حماس غير معنية بانتقال “إسرائيل” الى المرحلة الثالثة للحرب: جبهات الإسناد مستمرّة”
محمد علوش- الديار
لا يبدو أن الحرب ستنتهي قريباً، هذا ما تخلص إليه التقديرات الاسرائيلية، ولو أن التقارير حول عدم قدرة “اسرائيل” على خوض حرب شاملة مع لبنان باتت أوضح، فالرهان داخل الكيان أصبح على انتقال الحرب على غزة الى مرحلتها الثالثة علّ ذلك يساهم في تخفيف التوتر على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة.
بحسب مسؤولين اسرائيليين يُفترض أن الإعلان عن نهاية الحرب بصورتها الحاليّة سيتمّ خلال 10 أيّام، وبعد ذلك سينتقل الجيش الإسرائيلي إلى المرحلة الثّالثة من الحرب، وهذه المرحلة ستتضمن تحركات لجيش العدو حيثما توجد معلومات استخباراتيّة عن نشاط لحركة حماس، بالإضافة الى الغارات والضربات الجوية، كذلك فإنه بحسب الاسرائيليين لا تعني المرحلة الثالثة انسحاباً من الأراضي المحتلة في قطاع غزة، فالجيش الاسرائيلي سيبقى هناك ما دام لم يتم إيجاد كيان دولي لإدارة القطاع، وهو يعمل على إجراء تغييرات استراتيجية داخل القطاع، تحديداً في جنوبه، وهذا وحده كفيل بعدم إعلان انتهاء الحرب، وبالتالي العمل على جبهات المساندة.
توضح مصادر متابعة أن ما يرشح عن المرحلة الثالثة من الحرب على غزة يوحي وكأن الاسرائيليين يريدون السعي لفصل جبهات المساندة عن الحرب، من خلال الإيحاء بأن الحرب انتهت ولكن بالنسبة الى محور المقاومة على جبهات الاسناد فإن هذا الأمر لن يخدع أحدا، والانتقال الى المرحلة الثالثة لن يؤدي الى وقف المساندة، بل يمكن أن يرفع الوتيرة للضغط على “اسرائيل” لإنهاء الحرب، بحسب مصلحة كل جبهة، علماً أن مصادر حركة حماس تؤكد لـ “الديار” أن المرحلة الثالثة لن تجعل الحركة تتخلى عن مطلبها الأساسي بإنهاء العدوان لأجل الدخول في صفقة تبادل أسرى، وانهاء العدوان يعني وقف الحرب بشكل كامل والانسحاب الكامل من غزة والبدء بإغاثة النازحين ليعودوا الى مناطقهم والبدء أيضاً بمسار إعادة الإعمار، لذلك بالنسبة للحركة فإن المرحلة الثالثة لن تُثني المقاومين عن استمرار مقاومتهم وبشكل أكبر.
في “اسرائيل” تعويل على تبدل المجريات في حرب غزة لتخفيف الاحتقان على الجبهة الشمالية، وقد ظهر ذلك من خلال تصريحات للمعارض الاسرائيلي لابيد، كذلك في “اسرائيل” يتحدثون عن أن مرحلة ما قبل زيارة الوزير الاسرائيلي غالانت الى أميركا ليس كما بعدها، فالأميركيين نجحوا في تبديل خطاب المسؤولين الاسرائيليين من التهديد اليومي بالحرب على لبنان، وإعادته الى العصر الحجري، الى الحديث عن التسوية والحل الدبلوماسي، كذلك يعتبرون في “اسرائيل” أن زيارة رئيس حكومة لبنان نجيب ميقاتي الى مدينة صور وكلامه على عدم رغبة لبنان بالحرب كان أيضاً نتاج طلب وجهد أميركي
بحسب مصادر مقربة من المقاومة فإن الانتقال الى المرحلة الثالثة من الحرب على غزة لا يعني تحقيق هدف جبهات الاسناد، فالهدف كان ولا يزال وقف الحرب، وبالتالي من المبكر الحديث عن كيفية انعكاس هذه المرحلة على مسار الحرب، خاصة في الجنوب كونها الجبهة الأكثر حساسية، ولكن الأساس سيبقى بالنسبة لمحور المقاومة هو أن جبهات المساندة مستمرة في عملها.