أخبار محلية

هذا ما قد يشهده لبنان بعد 6 أشهر.. إقرأوا آخر تقرير إسرائيليّ

نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيليّة مقال رأي جديد، قالَ إنّ “تصعيد حزب الله لصراعهِ مع إسرائيل من خلال الهجمات الصاروخية المُتواصلة يتطلب رداً عسكرياً حاسماً”، لكنهُ أشار في الوقت نفسه إلى أنَّ الشروع في صراعٍ واسع النطاق الآن سيكونُ “محفوفاً بالمخاطر”، وأردف: “مع إنخراط إسرائيل في صراعٍ على جبهات مُتعددة وانشغال الولايات المتحدة بالانتخابات الرئاسية، فقد تستغلّ إيران الفوضى لتعزيز طموحاتها النووية ورُبّما تطوير سلاح نووي”.

ويقولُ المقال ” إنّه “يتعين على إسرائيل أن تمتنع عن القيام بأيّ عمل عسكري كبير ضدّ حزب الله حتى كانون الثاني 2025، وذلك عندما يتولّى الرئيس الأميركي الجديد منصبه”، وأردف: “في غضون ذلك، ينبغي أن ينصبّ التركيز على مواجهة التهديد الإيراني، وبعد كانون الثاني المُقبل، تستطيع إسرائيل أن تردّ على حزب الله بقوّة ساحقة”.
وأكمل: “منذ الهجوم الذي شنته حركة حماس في غزة ضدّ إسرائيل يوم السابع من تشرين الأول الماضي، أطلق حزب الله أكثر من 5000 صاروخ وقذيفة مضادة للدّروع وطائرات من دون طيار انتحارية على إسرائيل، مما أسفر عن سقوط أكثر من 20 قتيلاً، ونزوح 80 ألف شخص، وإشعال حرائق الغابات التي أحرقت 9000 فدان”.

 

 

 

 

وتابع: “في خطوة جريئة، أصدر حزب الله أيضاً مقطع فيديو مدتهُ 9 دقائق التقطته طائرة من دون طيار لمدينة حيفا الساحلية الإسرائيلية، ويُظهر مناطق مدنية وعسكرية يهدد الحزب بمهاجمتها. الأمر هذا دفع وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس إلى الرد بقوة عبر منصة إكس، حيث انتقد أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله لتباهيه بتصوير موانئ حيفا، وقال: نحن قريبون جداً من لحظة اتخاذ القرار بتغيير القواعد ضد حزب الله و لبنان. في حرب شاملة، سيتم تدمير حزب الله، وسيتضرر  لبنان بشدة”.
وأكمل: “إلى ذلك، أعلنت القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي أيضاً أنها وافقت على خطط عملياتية لشن هجوم على لبنان، وقال رئيس الأركان الفريق أول هرتسي هاليفي للقيادة السياسية إن الجيش مُستعدٌّ للحرب”.
وتابع: “إن الأعمال التي يقوم بها حزب الله لا تترك لإسرائيل سوى خيارات محدودة لحل الصراع في الشمال. لقد سعت تل أبيب إلى التوصل لحلّ دبلوماسي يقوم على تنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701. إنّ هذا القرار، الذي تم تبنيه لإنهاء حرب لبنان الثانية في عام 2006، يدعو إلى إقامة منطقة منزوعة السلاح من الخط الأزرق إلى نهر الليطاني، على بعد حوالى 18 ميلاً إلى الشمال، لكنَّ حزب الله رفض باستمرار الجهود الدبلوماسية، وتمسك بموقفه، الأمر الذي أدى إلى تصعيد التوترات إلى حد أكبر”.
التوقيت هو كل شيء
ويوضح التقرير أنه “رغم أنَّ الأمر قد يبدو حتمياً، فإنَّ شن حرب شاملة ضد حزب الله الآن قد يكون له نتائج عكسية، وهذا من شأنه أن يضع إسرائيل في حرب استنزاف أخرى مع مجموعة أكبر وأقوى كثيراً من حماس”.
وقال كمال خرازي، مستشار الشؤون الخارجية لآية الله علي خامنئي، إن شنّ إسرائيل هجوماً شاملاً ضد حزب الله من شأنه أن يخاطر بإشعال حرب إقليمية تدعم فيها طهران و”محور المقاومة” حزب الله “بكل الوسائل”.

 

 

بدوره، يضيف تقرير “جيروزاليم بوست”: “رغم أنه من غير المرجح أن تدخل إيران بشكل مباشر في حرب شاملة مع إسرائيل، فمن الممكن أن النظام في طهران يحشد شبكته من الجماعات الموالية له، مثل الحوثيين في اليمن ، والمجموعات المسلحة في العراق وسوريا، وقد أوضحت تلك الجماعات أنها ستنضمّ إلى المعركة في حال ضربت إسرائيل حزب الله”.
وأكمل: “لقد شكل الحوثيون بالفعل تحدياً اقتصادياً كبيراً لإسرائيل من خلال مهاجمة السفن في البحر الأحمر التي يعتقدون أنها مرتبطة بتل أبيب. إذا هاجمت إسرائيل حزب الله، فقد تكثف هذه الجماعات هجماتها على حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر لإحداث المزيد من الاضطرابات. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي الغزو البري إلى تدفق المقاتلين نحو الأراضي اللبنانية”.
وأضاف: “إن مثل هذه الحرب سوف يكون من الصعب على إسرائيل أن تنتهي منها بسرعة دون مساعدة عسكرية من الولايات المتحدة، وهناك مؤشرات على أن الولايات المتحدة قد لا تكون قادرة على تقديم دعم كبير، على غرار دعمها في الماضي أثناء الهجمات الصاروخية الإيرانية، بسبب الانشغالات السياسية الداخلية”.
وتابع: “إن الرد الإسرائيلي على النهج الذي ينتهجه حزب الله لاستعادة الأمن في الشمال أمر بالغ الأهمية، ويمكن لإسرائيل أن تواصل جهودها الدبلوماسية إلى جانب شن هجمات مضادة محدودة النطاق ضد الجماعة  اللبنانية وحملة قطع الرؤوس التي تستهدف كبار قادة حزب الله”.

وقال: “في الوقت نفسه، فإنهُ يتعيّن على إسرائيل أن تدرس بعناية توقيت أي عمل عسكري واسع النطاق ضد حزب الله، وربما تنتظر إلى ما بعد الانتخابات الأميركية لضمان دعم أكثر قوة من الولايات المتحدة، حليفتها الاستراتيجية. ورغم أن بعض الساسة الإسرائيليين يؤكدون ضرورة استعداد إسرائيل لاحتمال التعامل مع إيران وحزب الله دون الاعتماد على المساعدات الأميركية، فإن هذا من المرجح أن يؤدي إلى تفاقم الوضع الأمني لإسرائيل نظراً للقدرات العسكرية الكبيرة التي يتمتع بها حزب الله والنفوذ الإقليمي لإيران”.

وأردف: “مع انخراط إسرائيل في الصراع وانشغال الولايات المتحدة بالقضايا السياسية الداخلية، فقد تغتنم إيران هذه الفرصة المثالية لتعزيز طموحاتها النووية. ونتيجة لهذا، فإنّ هذا الوضع يجعل من الصعب على إسرائيل أن تعالج هذه التهديدات بمفردها، وهو ما يؤكد الحاجة إلى الدعم القوي من الولايات المتحدة. وبدلاً من ذلك، يتعين على إسرائيل أن تركز كل طاقتها على مواجهة الأنشطة النووية للنظام حتى نهاية الانتخابات الرئاسية الأميركية”.
وختم: “بالنظر إلى المستقبل، إذا أعيد انتخاب دونالد ترامب رئيساً لأميركا، فمن المرجح أن تحصل إسرائيل على دعم سياسي قوي ومساعدة عسكرية قوية من إدارته في أي صراع محتمل ضد حزب الله وغيره من وكلاء النظام الإيراني”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى