نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيليّة تقريراً جديداً تحدث عن الأنفاق الإستراتيجية لـ”حزب الله” والتي جرى كشف جزء منها بشكلٍ علني خلال فيديو أطلقه الحزب، أمس الجمعة، تحت عنوان “جبالنا خزائننا”.
وذكر التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” أن مشروع الأنفاق التابعة للحزب، يشملُ قواعد كبيرة تحت الأرض في كل أنحاء لبنان بالإضافة إلى أنفاقٍ قتاليّة في جنوب البلاد، وأضاف: “هذه الأنفاق كانت موجود بالفعل خلال حرب لبنان الثانية عام 2006 واستُخدمت للقتال ضد قوات الجيش الإسرائيليّ التي كانت أجرت مناورات عسكرية في القرى اللبنانية الجنوبية”.
وتابع: “مع هذا، فإنه يجب أن نُدرك أن المجموعة السرية من أنفاق حزب الله قد تمّ تطويرها منذ ذلك الحين إلى درجة لا يُمكن التعرف عليها وذلك بمعزل عن الأنفاق الـ6 التي اكتشفها الجيش الإسرائيلي وأغلقها قبل سنوات في إطار ما يسمى بعملية درع الشمال”.
وأكمل: “يُقدّر الجيش الإسرائيلي أنه منذ تشرين الأول الماضي، كان حزب الله يُشاهد كيف كان يتعامل الجيش الإسرائيليّ مع مئات الكيلومترات من أنفاق حركة حماس في قطاع غزة، وما يبدو هو أن هدف حزب الله هو استيعاب الدروس التي تعلّمه في نظام أنفاقه السريّة تحت الأرض”.
وأردف التقرير: “من الممكن التقدير أن حزب الله، كما هو الحال مع حماس، يحتفظ أيضاً بأصوله الرئيسية في قواعد تقع في مناطق مأهولة بالسكان، والتي لا يمكن أن تلحق الضرر بها إلا من خلال مناورة برية. وتشمل هذه الأصول، من بين أمور أخرى، قاذفات الصواريخ الدقيقة والطائرات من دون طيار المهاجمة، وفرق الكوماندوس التابعة لقوة الرضوان، ومستودعات الذخيرة الكبيرة التي لم يتم تسليمها بعد للقوات الميدانية، والمصانع – وبالطبع كبار المسؤولين والقادة البارزين”.
ويقول التقرير إنه “من المرجح أن يكون مشروع أنفاق حزب الله في جنوب لبنان، خاضعاً لسرية تامة مع إمكانية وجود أنفاق في كل المناطق النشطة، ليس فقط في جنوب لبنان، بل أيضاً في منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع”.
الصحيفةُ تلفت إلى أنه من المعروف، بحسب التقارير السابقة، أنَّ بعض الأنفاق ضيقة جداً ومُخصصة للاستخدام من قبل عناصر الحزب، فيما بعض أوسع ومخصصة لبطاريات الصواريخ الباليستية الإيرانية من نوع “فاتح 110”.
وأردف: “للتذكير، فإنه خلال شهر شباط الماضي، نُشر مقال موسع عن أنفاق حزب الله في صحيفة ليبراسيون الفرنسية، وقد قيل حينها إن حزب الله حفر مئات الكيلومترات من الأنفاق المنقوشة بالحجارة لأكثر من 30 عاماً، بعضها على عمق 80 متراً. كذلك، جاء في التحقيق أن الأنفاق أكثر تطوراً وخطورة من تلك الموجودة في غزة، وأن انفجار بعضها قد يسبب زلزالاً أو انهيارات أرضية”.
وأكمل: “يزعم التحقيق الفرنسي أن إسرائيل ألقت قنابل الفسفور الأبيض على جنوب لبنان بعد 7 تشرين الأول، لحرق النباتات وكشف فتحات الأنفاق، وتم الإعلان عن اكتشاف وقصف 12 مخرجاً من هذا النوع. كذلك، قال مصدر عسكري إسرائيلي للصحيفة إن الجيش الإسرائيلي يستخدم أجهزة كشف الحركة والألياف الضوئية المرتبطة بشبكة الجيل الرابع والروبوتات والطائرات من دون طيار بالإضافة إلى مصادر المعلومات لرسم خريطة لشبكة الأنفاق”.