حال من التأهب.. اوكرانيا في مرمى الصواريخ الروسية لليوم الثاني
فيما تتواصل الحرب الروسية الأوكرانية، قتل ثلاثة أشخاص على الأقل فجر اليوم الثلاثاء في أوكرانيا، جراء قصف روسي جديد طال أراضيها، غداة ضربات واسعة النطاق نفّذتها موسكو تعدّ من الأكبر منذ بدء الحرب قبل عامين.
وقتل شخصان في منطقة كريفي ريه وسط أوكرانيا، وفق ما أفاد المسؤول المحلي إيفغين سيتنيتشنكو عبر تلغرام في “هجوم” روسي لم يحدد طبيعته، بينما قتل شخص في هجوم بطائرة مسيّرة في منطقة زابوريجيا بجنوب البلاد، وفق ما أفاد الحاكم المحلي إيفان فيدروف.
وفي وقت مبكر الثلاثاء، أعلنت السلطات الأوكرانية حال التأهب الجوي في غالبية أنحاء البلاد، باستثناء كييف وشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو. وجاء ذلك مع رصد إقلاع قاذفات وطائرات مسيّرة روسية فجرا باتجاه أوكرانيا.
وقالت القوات الجوية الأوكرانية في بيان نشرته قرابة الساعة الرابعة فجرا (01,00 ت غ) على تطبيق تلغرام إنّ “قاذفات من طراز Tu-95ms أقلعت من قاعدة إنجيلز الجوية (جنوب غرب روسيا). يمكن للصواريخ أن تدخل المجال الجوي الأوكراني في غضون ساعتين تقريبا”، مشيرة إلى أنّ مسيّرات روسية أقلعت بدورها.
وأتى هذا التحذير غداة إطلاق روسيا مئات الطائرات المسيّرة والصواريخ على أوكرانيا، مستهدفة خصوصاً منشآت الطاقة، في هجوم أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة نحو عشرين.
وألحق الهجوم أضرارا بشبكة الطاقة المتضررة أصلاً من جراء الحرب، واضطر السلطات الى جدولة انقطاعات في التيار الكهربائي في مناطق عدة.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن موسكو استهدفت بلاده بما لا يقل عن “127 صاروخا و109 مسيّرات” مصممة في إيران، في ما اعتبره إحدى أكبر الهجمات الروسية ضد أوكرانيا منذ بدء الغزو في شباط/فبراير 2022.
بدوره، أفاد قائد سلاح الجو الأوكراني ميكولا أوليستشوك بأن أوكرانيا أسقطت 201 من أصل 236 جسما جويا أطلقتها روسيا، منددا بـ”أكبر هجوم صاروخي”.
وأكد الرئيس الأوكراني وقوع “الكثير من الأضرار في قطاع الطاقة”، مؤكدا في تصريح عبر تلغرام أن إصلاحها جارٍ.
وأعلنت شركة الكهرباء الوطنية “أوكرينرغو” عن انقطاعات طارئة في التيار لإعادة الاستقرار إلى النظام، ما أدى الى تعطيل حركة بعض القطارات.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها شنت “ضربة كبرى” ضد مطارات عسكرية ومنشآت للطاقة.
وندّد الرئيس الأميركي جو بايدن بما أسماه هجوم روسي “شائن”، وقال في بيان “أدين، بأشدّ العبارات الممكنة، استمرار روسيا في حربها ضد أوكرانيا وجهودها لإغراق الشعب الأوكراني في الظلمة”، مشددا على أن روسيا “لن تنجح أبدا في أوكرانيا، وروح الشعب الأوكراني لن تنكسر أبدا”.
وتواصل بايدن هاتفيا مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي زار أوكرانيا الأسبوع الماضي، بحسب ما أعلنت واشنطن ونيودلهي.
وجدد مودي الذي تربطه علاقات جيدة بروسيا ورئيسها فلاديمير بوتين، رغبته في إحلال “السلام والاستقرار” بين موسكو وكييف، وفق الخارجية الهندية.
ونقل البيت الأبيض عن بايدن إشادته بـ”رسالة السلام والدعم الانساني المستمر” لأوكرانيا التي حملها مودي.
ودان حلفاء غربيون لكييف الهجوم، اذ اعتبرت لندن الضربات “جبانة”، بينما اتهمت برلين روسيا “بمحاولة تدمير الإمدادات” الكهربائية لأوكرانيا.
وتتقدم الولايات المتحدة الدول الغربية الداعمة عسكريا لأوكرانيا.
وجدد زيلينسكي في أعقاب الهجوم الطلب من حلفائه إجازة استخدام الأسلحة البعيدة المدى التي زوّدوا جيشه بها، لاستهداف عمق الأراضي الروسية. وتتيح الدول الغربية لأوكرانيا استخدام هذه الأسلحة لاستهداف مناطق حدودية حصرا.
وأتى القصف الروسي الإثنين في وقت تمضي أوكرانيا قدما في الهجوم البري الذي بدأته قبل نحو ثلاثة أسابيع في منطقة كورسك الروسية الحدودية، في عملية غير مسبوقة منذ بدء الحرب.