السنيورة رعى حفل إطلاق المرحلة الأولى من المشروع المشترك بين جمعية جامع البحر والمجلس الأهلي لمكافحة الإدمان
برعاية وحضور الرئيس فؤاد السنيورة، احتفلت “جمعية جامع البحر الخيرية في صيدا ” و”المجلس الأهلي لمكافحة الإدمان في صيدا والجوار” بإطلاق المرحلة الأولى من المشروع المشترك والتي يتضمن إنشاء “مركز طبي متطور ومركز متخصص لعلاج وتأهيل المدمنين على المخدرات” على أرض العقار 885/ بقسطا وبتمويل من الصندوق العربي للتنمية الإقتصادية والإجتماعية .
حضر حفل اطلاق المشروع الذي أقيم في مبنى مستشفى دار السلام للرعاية الاجتماعية التابع لجمعية جامع البحر في منطقة الشرحبيل – بقسطا : النائبان الأستاذ علي عسيران والدكتورة غادة أيوب، وممثل النائب الدكتور عبد الرحمن البزري رئيس رابطة أطباء صيدا والجوار الدكتور نزيه البزري ، وممثل النائب الدكتور أسامة سعد الدكتور خالد الكردي ، ممثل المطران ايلي حداد الأب توفيق حوراني ، ونائب رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان الدكتور بسام حمود ، وممثل رئيسة مؤسسة الحريري السيدة بهية الحريري منسق عام تيار المستقبل في صيدا والجنوب الأستاذ مازن حشيشو ، رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها الأستاذ علي الشريف ، آمر فصيلة درك صيدا المقدم هاني القادري ، رئيسة تعاونية موظفي الدولة في الجنوب السيدة لورا السن ، السفير عبد المولى الصلح ، المهندس يوسف النقيب ، رئيس بلدية بقسطا الأستاذ إبراهيم مزهر ، رئيس بلدية البرامية الأستاذ جورج سعد ، رئيس بلدية الهلالية الأستاذ سيمون مخول ، وفاعليات اقتصادية واجتماعية وأهلية وصحية ومتعهد المشروع السيد جلال بيطار والاستشاري المهندس عبد الواحد شهاب ، وأسرتا جمعية جامع البحر الخيرية والمجلس الأهلي لمكافحة الإدمان . وكانت في الاستقبال فرقة من كشافة الجراح – مفوضية الجنوب.
صفدية
بعد النشيد الوطني اللبناني ، ألقى رئيس جمعية جامع البحر الأستاذ حسن صفدية كلمة رحب فيها بالحضور وقال : اشكر حضوركم ومشاركتكم في هذا اللقاء الحميمي الذي يدل على محبتكم لجمعية جامع البحر ومكانتها في قلوبكم. وهنا في دار السلام هذا المبنى الذي تعرض للقصف والهدم 3 مرات ثم اعيد بناؤه بدعم من الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله ، والمرحوم الحاج يوسف البساط وكذلك الهيئة الكاثوليكية الأميركية ، طبعا وكثيرون من المحسنين الذين ساهموا باكمال وانجاح مشروع دار السلام الذي هو حاضر امامكم اليوم” .
وأضاف :” لا بد من التوقف قليلاً امام مشروع “النارنج” ، مشروع العقار 885 الذي نحن اليوم بصدد اطلاق مشروعين فيه : مركز طبي متطور سيكون بمثابة مستوصف لكن متطور يقدم الخدمات الطبية بأعلى درجة وشبه مجاني والمنطقة بحاجة له . وأيضا مركز لمكافحة الإدمان، هذا المرض المستفحل في مجتمعاتنا وان شاء الله نستطيع نحن وشريكنا المجلس الأهلي ان نقضي على هذا الداء . وبالطبع لا بد من تقديم اسمى ايات الشكر والامتنان للسادة في الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية على كل ما قدموه لمتابعة وإنجاز البناء نهائيا ، فلهم منا كل التحية والشكر “.
وتابع :” كثيرون يتساءلون كيف حصلت المناقصة وكيف رست على “ايبكو بيطار” . نحن أعلنا في الجرائد الرسمية عن هذا المشروع ، وتقدمت عدة شركات وجرت مناقصات وكانت شفافة جدا وبحضور تقريبا كل الذين ساهموا بتقديم مشروعاتهم وعروضاتهم ونستطيع القول بكل صدق وأمانة أن الفكرة أو الموضوع كان شفافاً جدا ولم يكن هناك انحياز لأي شخص والسيد جلال بيطار هو الذي قدم اقل سعر ، وأيضا قدم كثير من المجالات للمساعدة ببدء المشروع . وأخيرا نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لما فيه خير الناس وايضاً لن ننسى دولة الرئيس الذي كانت له اليد الطولى في بداية المشروع والذي مر عليه 13 سنة متوقفاً ، فسعى لتأمين الأموال لبناء ما ترونه امامكم اليوم ، والآن عاد وسعى وقام بتأمين الأموال ووعد بالمزيد وسيكون المشروع كما ترونه هنا خلال حوالي سنة ونصف السنة” .
كما شكر صفدية رئيس بلدية بقسطا إبراهيم مزهر على تشجيعه وتقديمه التسهيلات لالازمة لإنجاح المشروع . وحيا أيضاً جهود ودعم المرحوم الحاج يوسف البساط في هذا المجال .
المجذوب
وألقت رئيسة المجلس الأهلي لمكافحة الإدمان المحامية مايا غسان المجذوب كلمة بالمناسبة قالت فيها:” بإسمي وبإسم المجلس الأهلي لمكافحة الإدمان في صيدا والجوار يشرفني أن أكون مع هذا الجمع الطيب للإحتفال بمناسبة مختلفة بكافة المقاييس. أولاً مناسبة فيها كثير من الابتسامة والفرح في زمن كثرت فيه المآسي والأحزان.. سعيدون بأننا نحتفل ببدء التنفيذ العملي لأعمال المرحلة الأولى من المشروع المشترك وهو عبارة عن استكمال مبنى مركز طبي لجمعية جامع البحر ومركز علاجي للمجلس الأهلي . ثانياً مناسبة فيها كثير من التنمية والريادة الإجتماعية في زمن اقتصرت فيه الأولويات على تأمين الحد الأدنى من مقومات العيش الكريم. مناسبة طموحة لأن موضوعها مرحلة أولى من مشروع نهضوي بامتياز، مشروع يهدف الى انشاء مركز النارنج- مركز خاص بالمسنين القادرين على العطاء ودمج كفاءاتهم وخبراتهم مع قدرات الفئات الشابة بالإضافة الى انشاء مركز لعلاج وتأهيل المرضى المدمنين على المخدرات ، أي ان المشروع يتصدى لمشكلتين أساسيتين تعاني منهما مجتمعاتنا العربية” .
وأضافت:” ثالثاً، هي مناسبة فيها كثير من الأمل بمرحلة وبزمن كثر فيه الإحباط وقلة الحيلة . فيها كثير من العطاء والكرم في زمن ندرت فيه التبرعات السخية ، فالمشروع بدأ بفكرة ذكرها دولة الرئيس السنيورة الذي حاول من خلالها ان يتجاوز الأزمة الاقتصادية والمصرفية والنقدية، التي حالت دون قدرة المجلس الأهلي على شراء ارض وحالت دون قدرة جمعية جامع البحر على استكمال المبنى الذي رأيتموه .. فكانت الفكرة بتضافر وجمع جهود الجمعيتين لإستكمال المبنى واشغاله مع الحفاظ على استقلالية كل جمعية . ترجمت الفكرة وصارت مذكرة تفاهم وقعت في أيلول 2021 وتم تقسيم المشروع الى 3 مراحل : المرحلة الأولى بكلفة حوالي مليون ونصف مليون دولار ، وتم تأمين كلفة المرحلة الأولى تقريباً منذ سنتين ونصف الى اليوم بمسعى كبير أساسي ووحيد من دولة الرئيس السنيورة من خلال معونة سخية من صاحب المبادرات الكبيرة التنموية الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي ومن خلال تبرعات من اهل الخير وأصحاب الايادي البيضاء.. رابعاً ، هي مناسبة فيها كثير من العمل والإنجاز والمتابعة الحثيثة بزمن للأسف صار الكلام الفارغ والوعود الواهية هي العنوان ، وفيها كثير من الشفافية والمصداقية بزمن صار الفساد هو العنوان بشكل علني وبدون حسيب ولا رقيب ..
وتابعت : “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه” ، وبالفعل لولا العمل المتقن ما كانت الفكرة أصبحت واقعاً ملموساً . فمن تشكيل لجنة من الجمعيتين الى الاجتماعات المتواصلة والرسائل متبادلة مع الواهب للمناقصة وإعلان الجرائد وإعلان التوقيع مع المتعهد ، مع اخذ المشورة من أصحاب الإختصاص .. كل هذه الأمور حصلت بكثير من الشفافية والمصاقية وعلى قواعد الحوكمة والنزاهة والأصول المعتمدة لدى الواهب الأساسي الصندوق العربي الذي اعطى الاشعار مؤخراً في مطلع شهر تموز 2024 بتنفيذ المعونة وتحويلها لمصلحة المشروع المشترك” . وهي أيضاً مناسبة فيها كثير من التعاون والتكاتف في زمن كثرت فيه الأنانية وتغليب المصلحة الشخصية الضيقة على المصلحة العامة . فالمشروع يشهد تعاوناً نموذجياً بين جمعية جامع البحر العريقة وبين المجلس الأهلي الذي كان تأسيسه أساساً نموذجياً بإشراف وعضوية بلدية صيدا مع جمعيات ناشطة بالشأن العام وبدعم كافة فعاليات المدينة . طبعا هناك اختلاف كبير بين الجمعيتين لكن القواسم المشتركة كثيرة ولعل أهمها مدينة صيدا الحبيبة التي تجمعنا والنوايا الطيبة والعزيمة لتوفير فسحة امل ونور للصيداويين واللبنانيين . اليوم نبدأ فصلاً جديداً من التعاون فنحن سنكمل كما بدأنا فريقاً واحداً وسنثبت للجميع اننا قادرون ان نحقق افضل من خلال التعاون البناء والمثمر “.
وختمت المجذوب بتوجيه الشكر الى :” كل من بادر وساهم ودعم باي شكل من الأشكال هذا المشروع الإنجاز ، وفريق عمل الجمعيتين والمتبرعين الكرام ، وبلدية صيدا ورئيسها ، والرئيس السابق للبلدية الأستاذ محمد السعودي ، الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الذي رغم الوضع الدقيق الذي تعاني منه المنطقة العربية ورغم للأسف انخفاض منسوب الثقة بلبنان تجاوب وقدم معونة سخية اكيد بمسعى من الرئيس السنيورة الذي نشكره على كل جهوده ومتابعته واصراره على انجاز المشروع والتزامه العلني والدائم للكل وللواهب الصندوق العربي بانه سيبذل كل جهد لمقتضيات المرحلتين الثانية والثالثة من المشروع..والتحية الأخيرة لكم حضورنا الكريم شرفتمونا واسعدتمونا ودمتم جميعا في سبيل الخير “.
السنيورة
بعد ذلك تحدث راعي الحفل الرئيس فؤاد السنيورة مستهلاً كلمته بتوجيه ” تحية إكبار وإجلال من هنا من صيدا عاصمة الجنوب الى أهلنا الصامدين في غزة والضفة الغربية المنكوبين بجرائم الإبادة الجماعية والتدمير المنهجي والتهجير والتضييق، وحيث فاق عدد الشهداء الأربعين ألفاً وعدد الجرحى المصابين والمعاقين التسعين ألفاً، وحيث تتعمّد إسرائيل ارتكاب هذه الجرائم بقصد تصفية القضية الفلسطينية”.
وقال:” أنّ التصدي والصمود الأسطوري لإخواننا الفلسطينيين هو بمثابة البرهان القاطع على أنّ القضية الفلسطينية ليست للتأجير أو للبيع أو للتصفية لأنها تحفر عميقاً في ضمائر ووجدان الفلسطينيين والعرب والمسلمين أينما كانوا، وها هي القضية الفلسطينية تعود من جديد إلى طاولة العالم ككل.إنّه وللحفاظ على ما ضحى من أجله إخواننا الشهداء والجرحى والمصابين، ينبغي التنبه لثلاث أمور أساسية هي بمثابة تحديات تنبغي مجابهتها والفوز فيها:
أولاً: الحرص على إعادة ترتيب البيت الفلسطيني.
ثانياً: استعادة فلسطينية وعروبة القضية الفلسطينية.
ثالثاً: ان القضية الأساس هي القضية الفلسطينية وليست قضايا الفصائل الفلسطينية.
وبهذه المناسبة أيضاً أتوجه بتحية إكبار وإجلال إلى أهلنا الصامدين في صيدا وصور وبنت جبيل والنبطية وجميع باقي مدن وبلدات وقرى الجنوب والبقاع وغيرها من المناطق اللبنانية التي تتعرّض للقصف ولعمليات الاغتيال الممنهج، وحيث سقط عدة مئات من الشهداء والضحايا والجرحى والمعاقين وحيث تعرضت بلدات وقرى عديدة لتدمير واسع من أجل جعل عودة أولئك النازحين عن تلك القرى والبلدات شديدة الصعوبة”.
وأضاف :” في خضم هذه الأزمة الخطيرة والاعتداء الوحشي الذي تشنه إسرائيل على لبنان واللبنانيين، فإنّ هناك امران أساسيان تجب المحافظة عليهما:
* الأول، وهو الحفاظ على وحدة اللبنانيين وتضامنهم بين بعضهم بعضاً في وجه العدو الإسرائيلي وضد كل محاولات بث الفتنة بينهم وزرع الشقاق والخلاف في صفوفهم.
* الثاني، التأكيد على أهمية ومفصلية عودة الدولة لتكون صاحبة السلطة الوحيدة والحصرية على كامل الأراضي بكونها هي التي تشكّل الحماية الحقيقية للجميع، وهي التي تؤمن للبنان استعادة علاقاته الأخوية والصديقة مع الأشقاء والأصدقاء وعلى أساس العودة إلى احترام قرارات الشرعيتين العربية والدولية.
أدعو الله تعالى أن يتغمد جميع الشهداء والضحايا بواسع رحمته، وأن يعجل بشفاء الجرحى، وأن تتأمن عودة النازحين الفلسطينيين واللبنانيين إلى أراضيهم بعودة كريمة يتأمن فيها إعادة بناء ما تهدّم، وذلك على قواعد ثابتة ودائمة وصلبة يستعيد فيها المواطن ثقته بدولته، وأمنه، وبحاضره، ومستقبله”.
ثم تناول الرئيس السنيورة موضوع المناسبة فقال:” على مدى السنوات التي تولّيت فيها مسؤولياتي في الدولة اللبنانية، كوزير وكرئيس للحكومة وكنائب عن الأمة اللبنانية عن مدينة صيدا، كان همّي المُقيم أن أقتفي أثر دولة الرئيس الكبير الشهيد رفيق الحريري، الذي لا يُقارَن به أحد في لبنان، والذي لم يدّخر وسيلةً أو مناسبةً لخدمة مدينة صيدا وأبنائها، وهو الذي بذل الغالي والنفيس، وضحّى بحياته من أجل ضمان حرية وسيادة واستقلال وعروبة لبنان، وتحقيق نهوضه الوطني والسياسي ونموه وازدهاره الاقتصادي والاجتماعي. وها هي أعماله الكثيرة تشهد على ما قدَّمه لصيدا وللبنان وللبنانيين. ولذا، فإنَّه من الطبيعي أن يُقَدِّرهُ الصيداويون واللبنانيون والكثير من العرب، وعلى مرّ الأجيال، مثلما كان في حضوره، وكذلك في غيابه.نسأل الله تعالى أن يجزيه خير الجزاء على ما قدّمه وقام به من أعمال جليلة على كل صعيد، وأن يسكنه الفسيح من جناته.أقولُ كان شغلي الشاغل أيضاً، وخلال تحمّلي لتلك المسؤوليات الوطنية، أن أقوم بما تفرضه عليّ مسؤولياتي في رعاية الشأن العام، ولما فيه مصلحة جميع اللبنانيين. وكذلك كان همي، بذلَ كل الجهود الممكنة، ولاسيما في مرحلة عملي النيابي، من أجل الإسهام في تعزيز تطور ونهوض مدينة صيدا، وطنياً وسياسياً وعمرانياً، وكذلك اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً، كما والسعيَ لتحويلها إلى مساحةً نابضة بالحياة، بما يؤهلها لتحقيق التطلعات المستقبلية لأبنائها، ولتصبح مقصداً لأهلها وللبنانيين ولقاصديها من الأشقاء والأصدقاء، استناداً إلى تاريخها العريق، ولما تحتضنه من جواذب سياحية واقتصادية وصحية وتعليمية، وتكتنزه من إمكانات وفرص كامنة، بدلاً من أن تكونَ مجرَّد نقطة عبور بين شمالي وجنوبي لبنان. ولهذه الأسباب، فقد عملتُ وسعيتُ وبذلتُ كل جهد ممكن في كل الأوقات وفي كل المواقع التي شغلتها من أجل خدمة هذه المدينة العزيزة وأهلها لإحداث نقلة نوعية عبر الأفكار الجديدة التي كنت أطرحها، والمبادرات والمشاريع التي كنت أطلقها وأدعمها، ومن أجل تنشيط وتعزيز قدرات المدينة الحيوية، ومن أجل أن يتعزّز دورها على طريق النهوض والتميز الدائم، ولما فيه مصلحة أبنائها وأجيالها القادمة.
وأضاف:” على هذا المسار الصعب، بادرتُ إلى تسخير كل امكانياتي والصلات الواسعة التي نسجتها، والصدقية التي بنيتها على مدى السنوات الماضية من أجل تعزيز الإيمان والالتزام بهذه الأهداف، وتوليد القناعة لدى المواطنين الصيداويين، ولاسيما الشباب والشابات منهم، بأهمية المشاركة في تحمل المسؤولية والإسهام في تحقيق الإنجاز بما بات يولد لديهم الاعتزاز بالمشاركة في حمل لواء استنهاض الهمم وإطلاق المبادرات الجديدة في المجتمع الصيداوي. وفي هذا السبيل، كان عليّ العمل على تأمين الوسائل والدعم المعنوي والمادي الإضافي لهذه المدينة الحبيبة من خارج موازنة الدولة اللبنانية ومن خارج المال العام، سعياً لتنفيذ جملة من المشاريع النهضوية والعمرانية والاجتماعية والاقتصادية والإنسانية، لما فيه مصلحة مدينة صيدا وأهلها الكرام. وهذا هو المسعى ذاته الذي ما فتئت أقوم به من أجل هذه المدينة، وهو أيضاً ما قمت به وعملت من أجله وثابرت عليه من أجل مدينة بيروت ومدينة طرابلس، والعديد من المناطق اللبنانية من أقصاه إلى أقصاه. التعاون المميز والمثمر الذي حصل بيني وبين الزميلة النائبة بهية الحريري، وكذلك بيننا وبين السيد محمد السعودي الذي انتخب رئيساً للبلدية، مكّننا من إطلاق العديد من المبادرات، وتعزيز السعي إلى تنفيذ العديد من المشاريع خلال فترة عهدتنا النيابية.على هذا المسار، عملتُ على توفير كل دعم مؤسساتي ومالي ممكن لتحقيق النهوض المنشود لمدينة صيدا من خلال الهبات التي سعيتُ إلى ان يُصار إلى تقديمها، أكان ذلك من أجل تنفيذ بعض المشاريع الكبرى التي نُفّذتْ في المدينة، أو لتخصيصها من أجل دعم عدد من المؤسسات الاجتماعية والإغاثية والتعليمية في المدينة، أو في مجالات استنهاض همم شُبّان وشابات المدينة، للانخراط في إطلاق مبادرات جديدة”.
وتابع :”على هذه المسارات النهضوية كان السعي وكان الإنجاز بعون الله وهِمَّة الأخيار. ومن ذلك، كان تنفيذ الحاجز البحري بهبة كريمة من جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز؛ وهو العمل الكبير الذي أنهى مشكلة بيئية خطيرة تراكمت على كاهل المدينة. وهو بدوره ما أمَّن مساحة إضافية، تدعم التطور المستقبلي للمدينة تعادل 8% تقريباً من مجموع مساحتها الأصلية، أي 560 ألف م2 إضافية. كذلك في إنشاء المستشفى التركي التخصصي للإصابات والحروق بهبة كريمة من الدولة التركية ودعمٍ من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والمتحف الأثري لمدينة صيدا الذي هو قيد الإنشاء بهبات مشتركة من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية. وكذلك في تأمين منحة الصندوق الكويتي لبلدية صيدا بشأن مشروع مجرى عين زيتون ونهر البرغوت، وفي إنشاء المدرسة العُمانية بهبة من جلالة السلطان قابوس بن سعيد في سلطنة عُمان، وفي إنشاء حديقة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بهبة من دولة الإمارات العربية المتحدة. ذلك بالإضافة إلى الهبات العديدة التي جرى تأمينها، والتي تحققت بنتيجتها إنجازات كبرى مثل إعادة تأهيل مبنى المحاكم الشرعية في مدينة صيدا بهبة من مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية، والهبة المخصّصة لتوسيع قدرات المعهد التقني للشابات في جمعية المواساة بهبة من مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان، والهبات لبناء مدرسة أجيال صيدا، وتجهيز مختبر الكومبيوتر فيها، وبناء وتجهيز منامات الصبيان، وتجهيز مدرسة الصم وصعوبات اللغة في جمعية رعاية اليتيم في صيدا، من ثلث خيرات ناصر السعيد، ومن الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية، ومن USAID والسفارة الألمانية. كذلك في تأمين الهبة المالية لتجهيز مبنى كلية الصحة في جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا من البنك الإسلامي للتنمية، والهبة اليابانية لإعادة تأهيل مركز جمعية الرسالة الزرقاء في صيدا، والهبات الممنوحة للمجلس الأهلي لمكافحة الإدمان من لائحة طويلة من المتبرعين، والهبات العديدة الممنوحة من عدد كبير من المتبرعين لتنشيط وتمويل استنهاض المدينة، والتي جرى تأمينها، ومن خلال جهد تمثّل بحساب تكافل أهل المدينة، والهبات الممنوحة للجنة الوطنية لمهرجانات صيدا التي رعيت تأسيسها، والهبات الممنوحة لعصرنة وحفظ دوائر النفوس في صيدا، والإسهام في إنجاز مبنى المخفر الجديد لوزارة الداخلية في صيدا، والهبات الممنوحة لدعم وإنشاء جمعية أصدقاء الزيرة التي رعيتُ تأسيسها.هذه الهبات التي استطعت جمعها وتخصيصها على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، لإقامة تلك المجموعة من المشاريع والمبادرات لتعزيز نهوض مدينة صيدا بلغت قيمتها حوالى 78.8 مليون دولار. وهذه المبالغ لا تشمل ما قمت به من جهود لتأمين هبات تدعم مشاريع وأنشطة ومبادرات في بقية المناطق اللبنانية.ولقد كان من ذلك كلّه، أيها الإخوة والأخوات، الهبة التي جرى تأمينها في العام 2011 من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي لجمعية جامع البحر وقيمتها حوالى 1.8 مليون دولار من أجل إنشاء مركز النارنج الاجتماعي الذي نحن في صدده، والذي اجتمعنا اليوم للإعلان عن الشروع في إطلاق عملية استكمال المرحلة الأولى من هذا المشروع الحيوي لمدينة صيدا”.
وقال :”قبل قرابة ثلاث سنوات، وبتاريخ 26/09/2021، تمّ توقيع اتفاق التعاون بين جمعية جامع البحر الخيرية والمجلس الأهلي لمكافحة الإدمان للشراكة والتشارك، لاستكمال هذا المبنى واستخدامه بشكل مشترك من اجل مدينة صيدا وومصلحة أبنائها في رعاية المحتاجين والمسنين. وفي الوقت عينه، لتعزيز الجهود في مجال مكافحة الإدمان في مدينة صيدا والجوار؛ وهي المشكلة الأخلاقية والاجتماعية التي باتت تشكّل آفةً فعلية وخطيرة في لبنان لابد من مواجهتها، وتعزيز الجهود لمكافحتها بعزم وقوة ومثابرة. والحقيقة، أنّ هذا التشارك والتعاون أمر غير مسبوق بين جمعيتين في مبنى واحد ولهدف خيري سامٍ يخدم منطقة صيدا وجوارها؛ وهو ما لاقى ترحيبا وتشجيعا من قبل كل من علم واطلع على آفاق ومجالات التعاون بين هاتين الجمعيتين. ولهذا السبب فان الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي في دولة الكويت، وبعد اتصالات ومساعٍ حثيثة بذلتها مع المسؤولين فيه، وبالرغم من هذه الظروف الاستثنائية والصعبة التي يمر بها لبنان والمنطقة العربية حالياً، فقد وافق الصندوق العربي مشكوراً على توكيد التعهد الذي كان قد قطعه لنا في العام 2016 بتخصيصه مبلغاً يعادل مليون دولار أميركي للمجلس الأهلي لمكافحة الإدمان، وبالتالي للإسهام في كلفة استكمال انشاء وتجهيز مبنى النارنج المشترك. ولقد استمرّت جهودنا في هذه الشهور الأخيرة لتشمل تأمين مبالغ إضافية من عدد من المانحين للإسهام في هذه الجهود الخيّرة، فنجحنا بجمع قرابة 350 ألف دولار أميركي إضافي. ذلك بما يجعل المبلغ المتوفر لإنجاز هذه المرحلة الأولى من هذا المشروع مليون وثلاثمائة وخمسين ألف دولار أميركي.. إنَّه وبهذه التبرعات السخية والمشكورة، نكون قد وضعنا إنشاء وتجهيز المرحلة الأولى من هذا المبنى المهم على طريق التنفيذ والانجاز؛ وهي خطوة كبيرة ومتقدمة لخدمة هذا المشروع الحيوي. وعلى هذا الطريق، تستمر المساعي الخيّرة بإذن الله من أجل استكمال هذه المرحلة، وكذلك المرحلتين اللاحقتين، بما يُسهم في تحقيق تطلعات أبناء مدينة صيدا في هذا المجال الحيوي، وفي تعزيز أوضاعها الخيرية والإنمائية والاجتماعية”.
واضاف :”لا بدّ لي هنا من التوجه بالشكر الكبير، وأسمح لنفسي أن أتوجه بهذا الشكر ليس فقط باسمي، بل وباسم مدينة صيدا وباسم اللبنانيين إلى رئيس مجلس إدارة الصندوق العربي للإنماء السيد بدر محمد السعد، وأيضاً لأعضاء مجلس إدارة هذا الصندوق، وكذلك لرئيسه السابق الصديق الكبير عبد اللطيف الحمد، الذي كان له الدور الأساس في انطلاقة هذا المشروع الحيوي منذ البداية، وكذلك في استمرار دعم الإدارة الحالية لإنجاز هذه المرحلة الأولى، ومن أجل أن ينطلق هذا المشروع بكل خدماته. كما وأتوجّه بالشكر إلى جميع الذين أسهموا في تمويل هذه المشاريع والأنشطة في صيدا التي أشرت إليها آنفاً من دول ومؤسسات وأشخاص نحفظ لهم كل الجميل والشكر والتقدير.كما أنني، وفي هذه المناسبة الكريمة، أعتز بأنْ أتقدم بالشكر الكبير من السادة رئيس مجلس إدارة الصندوق الكويتي معالي الوزير عبد الله اليحيا وأعضاء مجلس إدارته على كل المساعدات ووجوه الدعم التي قدّمها كل من الصندوق الكويتي لمدينة صيدا وللبنان، وهي التي يقدرها أبناء المدينة واللبنانيون جميعاً للصندوقين العربي والكويتي وإدارتيهما، وكذلك لدولة الكويت الشقيقة. وأخصّ بالذكر وأتقدم بالشكر من صاحب السموّ أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وصاحب السموّ الأمير صباح الخالد الحمد الصباح ولي العهد، متمنياً للكويت الشقيق وشعبه العربي دوام التقدم والخير والرفعة والسداد.
وختم الرئيس السنيورة بالقول :” لقد استطعتُ خلال تسع سنوات من العمل النيابي، أن استثمر رصيد علاقاتي اللبنانية والعربية والدولية في خدمة المدينة ولصالح أهلها، بشكلٍ كان ولا يزال يُشعرني بالرضا عن تلك الإنجازات. وهو الأمر الذي لاأزال أمارسه وأسعى باجتهاد لمتابعته، يحفزّني إليه، والعمل من أجله، انتمائي وولائي لمدينتي وأهلها. الدرس الأساس الذي يمكن استخلاصه من كل هذه التجربة الغنية، هو التدليل على أهمية الصدقية أولاً. وثانياً، وضوح الرؤية والأهداف التي سعيت إلى تحقيقها، والمشفوعة بإرادة وعزيمة مثابرة من أجل تحقيق الإنجاز وفاءً مني لمدينة صيدا ولأبنائها، آملاً من الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه.
يقول الشاعر الحطيئة:
مَن يَفعَلِ الخَيرَ لا يَعدَم جَوازِيَهُ لا يَذهَبُ العُرفُ بَينَ اللَهِ وَالناسِ
وتأخذني ذاكرتي، عَفْواً وطوعاً، على مسار كل عمل قمتُ به ولا أزال أقوم به إلى الآية الكريمة:
“أَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْض”.
صدق الله العظيم.
قص الشريط
بعد ذلك جرى وبرعاية الرئيس السنيورة وحضوره توقيع اتفاقية التعاون المشتركة بين جمعية جامع البحر ممثلة بالأستاذ حسن صفدية والمجلس الأهلي لمكافحة الإدمان ممثلاً برئيسته المحامية مايا غسان المجذوب . توجه بعدها الجمعيعى الى موقع المشروع حيث قام الرئيس السنيورة بمشاركتهما ورئيس بلدية بقسطا إبراهيم مزهر والمتعهد بيطار والإستشاري شهاب بقص شريط تدشين بدء أعمال تنفيذ المشروع .