أكدت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أنّ “فيديو “الهدهد، حلقة 2″ الذي نشره الإعلام الحربي gلمقاومة الإسلامية في لبنان، قدّم مسحاً لسلسلةٍ طويلة من القواعد وتجمعات القوات الإسرائيلية”.
ولفتت الصحيفة إلى عبارة “قبل الاستهداف” كُتبت عند زاوية المشاهد، مبيّنةً أنّ ذلك يعني، وفق المفهوم العسكري، إجراء تمهيدي لاختيار الأهداف قبل الهجوم”.
وعلّقت على ذلك بالقول “هكذا يلمح الحزب مرة أخرى إلى أن التفوق الجوي الذي استمرت إسرائيل بالتمتع به على كافة دول المنطقة ليس ضماناً لحماية أجوائها”.
وأقرّت “هآرتس” بأنّ “حزب الله لديه قدرات جوية تصل إلى عمق إسرائيل، لجمع معلومات استخبارية قبل العملية والتصرف لاحقاً على أساس هذه المعلومات الاستخبارية”، مشيرةً إلى أنّ “ضرب قاعدة “طال شمايم” التي وصفتها بالاستراتيجية، شمالي فلسطين المحتلة هو أحد الأمثلة على ذلك”.
وأضافت أنّ “المقلق في فيديوهات حزب الله هو أنه ينجح في جمع معلومات استخبارية مرئية حديثة للغاية، في الوقت الحقيقي، وتتضمّن انتشار الوحدات في الشمال والوضع في القواعد المختلفة”.
وأوضحت “هآرتس” أنّ “محرري المشاهد المصوّرة يحددون منشآت استخبارية ورادارات مدفعية ومنصات إطلاق القبة الحديدية ومنصات إطلاق منظومات أخرى، ويوثقون الوحدات القتالية، بما في ذلك سلاح المشاة والمدرعات وبطاريات المدفعية”.
وعلى مدى الأشهر الـ 9 الماضية التي واصلت فيها المقاومة تنفيذ عملياتها، اعترفت الصحيفة بأنّ “حزب الله أثبت أنه لديه القدرة ليس فقط على تصوير هذه القواعد من الجو، بل أيضاً استهدافها بالصواريخ والمسيّرات الانتحارية”.
وكانت عدّة وسائل إعلام إسرائيلية قد علّقت على الحلقة الثانية من سلسلة “الهدهد”، والتي تضمّنت مشاهد استطلاع جوي لقواعد استخبارات ومقار قيادية ومعسكرات تابعة للجيش الإسرائيلي في الجولان السوري المحتل، وبدقة عالية.
“القناة 12” الإسرائيلية أكدت أنّ “نشر الحلقة الثانية من “الهدهد” يُشير إلى أنّ حزب الله يدير أيضاً حرباً نفسية إلى جانب الحرب التي تُدار في الشمال”.
وقال الخبير الإسرائيلي في شؤون الأمن القومي، كوبي ماروم، للقناة، إنّ فيديو “الهدهد هو نوع آخر من المعركة يُظهر مدى القدرات التي يتمتع بها حزب الله”، لافتاً إلى أنّ “لدى إسرائيل مشكلة في اعتراض مسيّرات حزب الله”.
من جهته، ذكر المراسل العسكري لصحيفة “ماكور ريشون” الإسرائيلية، نوعام أمير، أنّ “الأمر لا يقتصر على رؤية إسرائيل من الأعلى فحسب، بل هناك أيضاً معلومات استخبارية عن مناطق انتشار الجيش”، مضيفاً أنّ ذلك “ما يفسر كيف تمكن حزب الله من ضرب المناطق التي يتجمع فيها الجنود وإحداث إصابات”.