“لا يتوقع خيرًا”… خبير عسكري يحسمها: المفاوضات لن تنجح والردّ مُنفصل!
عشية الجولة الجديدة من المفاوضات بين طرفي النزاع اسرائيل وحركة “حماس” لا يبدو المشهد وردياً حول النتائج المتوخاة، لا سيما أن العدو الاسرائيلي إستبق المفاوضات بسلسلة مجازر بشعة، وكأنه يؤكد أنه ليس بوارد إنجاحها أو وقف إطلاق النار، ولكن ماذا سيكون مصير الردّ الإيراني على إغتيال اسماعيل هنية وردّ حزب الله على اغتيال القيادي فؤاد شكر.
يجزم رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات العميد الدكتور هشام جابر، في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، أن “رئيس الحكومة الإسرائيلية هو من لا يرغب بالمفاوضات، وما يحصل هو تقطيع للوقت الضايع في ضغط كبير من الأميركي عليه للدخول في مفاوضات، ولكن على حد تعبير المثل القائل “من جرّب المجرب كان عقلو مخرّب” فهذا الرجل لا يناسبه الدخول في مفاوضات، لا سيما أنه ليس متحمساً لتحرير الأسرى الإسرائيلين لدى حماس”.
وإذْ لا يتوقع جابر خيراً من جولة المفاوضات الجديدة، إلا أنه “لا يربط ما بين نجاح المفاوضات أو فشلها بموضوع الردّ الإيراني على العدو الاسرائيلي بعد استهدافه رئيس حركة حماس السابق اسماعيل هنية على أراضيها، ويؤكد أن الرد شيء والمفاوضات شيء آخر، وحتى لو حصلت المفاوضات وأفضت إلى صفقة فإن حزب الله سيلتزم وقف إطلاق النار، إلا أن مسألة الرد بالنسبة له تختلف تمامًا”.
ويلفت إلى “سيناريو يمكن أن يطرحه الأميركي على ايران، بأن يكون نجاح المفاوضات ووقف إطلاق النار هي تخريجة لها لذلك لا ضرورة للرد كي لا يؤدي ذلك إلى تخريب الصفقة، لكنه يرى أن القضية أعمق من ذلك بكثير لا سيما أن القضية توسعت وأصبحت عالمية، لا سيما مع بروز الصين وروسيا على الخط فلن تسمح بخسارة حرب في لبنان وبالتالي لا بد أن تتوسع الحرب حينها إلى الخليج ويمكن أن تتورط بها إيران وهذا ما لا تريده”.
ويسأل عن الموقف الروسي، مشيرًا إلى أن “ما يربط روسيا مع إيران عقود بالمليارات، لما فيه مصلحة لمصلحة البلدين، لا سيما أن روسيا تعتمد على المسيرات الإيرانية في حربها مع أوكرانيا كما أن الصين بدورها تعتمد بحوالي الـ50% على النفط والغاز الإيراني فاذا وقعت الحرب ستحرم من مصادر الطاقة”.
ويلفت جابر، إلى أن “الصين تحاول أن تهدئ إيران حتى لا تدخل في حرب قد تجرها هي أيضاً إلى التورط بها، وتفتح حرباً مع أميركا وكذلك روسيا”.
ومن هذا المنطلق، يعتبر أن “القصة أوسع مما نتصور بكثير، لكنه يكرّر أن بوابة التحمية هي الجبهة الجنوبية، وبالتالي ستكون الساعات المقبلة حامية”.