أخبار جنوبية

” Toura ” و ” Devotion ” نظما لقاءً تفاعلياً مع تجارب وشهادات لـ 10 شخصيات حول ” دور المرأة في زمن الحرب

” دور المرأة في زمن الحرب ” عنوان لقاء تفاعلي نظمته جمعيتا ” Toura ” و ” Devotion ” في متحف الصابون التابع لـ”مؤسسة عودة” في صيدا القديمة وتناول ” تأثير الحرب على واقع المرأة وانعكاساتها على صحتها ومحيطها العائلي والإجتماعي والمهني ” وتخلله عرض لتجارب شخصية ومهنية واجتماعية قدمها ضيوف اللقاء : الإعلامية الأستاذة جويس الحاج ( مراسلة تلفزيون العربي في بيروت) ، الأخصائية الإجتماعية والخبيرة في الحماية الأسرية السيدة رنا غنوي ، أخصائية طب الأطفال – الطوارئ وأمراض الجهاز التنفسي والحساسية الدكتورة ميريام الشماعي ، المدير الفني في معمل سيروم أند سوليوشنز الصيدلانية ديما عبد الله ، رئيسة جمعية واتر ذي سيدس والناشطة في مجال حقوق الإنسان المحامية جوزيت يمين ، عضو مجلس بلدية صيدا ومدير وحدة إدارة الحد من مخاطر الكوارث في “صيدا – الزهراني ” المهندس مصطفى حجازي ، الأخصائية النفسية والمعالجة باليوغا العلاجية دارين صالح الحوماني ، الإعلامية والكاتبة في جريدة الأخبار الأستاذة أمال خليل ، ممثلة مؤسسة صابون مفلح – عين ابل ماري دياب ، ومؤسس دار المصور – لبنان الأستاذ رمزي حيدر ” ، وذلك بحضور جمع من الشخصيات والوجوه النسائية والإجتماعية والثقافية والإعلامية ومهتمين .
بوحبيب
بعد ترحيب وتقديم من مدير اللقاء عضو الهيئة الإدارية وأمين سر جمعية “Devotion” السيد بشير السقا مستشهداً بكلمات نزار قباني ” المرأة القوية لا تهتم بما يقال عنها لأنها تعرف جيداً من تكون ..”، ومقدماً المتحدثين .. كانت كلمة لرئيسة جمعية “Toura” – جزين السيدة فلورانس بوحبيب قدمت فيها نبذة عن الجمعية وأنشطتها في حقول الثقافة والفن والأعمال الإجتماعية ، وعن فكرة اللقاء والهدف منه فقالت :” في ظل ما جرى ويجري في الجنوب ، رأينا أنه من الضروري أن نسلط الضوء عليه من خلال المرأة ، لأن صوت المرأة هو الذي يصل ، والمرأة بالنسبة هي أساس البيت والعائلة والمجتمع .. أتمنى ان ينجح هذا اللقاء في مواكبة دور المرأة الجنوبية والبقاعية في مواجهة الحرب لتصل الصورة أقوى ويصل صوتنا أكثر” .
شعيب
وتحدثت رئيسة جمعية ” Devotion” عضو مجلس بلدية صيدا السيدة وفاء شعيب الددا، فقدمت نبذة عن الجمعية وهدفها الرئيسي دعم المرضى المحتاجين من ريع نشاطات تقوم بها الجمعية على مدار العام. وأشارت الى أن فكرة اللقاء انطلقت بالتعاون مع ” صديقة الطفولة ” فلورانس كنعان من أن المرأة أي الأم هي الملاذ التي يلجأ اليها الأبناء عند استشعار الخطر ، ومن خلال معايشة تجارب وقصص وخبرات أشخاص وسيدات عاشوا ولا يزالون تداعيات هذه الحرب على المرأة والمجتمع . فنتمنى أن يكون هذا اللقاء تشاركياً نستمع فيه لآرائكم ومخاوفكم وربما لأمور حدثت معكم يمكن أن نساعد فيها ، علنا بذلك نشارك ولو بشيء بسيط في إبراز دور المرأة الجنوبية واللبنانية في مواجهة الحرب “.
الحاج
بعد ذلك ، قدمت الإعلامية جويس الحاج تجربتها الشخصية والمهنية خلال تغطيتها وقائع الحرب على الجنوب والتحديات التي تواجهها المرأة على الصعيد النفسي او الجسدي او العائلي جراء هذه الحرب ، وما اختبرته كإعلامية ميدانية من مخاطر وصعوبات وضغط نفسي وتأثير غيابها عن العائلة وما صادفته من أحداث وقصص صمود وإرادة حياة وقالت:” هذه اصعب مرحلة عشتها ان كان على الصعيد الجسدي او النفسي أو التحدي المهني او على صعيد عائلتي ونمط الحياة التي فرضتها علينا الحرب” ، مستعينة بمقاطع فيديو من تغطيتها الميدانية في الجنوب والمخاطر التي يتعرض لها الإعلاميون خلالها..
غنوي
واستهلت الأخصائية الإجتماعية رنا غنوي مداخلتها بعرض تجربتها الشخصية مع الحرب والإحتلال والأسر الذي تعرض له والدها وصولاُ الى تخصصها بالعمل الإجتماعي. وقالت :” انا من ضيعة اسمها حولا فقدنا العديد من بيوت عائلتي من بينها بيت اختي و”راحت” معه ذكريات العائلة لتحل محلها ذكريات عمرها 9 اشهر هي عمر الحرب حتى الآن. وهذا نموذج من معاناة المرأة اللبنانية التي تعيش تحديات ومصاعب ذات طابع اجتماعي نفسي وكل أنواع التمييز لأنها امرأة . لكن لا نستطيع أن نكمل دون سواعد الآباء والأزواج والأشقاء حتى في مناصرة قضايانا كنساء “.
الشماعي
وتحدثت الدكتورة ميريام الشماعي ، عن” المرأة والأم في زمن الحرب” ، انطلاقاً من تجربتها الشخصية في زمن الإحتلال في منطقة جزين ، ودور المرأة والأم في مجتمعها الصغير والكبير ، وقدمت بعض النصائح والإرشادات حول كيفية التعامل مع اطفالها في أوقات الحرب لحمايتهم وقالت:” الأم هي الأساس في الإستقرار والدعم العاطفي والنفسي ، وهي المدرسة والتربية والداعم للنجاح ، وهي ” الداخلية ” في تأمين المواد الأساسية للمعيشة لتحافظ بالموارد على استمرار عائلتها “. مشددة على أهمية دور المرأة في المجتمع في زمن الحرب من خلال المشاركة بالعمل الاجتماعي وتشارك الخبرات لنكون يداً واحدة لإجتياز هذه المرحلة على خير. كما تطرقت الى سبل حماية الأطفال من تأثير مشاهد وأخبار الحرب “.
عبد الله
وعرضت الصيدلانية ديما عبد الله تجربتها الشخصية كمدير فني لمؤسستها العائلية لصناعة الأمصال البشرية وكيف واجهت العائلة وأسرة المصنع تداعايت الحرب . واعتبرت أن المرأة اللبنانية قدمت نماذج مشرفة في البطولة والتضحية والفداء، مقدمة بعض الأمثلة على ذلك من سيَر سيدات ومقاومات لبنانيات. وقالت:”المرأة اللبنانية اثبتت من خلال ما عاشته وتعيشه، قدرتها على تخطي كل الصعوبات والأزمات، وأنها على قدر عال من الوعي والمسؤولية والصبر والبصيرة ، لكنها بقيت بالمقابل منقوصة الحقوق وهناك اجحاف في حقها فلا بد من العمل على تطوير القوانين التي تساعد على تطور الثقافة المجتمعية ليتبلور الدور التكاملي بين المرأة والرجل على كل الصعد” .
يمين
وتناولت المحامية جوزيت يمين حقوق المرأة في القانون الدولي والإنساني ولا سيما حقها خلال الحرب في الحماية من القتل والتشويه والعنف الجنسي والإغتصاب وأي شكل من أشكال الاعتداء وحقها في المناطق الآمنة. وأشارت الى صدور قانون في العام 2020 لا زال غير مطبق في لبنان وهو قانون التحرش الجنسي الذي يشكل حماية إضافية للمرأة . وقالت:” في زمن الحرب تقع أعباء النزاعات على عاتق المرأة وخصوصاً عندما تكون هي الأم والأب والمعيل لعائلتها ولمن حولها من مرضى وجرحى.. لكنها سرعان ما نجدها تنهض من تحت الركام وتعيد البناء وتوقف العائلة على قدميها..”.
حجازي
ونقل المهندس مصطفى حجازي تجربته في بلدية صيدا وخلية إدارة الحد من مخاطر الكوارث خلال جائحة كورونا .. ودور المرأة في البلدية وفي مواجهة هذه الجائحة ، وكذلك دورها من خلال العمل الإجتماعي والإنساني في مواكبة موجات النزوح في مراكز الإيواء ابان الأحداث الأمنية في مخيم عين الحلوة والحرب في الجنوب . وخلص الى توصيات عدة فقال: ” الحرب تترك بصمة عميقة على واقع المرأة بكافة جوانب حياتها ما يستدعي استجابة شاملة ومتعددة الجوانب لتعزيز صمودها ومساعدتها على تجاوز التحديات المترتبة على النزاع . ومن الضروري العمل على توفير الدعم النفسي والإجتماعي للنساء المتضررات من النزاع وتقديم برامج تدريب وتأهيل مهني يساعدهن على الاندماج مجدداً في سوق العمل وضرورة التعاون مع المنظمات الإنسانية لتقديم الرعاية الصحية الشاملة والدعم العائلي والإجتماعي “.
دياب
وروت السيدة ماري دياب تجربتها الشخصية مع الحرب في الجنوب، وكيف تصر العائلة على البقاء في بلدتهم عين ابل ومتابعة انتاج “صابون مفلح” الذي تعمل به العائلة . وقالت:” هذا الإصرار جعلنا نبقى 10 اشهر في ضيعتنا ونحاول أن نصمد ونناضل لنحافظ على مصدر عيشنا. وكوننا الآن في منطقة تشهد حرباً وشبه خالية ومهجورة ، نشكر الله اننا قادرون على البقاء في بيوتنا حتى الآن “. وأشارت الى ما تعيشه المرأة والطفل في البلدة من أهوال ما يجري، وأنهم رغم ذلك متمسكين بأرضهم، وأن مجرد قطاف موسم زراعي تحت اصوات الطيران والقصف هو نقطة أمل وسط الأوضاع الملبدة من حولنا .
خليل
وقدمت الإعلامية أمال خليل شهادة حية حول تجربتها كصحافية ميدانية منذ بدء العدوان الإسرائيلي على الجنوب ، وكيف تتشارك التجربة وزميلات وزملاء على خطوط النار لفضح جرائم العدو، فيتعايشون مع الخطر واحتمالات عدم العودة الى البيت. ورأت أن “التجذر بالأرض والإيمان بالقضية لا يجب ان يكون قائماً على معيار رجل أو إمراة”. وروت خليل كيف أنها تتبع وتنقل قصص سيدات جنوبيات صامدات في أرضهن وكيف أنها تشعر مع كل حالة انها معنية بإظهار هذا الجانب الإنساني كونها سيدة . وقالت” ان السيدة الجنوبية في أماكن كثيرة استطاعت أن تصمد لأشهر طويلة وبعضهن لا زلن موجودات في بلدات خالية من سكانها بنسبة 99% حتى تحولن أيقونات صمود . واشارت الى أن من بين الشهداء المدنيين 31 سيدة و12 طفلا ًاستشهدوا، ومن بين السيدات الشهيدات زميلة صحفية هي الشهيدة فرح عمر رحمها الله ، وان نسبة كبيرة من الإعلاميين الذين يقومون بالتغطية الميدانية في الجنوب هم سيدات .. وأن كل سيدة جنوبية وكل زميلة كلنا نساهم في التصدي لهذا العدوان. وان السيدة الجنوبية واللبنانية بشكل عام تثبت امام كل اختبار انها على قدر المسؤولية.. فتصمد وتضحي وتستشهد.
الحوماني
وتحدثت الأخصائية النفسية دارين صالح الحوماني عن خطاب الحرب فرأت أنه” ارتداد عبر الزمن والأجيال.. أي أنها صدمات حرب تتشكل، تمر أصداء وجعها من جيل الى جيل.. وتبقى في نفس المتأثر بها”. وقالت :” الجيل الذي سبقنا كان يعبر ويدردش ويفضفض.. والجيل الثاني بدأ شيئاً فشيئاً ينسى لغة الكلام وذهب أكثر الى الشق العملي والمهني من خلال جمعيات ومؤسسات وانشطة ونساء يقدن مشاريع وجمعيات ومدارس ومهناً وإعلاماً.. وهذا أيضا نضال وتعبير وخطاب.. ولكن الجيل الثالث والرابع الآتي وهم أولادنا ، جيل التواصل الاجتماعي ، يكتم الكلام ويبلعه فيبقي الصدمة بداخلهم ولا يعبروا عنها.. فيبقى جيلاً مصدوماً غير مبدع. لذلك توصيتي اليوم للجمعيات والمؤسسات والمدارس والمهنيات والإعلاميين وكل المعنيين شجعوا اولادكم على أن يحكوا ويعبروا ويبكوا ويخافوا .. عودوا الى ” لمّة” العائلة وحضن الأم والأب ..”
حيدر
وعرض رمزي حيدر تجربته الشخصية والمهنية كمصور خلال الحروب وكيف كانت المرأة والطفل حاضرين دائماً في صوره عن الحرب وكيف أنه رافق أهالي وأمهات مخطوفين لسنين طويلة ولمس كم لدى المرأة اللبنانية صلابة وقدرة ونضال وإصرار وحضور على كل المستويات .. ورأى أن” المرأة تلعب نفس الدور الذي يلعبه الرجل خلال تغطية الأحداث. وأن تفاعل الرجل مع المرأة من خلال أنشطة يومية وجمعيات ومؤسسات ثقافية ومهن ، هو عمل تشاركي بين المرأة والرجل في خدمة المجتمع . وقالك” نحن ، المرأة والرجل نساوي واحداً.. كلاهما يبنيان عائلة وكلاهما يحققان نجاحاً للمجتمع وكلاهما حاضران في كل المجالات” .
بعد ذلك كانت مداخلات من عدد من السيدات المشاركات حول المواضيع التي طرحت خلال اللقاء .
وتلى ذلك بوفيه وتقديم هدايا للسيدات المحاضرات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى