حزب الله يوسّع الحزام الأمني… والجيش الإسرائيلي “يتآكل”!
بعد استهداف مستوطنات جديدة في شمال فلسطين المحتلة بصواريخ من لبنان، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأنّ “حزب الله هاجم 16 مرة في الأسبوع الأخير مستوطنات لم يتم إخلاؤها على أكثر من 5 كيلومترات من الحدود”.
وأضافت، “الجيش الإسرائيلي يخسر من مستوى جهوزيته في الشمال في كل يوم”.
ويخسر الجيش الإسرائيلي في كل يوم من مستوى جهوزيته على الجبهة الشمالية، في مقابل المقاومة في لبنان، وفق ما أكدت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية.
وقالت الصحيفة إن خسارة جهوزية الجيش ترجع إلى تآكل قواته خلال الحرب على غزة التي تجاوزت في أيامها الـ300 يوم.
وأضافت أن ذلك يعود أيضاً إلى قيامه “بروتين من حرب دفاع هجومية في الشمال وزيادة نشاط قوات الأمن في الضفة الغربية”، معتبرةً أن “الجيش الإسرائيلي مبني في الغالب على جهاز الاحتياط”.
وأشارت الصحيفة إلى أن عشرات “الكتائب الإسرائيلية” تعمل منذ السابع من تشرين الأول على مختلف جبهات القتال، وهي نفسها ستكون “مطلوبة للمناورة في الشمال إلى جانب التشكيلات النظامية”.
وحمّلت “معاريف” القيادة السياسية الإسرائيلية مسؤولية ما وصلت إليه الجبهة في شمال فلسطين المحتلة، وتهجير ما يقارب الـ100 ألف مستوطن من المستوطنات الشمالية. (علماً أن العدد أكبر من ذلك بكثير، وباعتراف وسائل إعلام إسرائيلية فقد بلغ عدد الذين تم إجلاؤهم من الشمال 250 ألف مستوطن).
وقالت إن “القرار بشأن مستقبل الشمال ليس عسكرياً إنما سياسي”، مضيفةً أن “الجيش الإسرائيلي كان مستعداً من حيث المبدأ لمناورة برية” في نهاية أيار الماضي، وفق توجيهات رئيس الأركان هرتسي هاليفي.
وأكدت أن الجيش ومنذ ذلك الوقت يخسر من استعداده لأي مناورة برية، رغم التدريبات التي يجريها على التضاريس الجبلية، والتشكيلات الدفاعية والهجومية لحزب الله، إضافةً إلى تغيير الذهنية القتالية بين غزة ولبنان لدى القادة والمقاتلين.
أكدت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أنّ حزب الله، وسّع الحزام الأمني وأهدافه شمالي فلسطين المحتلّة وزاد من نيرانه في استهدافاته الأخيرة، معترفةً أنّ ذلك يأتي رداً على هجمات “الجيش” الإسرائيلي في لبنان.
وأوضحت الصحيفة أنّ حزب الله هاجم، 16 مرة في الأسبوع الأخير مستوطنات لم يتم إخلاؤها، وتقع على بُعد أكثر من 5 كيلومترات من الحدود، وقد تلقى الإسرائيليون في 8 مستوطنات في وادي الحولة، ما وصفته الصحيفة بـ “أمر غير عادي بالبقاء بالقرب من الأماكن المحصنة”.
ونقلت “يديعوت أحرونوت” أن الإسرائيليين وجدوا أنفسهم، في الأيام الأخيرة، ضمن “مجموعة الأهداف” المشروعة التي أعلنها حزب الله، مشيرةً إلى أنّ قسم الأمن في المجلس الإقليمي للجليل الأعلى طلب منهم “تقليل التجمعات ونقل الأنشطة المخطط لها في الهواء الطلق”.
وتوقفت الصحيفة عند ما توصّلت إليه الباحثة في معهد “علما” الإسرائيلي، ومفاده أنّ الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، “هدّد إسرائيل بمعادلة جديدة: إذا استمر استهداف المدنيين في لبنان، فإن حزب الله سيهاجم مستوطنات جديدة لم يهاجمها حتى الآن”.
وذكرت “يديعوت أحرونوت” أنّه بين 16 تموز الجاري، أي قبل يوم من تهديد السيد نصر الله، و22 من الشهر نفسه – هاجم حزب الله مستوطنات تبعد أكثر من 5 كيلومترات عن الحدود 16 مرة، 11 من الهجمات استهدفت مستوطنات لم يتم إخلاؤها، و5 منها طالت قواعد عسكرية.
ولفتت الصحيفة إلى أن ذلك جاء في أعقاب هجوم إسرائيلي استهدف 5 لاجئين سوريين في لبنان، من بينهم 3 أطفال، وامرأتان لبنانيتان كانتا مع شقيقهما.
كذلك، ذكّرت الصحيفة أنّ حزب الله أطلق عشرات الصواريخ على مستوطنة “تسوريئيل”، التي لم يتم إخلاؤها وتبعد حوالي 7 كيلومترات عن الحدود مع لبنان، معترفةً أنّ العملية أدت إلى إصابة إسرائيليين اثنين وإلحاق أضرار جسيمة بالممتلكات، مشيرةً إلى أنّ ذلك جاء في أعقاب هجوم شنه الجيش الإسرائيلي في حانين (جنوبي لبنان)، حيث أُفيد عن إصابة فتاة.
وفي السياق نفسه، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس، عن آخر التطورات عند الحدود الشمالية. وأجمع المتحدثون على صدق وعد السيد نصر الله، مؤكّدين توسيع حزب الله دائرة استهدافاته، ودخول مستوطنات جديدة مرمى نيرانه.
وأشار مراسل قناة “كان” الإسرائيلية في الشمال، روبي همرشلاغ، إلى أنّه “على الرغم من أن حزب الله يتحدى عبر التصريحات ومن خلال مدى النيران، فإن هذا الأمر يبدو أنه لا يهم أحداً في إسرائيل، ولم يردّ أحد على توسيع مدى النيران من جانب الحزب”.
وكان السيد نصر الله قد هدّد الاحتلال، في 17 تموز الجاري، أنّ “التمادي في استهداف المدنيين سيدفع المقاومة إلى إطلاق الصواريخ واستهداف مستوطنات جديدة لم يتم استهدافها سابقاً”.