مقالات

4 أسباب أساسية لتراجع الجامعة العربية عن تصنيف حزب الله “منظمة إرهابية”

محمد علوش- النشرة

في 11 آذار من العام 2016، أعلنت جامعة الدول العربية تصنيف حزب الله “منظمة إرهابية”، مطالبة إياه بـ”التوقف عن نشر التطرف والطائفية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول وعدم تقديم أي دعم للإرهاب والإرهابيين في محيطه الإقليمي”، وكون الجامعة لا تمتلك قوائم لتصنيف المنظمات، كان الاتفاق على أن يُعمل بهذا الأمر من خلال “التسمية”، وهو ما انعكس انقطاعاً بالتواصل بين الحزب والجامعة. اليوم تراجعت الجامعة العربية عن هذه التسمية.

من بيروت أعلن الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، أن الدول الأعضاء في الجامعة توافقت على أن هذه الصيغة (حزب الله منظمة إرهابية) لا تُستخدم فهذا فتح الطريق أمامنا لأن نتواصل”، وهذا الأمر شكّل “صدمة” لخصوم الحزب في لبنان، علما ان هذا التعديل عمره عام ونيف ويعود الى قمة جدة عام 2023، وهو ما اكده زكي شخصيا من خلال قوله أنه “في قمة جدة في أيار 2023، حصلت تعديلات على القرار الخاص بالتدخلات الإيرانية بالشؤون العربية، ومن ضمنها سقطت الإشارة إلى مسألة وصف “حزب الله” بالإرهابي، فما هي خلفياته؟.

حتى الساعة، لا يمكن الجزم بالأسباب الحقيقية وراء هذا التحول في موقف الجامعة العربية، حيث هناك من يعتبر أنه يأتي في سياق التقارب الخليجي الإيراني، بينما هناك من يرى أنه ينحصر بالتقارب الإيراني المصري، إلا أن الأساس يبقى أنه يعكس توجهاً جديداً على مستوى الجامعة العربية، من المفترض أن يكون له تداعياته على مستوى العلاقة مع “حزب الله” في المرحلة المقبلة.

في هذا السياق، هناك من يرى أن هذا التحول يعود، بالدرجة الأولى، إلى السعي العربي للعب دور ما على الساحة اللبنانية، لا يمكن أن يتم بعيداً عن العلاقة الإيجابية مع “حزب الله”، على عكس ما كان عليه الواقع في السنوات الماضية، في حين برزت، في الآونة الأخيرة، الكثير من المؤشرات على الرغبة في لعب هذا الدور، بعد أن تركت الساحة لتقوم العديد من الجهات الإقليمية والدولية بملء الفراغ الناشئ عن الغياب العربي.

كذلك بحسب مصادر سياسية متابعة فإن قرار الجامعة العربية لا يمكن فصله عن لقاءات حزب الله بدول خليجيّة أساسية، ولو على الصعيد الأمني لا السياسي، فهذا القرار الذي تمّ تظهيره منذ أيام خلال لقاء زكي مع النائب محمد رعد دلالة على أنّ هذه اللقاءات تعطي نتائج إيجابية ولو بطيئة، مشيرة الى أنه يجب التنبه لكون قرار الجامعة العربية عام 2016 جاء بعد أيام قليلة فقط على آخر مماثل اعتمدته دول مجلس التعاون الخليجي، وبالتالي كان قرار الجامعة مرتكزاً على تصنيف دول خليجية للحزب، والتراجع عنه لا يمكن أن يكون بعيداً عن التوجه الخليجي أيضاً.

من حيث المبدأ، لن يكون الحزب بعيداً عن التعامل الإيجابي مع أي تحول عربي يصب في الإطار نفسه، لكن الأساس يبقى أن هذا الأمر ينتظر أن يستكمل في المرحلة المقبلة على أكثر من صعيد، حيث من المفترض أن تكون المنطقة، على ضوء ما يحصل من تحولات، أمام مرحلة جديدة من العلاقات بين اللاعبين الأساسيين، والإنفتاح على “حزب الله” لا يمكن أن ينفصل عن الآخر القائم على مستوى العلاقة مع طهران.

لا شكّ أن أربعة أسباب أساسية رسمت مسار التراجع العربي عن تصنيف حزب الله كمنظمة عربية، الأول هو علاقة السعودية بشكل خاص والعرب بشكل عام مع إيران، الثاني هو انتهاء الحرب على اليمن بشكلها الذي استمر لسنوات، الثالث هو الانفتاح العربي على سوريا الذي يتصاعد تدريجيا والرابع هو علاقة حزب الله نفسه بالخليج، وبالتالي سيكون لهذا القرار انعكاس في لبنان لا يصب بمصلحة خصوم الحزب، لذلك جنّ جنونهم من القرار ويتحضّرون لمحاولة مواجهته.

امس انتشر توضيح لزكي يؤكد فيه أن كلامه فهم خطأ، ولكن بحسب المصادر كل التوضيحات تسقط أمام لقاء زكي برعد وهو لم يحصل منذ 8 سنوات، ولم يكن صدفة، مشيرة الى ان التوضيح كان بسبب الضجة الكبيرة التي اثارها اعلانه في هذا التوقيت وهناك بعض الجهات العربية التي لا يناسبها الان هذا النوع من العلنية بالعلاقات مع حزب الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى