العميد هشام جابر يتحدث عن جحيم الجنوب
أكد العميد المتقاعد هشام جابر أن “ما جرى في غلاف غزة غير مسبوق ويدرّس في الكليات العسكرية، فحماس تحارب على طريقة العصابات المسلحة، أضرب واهرب، لكنهم لم يهربوا، بل بقيوا منذ خمسة أيام وهم لا يزالون يرابضون في مواقعهم”.
وفي مقابلة عبر “سبوت شوت” ضمن برنامج “وجهة نظر” قال جابر: ترد إسرائيل بالقصف الشديد غير المسبوق على غزة، وتقوم بإبادة جماعية على أهداف مدنية، وبعد كل القصف لا زالت الصواريخ تنطلق من غزة”.
وتابع “ستردّ إسرائيل حتماً بهجوم بري، ولكنها لا تزال تدرس الطريقة والإحتمالات المطروحة، فدخول جيش نظامي إلى مناطق آهلة هو مقبرة لهذا الجيش، فهل سيدخلون ويرتكبون الخطأ عينه الذي إرتكبوه سابقًا؟ في رأيي الخيار المتاح قد يكون بتقطيع غزة إلى كانتونات حتى يتم قطع وسائل التواصل والإتصال بين المناطق، ويتم التعامل مع كل منطقة على حدى”.
وأضاف “مشكلة الإسرائيلي الثانية هي أن غلاف غزة ليس جاهزاً ميدانياً ولا يزال لحركة حماس تواجد فيه، إضافة إلى الأفخاخ والألغام، وعلى الجيش الإسرائيلي تنظيفه اولاً لذلك لن يكون الإجتياح إلاّ بعد بضعة أيام”.
ولفت إلى أنه “على الضفة الغربية أن تفتح جبهتها قبل باقي الدول لتخفيف الضغط عن غزة، ومن بعدها قد تكون الجولان، ولكن كل طرف يسعى كي لا يكون البادئ. أما جبهة لبنان فلن تكون سهلة فهي جبهة الجحيم وقد تسبب حرباً إقليمية، إذ ستُقصف مدن حيوية في إسرائيل، وحيفا وما بعد حيفا، وستصل فرقة الرضوان الى الجليل، وتُدمر منصات النفط خلال دقائق ما يعيدها 10 سنوات إلى الوراء”.
وكشف أن “الأسطول الأميركي السادس متواجد أصلاً في المتوسط وما أضيف إليه هو حاملة الطائرات جيرالد فورد وقطعها الحربية المرافقة لها، وفي معلوماتي أبلغت الحكومة الأميركية الحكومة اللبنانية انها لن تحاربنا ما دام حزب الله ليس البادئ، أنا أستبعد الحرب لأن ليس لحزب الله مصلحة في فتح جبهة الجنوب بسبب الوضع الداخلي السياسي والإجتماعي الأمني والمالي، إضافة إلى تململ بيئته الحاضنة، وأنا أعتقد أن الرأي العام اللبناني بمجمله مع حزب الله في حال كان يدافع عن لبنان رادعاً العدوان، إنما معظم الشعب قد يكون ضده في حال هو من فتح الجبهة كرمى لعامل خارجي”.
وإعتبر أن “ما يجري على الحدود لا يتعدى التكتكة وتحت قواعد الإشتباك، وقد تفتح الجبهة في رأيي فقط في حال تم إستهداف البر الإيراني، ولكن لا بد من التوصل إلى وقف إطلاق نار عبر وساطة ديبلوماسية تتلخص بتبادل الأسرى وإفراغ السجون الإسرائيلية من الفلسطينيين وفك الحصار عن غزة هذا الحل قد ينزع فتيل الحرب”.
وختم العميد جابر بالإشارة إلى “الغياب التام للدور الحكومي في هذه الأزمة، فوزراؤنا يتصرفون وكأن الحرب في منطقة أخرى، أين مجلس الدفاع الأعلى، وأين خطط الإجلاء، وإحتياط الوقود وغيرها من التحضيرات لما قبل الحروب؟ فلبنان قد يصاب بأضرار جسيمة، علماً أنه بتاريخه المعاصر هو اكثر دولة عربية قدمت للقضية الفلسطينية، فقام بواجبه على أكمل وجه”.