهجير”.

المفارقة الوحيدة التي يسجلها أهالي قرى الشريط الحدودي هي تصاعد حدة القصف من قبل الجيش الإسرائيلي على القرى والبلدات الجنوبية والتي كانت هدفا مباشرا للإسرائيليين منذ اندلاع الحرب، في مقابل انحسار وتيرة القصف من قبل حزب الله بعدما كان العكس.

أما بالنسبة إلى الأضرار فهي كارثية في قرى عيتا الشعب ويارون ومارون الراس بحسب شهود عيان، وقد وصلت نسبة الدمار فيها إلى 50 في المئة. أما على مستوى البشر فيؤكد الأب العميل أنها أكثر من جسيمة لا سيما على الصحة النفسية نتيجة الخوف والقلق الذي يعيشه اهالي قرى الشريط الحدودي ليلا نهارا “في ليالي ما منعرف طعم النوم بسبب التحليق المكثف للطيران الحربي الإسرائيلي عدا عن القصف الذي يستهدف القرى وأطراف البلدة وهذا سينعكس سلبا على الصحة الجسدية. أضف إلى ذلك الأمراض الناتجة عن تنشق روائح البارود والدخان الناتج عن القذائف الفوسفورية والحرائق التي تندلع يوميا، وتوقف حركة الأعمال لا سيما أصحاب المهن الحرة وتراجع الإنتاج الزراعي نتيجة احتراق مساحات شاسعة من أشجار الزيتون.

إلا أن قرار العودة إلى المدارس حضوريا ثابت لدى أهالي الشريط الحدودي “سواء وافق وزير التربية أم رفض لاعتبارات معينة. فنحن مصرون على أن يكون التدريس حضوريا في مدارس قرى الشريط الحدودي لأنه يساهم في وقف حركة النزوح “. وإذ يشير الأب العميل إلى دعم الأهالي في الضغط الذي يمارسونه على إدارات المدارس لحثهم على عدم الرضوخ لفكرة التدريس عن بعد مما يساهم في استمرار حركة النزوح، إلا أن قرار ادارات المدارس مرتبط مباشرة بوزارة التربية وكذلك الحال بالنسبة إلى الأساتذة.

إنطلاقا من ذلك يلفت إلى أن الأهالي أبدوا كامل استعدادهم لتحمل مسؤولية إرسال أولادهم إلى المدارس لا سيما في بلدة رميش التي تتواجد فيها مدارس الراهبات الأنطونيات وثانوية رميش التكميلية والمتوسطة ومدرسة الكلمة التابعة للرهبنة اللبنانية، وتمنى على الإدارات وضع خطط لتأمين الحماية للتلاميذ.

في عين ايل الوضع لا يختلف بالنسبة إلى أهالي طلاب مدرسة القلبين الأقدسين والرسمية المتوسطة وكذلك مدرسة الراهبات في دبل “لكن المؤكد حتى اللحظة أن أجراس العودة ستدق في الأول من تشرين الأول في مدارس رميش، وهناك حماس كبير لدى الطلاب وقد لمسنا ذلك من خلال المدرسة الصيفية التي أقيمت في رميش حيث كان التلاميذ يحضرون إلى صفوفهم قبل موعد دق الجرس”.

ماذا لو رفضت إدارات المدارس فتح ابوابها التزاما بقرار وزير التربية؟” آنذاك نفتح أبواب الرعية ونحول القاعات إلى صفوف يتم توزيع الحصص فيها بحسب الأساتذة المتواجدين جميعا في رميش، وإلا على الدولة أن تتحمل مسؤولية الأزمة الثقافية والتربوية والأخلاقية التي ستنشأ نتيجة بقاء جيل من الطلاب خارج المدارس للسنة الثانية على التوالي”.

إذا القرار في مدارس الشريط الحدودي اتخذ بالتدريس حضوريا وجرس العودة في رميش يدق في الأول من تشرين مهما حاولوا “لأنوما بدنا نفلّ” يختم الأب العميل.

المصدر: المركزية – جوانا فرحات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى