“الحزب بعث رسالة إنذار لإسرائيل”.. العميد جابر: الجنوب إلى مزيد من التوتر!
في ظل التطورات التصعيدية التي تشهدها الجبهة الجنوبية يوماً بعد يوم, والخوف من توسّع الحرب بين حزب الله والعدو الإسرائيلي, نشر الإعلام الحربي في حزب الله مشاهد جديدة حملت عنوان “الهدهد 2” وامتدت لـ10 دقائق، وتضمنت استطلاعاً جوياً لقواعد استخباراتية ومقرات قيادية إسرائيلية ومعسكرات في منطقة الجولان المحتلة استكمالاً لما نشره الحزب في 18 حزيران المنصرم, تحت عنوان “هذا ما رجع به الهدهد” في مقطع كانت مدته 9 دقائق ونصف.
هذه المشاهد أعادت خلط كافة الأوراق, لا سيّما أن الإعلام الإسرائيلي اعترف بأن حزب الله استطاع تصوير وتوثيق أماكن حساسة واستراتيجية. فكيف تنعكس هذه الوثائق على الحرب الدائرة في الجنوب؟ وما هي رسائل حزب الله منها؟
في هذا الإطار, أكّد رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة، العميد الركن الدكتور هشام جابر, في حديث إلى “ليبانون ديبايت”, أن “رسالة حزب الله الثانية بعد هدهد1, لها تأثير نفسي أكثر من التأثير عسكري، وبالتالي إن هدهد رقم 1 و2, وثّقتا كافة المراكز العسكرية والإستخباراتية, وأماكن إقامة الجنود وغيرها, وهذا الأمر يعتبره العدو خطير جداً”.
وإعتبر العميد جابر، أن “الهدهد2 هي ملحق للهدهد رقم 1، وهما الدليل على أن حزب الله يملك خبراء على مستوى عالٍ من الكفاءة بالحرب الإلكتورنية, إذ استطاع تعطيل أجهزة الردار والقبّة الحديدية”.
ورأى أن “هدهد رقم 2 ما هي إلّا رسالة إنذار للعدو الإسرائيلي, حتى لو أنه يقوم بعدّة اغتيالات ولديه معلومات حول قيادات حزب الله, إلا أن هدهد 1 و2, أكدت بأن الحزب لديه معلومات أقوى بكثير مما يملكه العدو”.
وأشار إلى أنه “في الوقت الذي تقوم فيه إسرائيل باغتيال مسؤوليين من حزب الله هي تقوم بحرب نفسية على لبنان, حيث جاء هدهد2 ليقول للعدو, أنك تعلم أين عناصرنا وتقوم بملاحقتهم ومراقبتهم, بواسطة العملاء والتقنيات الإلكترونية, إلا أننا كحزب لدينا قدرة كبيرة في الحرب الإلكترونية أنت لا تملكها”.
ولفت إلى “رسالة أخرى أثبتها هدهد 2 وهي أن العدو لديه فشل استخباراتي كبير, إذ أنه إلى هذه اللحظة لا يعلم أين أماكن صورايخ حزب الله الدقيقة, ولا تعلم أين قوات أماكن وجود قوات الرضوان, وأين صواريخ أرض – بحر, فما عاد به الهدهد 2 له معاني كثيرة”.
وشدّد على أن “رسائل الهدهد أعادت خلط الأوراق, إذ أن الإسرائيلي سيفكر كثيراً قبل شنّ حرب كبيرة على لبنان”, مشيرًا إلى أن “استبعاد قرار فتح حرب شاملة من قبل إسرائيل له عدة أسباب, أبرزها الضغط الأميركي”.
وتوقّع جابر, في الختام أن “تبقى الأمور على الجبهة الجنوبية كما هي في الوقت الحالي، عبر المناوشات التي نراها يوميًا طالما أننا في حرب استنزاف, لكن قد نشهد على توتّر أكثر من من السابق, إضافة إلى إستمرار الإغتيالات”.