استفزازات في غير مكانها.. وتحرك لفعاليات البلدة
بعد استشهاد الشاب فادي قاسم كنعان، ابن بلدة شبعا الجنوبية، نتيجة عدوان اسرائيلي استهدف دراجته في البلدة المحسوبة تاريخياً على صف المقاومة الوطنية، وأثناء تشييعه، تم اطلاق شعارات تمجّد أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، اعتبرها عدد كبير من أبناء البلدة “البعيدة سياسيًا” عن حزب الله انها استفزازات في غير مكانها وزمانها.
وعلى اثر الحدث الاليم والتجاوزات التي حصلت أثناء التشييع، حصل لقاء برئاسة مفتي حاصبيا ومرجعيون القاضي الشيخ حسن دلي، وحضره كل من فضيلة القاضي الشيخ اسماعيل مصطفى دلي، الشيخ الدكتور محمد ابراهيم الزغبي، الشيخ الدكتور ميلاد علي الخطيب، رئيس دائرة أوقاف حاصبيا ومرجعيون الشيخ سامي خلدون نصيف، إمام مسجد بلدة شبعا الشيخ حسين محمد زهرة، وصدر بعده البيان التالي:”بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وأشار الى انه, “وفي ضوء ما جرى من مظاهر غير ملائمة خلال تشييع إبن شبعا البطل الشاب فادي كنعان، والتي لا تنسجم مع روح هذا الحدث الجلل، وتفتح الباب واسعاً للخلافات الداخلية، نهيب بجميع أبناء شبعا، على إختلاف توجهاتهم السياسية والحزبية، أن يحافظوا على وحدة الصف وإجتماع الكلمة. لا يجوز بأي حال من الأحوال السماح بمثل هذه المظاهر، ويجب تجنب تكرارها بشكل قطعي، وذلك حفاظاً على تماسك المجتمع ومنعاً للخلافات التي لن تخدم إلا مصلحة العدو الصهيوني”.
وأضاف, “ونود أن ننبه ونحذر الأحزاب والقائمين عليها بأن شبعا لها خصوصية في نسيجها الإجتماعي وحيثيتها. لم تكن يوماً خنجراً في ظهر من قاوم العدو الصهيوني، بل كانت دائماً حاضنة وداعمة للعمل المقاوم منذ إحتلال فلسطين وحتى يومنا هذا. لكن لم نسمح و لن نسمح بالمساس بخصوصية مجتمعنا أو بإثارة النعرات الطائفية والمذهبية في هذه الظروف الصعبة.” وتابع البيان, “إلى أهلنا في شبعا، أنتم الغيورون على تاريخ هذه البلدة وخصوصيتها. أنتم الأغلبية الصامدة في وجه كل من يحاول النيل من شبعا وأهلها. أصواتكم سمعت، ومخاوفكم مبررة، وانتقاداتكم نابعة من محبتكم العميقة لأرضكم ودينكم. لكن الوقت الآن ليس للانقسامات، بل للوحدة والصمود والثبات.. ولأبنائنا المنتمين إلى الأحزاب، ندعوكم للتمسك بفطرتكم السليمة، والحفاظ على شبعا كما عرفتموها. منها تعلمتم معنى الرجولة والشموخ والعزة. فيها دفن أجدادكم الذين سقوها بالعرق والدم دفاعًا عنها. لا تسمحوا لأي فتنة أن تفرق بينكم وبين أهل بلدتكم”. وختم البيان, “نسأل الله تعالى أن ينصر الإسلام والمسلمين، وأن يحرر غزة وأهلها، وفلسطين ومقدساتها، والمسجد الأقصى من قبضة هذا العدو الذي لا يعرف إلا القتل والدمار، في ظل صمت المجتمعات التي تزعم حماية حقوق الإنسان. من هو الإنسان في نظر الأمم المتحدة؟ ونسأل الله أن يذل الصهاينة المعتدين، وأن يحمي مجتمعنا من كل فتنة وانقسام. إنه القادر العزيز”. |