أخبار سياسية

السفير غملوش: الهدف من إدخال اللغة العربية الى مدارس أوروبا استكشاف الثقافة العربية وفهمها

رأى السفير العالمي للسلام رئيس جمعية “تنمية السلام العالمي” حسين غملوش، في بيان، أن “قرار احدى المدارس الكاثوليكية في مدينة لوفين البلجيكية تعليم اللغة العربية كجزء لا يتجزأ من خيار “اللغات الاجنبية” وان تكون الزامية لتلامذة الصف السادس، خطوة مهمة جدا على طريق الالف ميل لارساء دعائم السلام وتعزيز التفاهم الثقافي والحوار العابر للثقافات وتعايش الحضارتين الشرقية والغربية”.

وقال: “لقد سبق هذا القرار المفاجىء جدل في فرنسا حول ادخال اللغة العربية في المناهج التعليمية بدأ منذ العام 2016 الى ان تمت المصادقة عليه اخيرا ، حيث اقر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ان فرنسا تعتبر محظوظة بالاشخاص الذين تتحدث اسرهم العربية في المنزل، وانه يرغب في ان يتمكن الشباب الذين يسعون الى تعلم اللغة العربية من القيام بذلك في مدرسة الجمهورية كجزء من سياسة الاعتراف “.

وتابع غملوش: “تعتبر اللغات جزء من الهوية الوطنية وهي تساعد على تحسين التفاهم بين الطلاب من خلفيات مختلفة وتشجع على الاندماج في المجتمعات المتنوعة، فتسهم في تعزيز الاحترام المتبادل والتفاهم بين الثقافات وصولا الى تنشئة شباب من حضارات مختلفة على العيش مع بعضهم البعض، مع المحافظة على المعتقدات، وامكانية الانصهار في المجتمعات المضيفة، ولكن الاهم هو ان هذه الطروحات تساعد على التواصل وفهم الاخر وتقبل اختلافه لناحية طريقة حياته وتفكيره ومعتقداته”.

واذ اعتبر ان “قيم الاديان السماوية كافة لا تتنافى مع قيم الديموقراطيات الغربية التي تنادي بالعدل والمساواة والاخوة والامانة”، شدد على ان “لا علاقة بين الاصولية واللغة العربية، وادخال اللغة العربية الى مدارس اوروبا لا يعني رفض الاندماج في المجتمع ورفض مبدأ العلمانية بل الهدف منه استكشاف وفهم الثقافة العربية”.

ولفت الى ان “ربط اللغة العربية حصريا بالاسلام ليس دقيقا، فيمكن للمرء ان يكون مسلما دون ان يكون عربيا مثل اندونيسيا ويمكن للاشخاص ان يتحدثوا اللغة العربية دون ان يكونوا مسلمين، مثل المسيحيين. فهل تدرك المجتمعات الغربية هذه الفروقات كي تأخذ اللغة العربية حقها بين باقي اللغات في القارة العجوز؟

وختم غملوش: “من الضروري نزع الصورة النمطية الراسخة لدى الغرب بان اللغة العربية هي لغة المتعصبين والظلاميين، فلا يمكننا ان ننسى ان اللغة العربية ساهمت في مد الجسور بين الحضارات، وان المجتمعات البشرية ما كانت لتصل لما وصلت اليه من تعايش تربطه قوانين بدون التعاون الفكري الذي ينظم الحياة ولا يتأتى الا بالحوار والتفاهم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى