“الإقتصاد الدائري في القطاع الصناعي” ندوة لمؤسسة الحريري وغرفة صيدا والجنوب بهية الحريري : اعتدنا العمل بظروف استثنائية واللبناني على قدر التحدي
في إطار “خارطة طريق صيدا نحو مدينة مستدامة بيئياً ” وخطة العمل المحلية للإقتصاد الدائري، نظمت “مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة” بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة “UNEP” وضمن برنامج “SwitchMed II” الممول من الإتحاد الأوروبي وبالتعاون مع غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب، ندوة بيئية بعنوان: “الإقتصاد الدائري في القطاع الصناعي”، وذلك في مقر الغرفة في صيدا بحضور رئيسة المؤسسة السيدة بهية الحريري ورئيس الغرفة الأستاذ محمد حسن صالح ، ورئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف ، وأعضاء المجلس البلدي لمدينة صيدا ” المهندسين مصطفى حجازي ومحمد البابا والسيدة وفاء شعيب ” والمديرة التنفيذية لمؤسسة الحريري الدكتورة روبينا أبو زينب، المستشارة التنموية لبرامج الغرفة الأستاذة رنا السيد، ومستشار السيدة الحريري لشؤون صيدا والجوار الأستاذ أمين الحريري، ورئيس مجموعة” أماكو ” الصناعية الأستاذ علي العبد الله ورئيس “مجموعة البقاعي” الحاج محمد البقاعي، وجمع من الصناعيين ومن أصحاب المصلحة العاملين في هذا القطاع .
وتضمنت الندوة: عرضاً حول نتائج خطة العمل المحلية للاقتصاد الدائري والسياسات والإجراءات اللازمة ، وحول مفاهيم وآليات الاقتصاد الدائري في أنشطة القطاع الصناعي.
صالح
افتتحت الندوة بالنشيد الوطني اللبناني ، ثم ألقى الأستاذ محمد صالح كلمة غرفة صيدا والجنوب فرحّب بـ”الحضور وبالقيمين على المشروع الذي يهدف لتشجيع الاقتصاد الدائري، وقال :”إن الندوة البيئية التي نشارك فيها مع مؤسسة الحريري للتنميبة البشرية المستدامة تتناول موضوع ترشيد استخدام الطاقة والمياه والمواد الأولية في القطاع الصناعي واعتماد أفضل الممارسات للحد من الكلفة ومن تلوث البيئة. وانطلاقاً من أهمية هذا الموضوع، فإننا نؤكد أن حسن استخدام واستهلاك الموارد الطبيعية في حياتنا اليومية كمواطنين وفي مجال عملنا كصناعيين ومزارعين وتجار لم يعد خياراً بل أصبح التزاماً يجب مراعاته وتطبيقه “. وختم بتوجيه الشكر لكافة الجهات الداعمة للبرنامج متمنيا ًلهم كل النجاح.
الحريري
كلمة مؤسسة الحريري ألقتها رئيستها السيدة بهية الحريري فتوجهت بداية بالشكر لغرفة صيدا والجنوب ممثلة بالأستاذ محمد صالح على التعاون في تنظيم واستضافة هذه الندوة ، والمشاركين على حضورهم. وقالت: “لا شك أن ما يشغل اللبنانيين هذه الأيام هو موضوع الحرب، لكن هذا لبنان، الذي منذ أكثر من خمسين عاماً وربما منذ ولادته يشهد ظروفاً استثنائية، ومن المعروف عن اللبناني الذي هو الرأسمال البشري للبلد أنه على قدر التحدي، وأنه ولو كنا أمام نظام مخاطر قاس، لكن بالنهاية لدينا طاقات وتطلعات واعدة”.
وأضافت :” وعندما نأتي اليوم هنا في مدينة صيدا وفي غرفة التجارة والصناعة والزراعة بمفاهيم جديدة لها علاقة بالإقتصاد الدائري مع منظمة الأمم المتحدة للبيئة، فهذا دليل على أننا نرفض الركون الى الإنتظار حتى تنتهي مشاكلنا لنبدأ عملنا. ونحن كمؤسسة الحريري عملنا منذ العام 1979 إلى اليوم في ظروف استثنائية لكن لم نفقد الأمل بالبلد ولن نفقد الأمل به”.
وقائع الندوة
بعد ذلك كان عرض من مدير البحث والتطوير في مؤسسة الحريري المهندس محمد الحريري حول “خارطة طريق صيدا نحو مدينة مستدامة بيئياً” فأشار الى أنها ” نموذج للتشبيك والتعاون والتخطيط، انطلقت أعمالها في كانون الأول 2022 بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة ووزارة البيئة وبلدية صيدا، واعتمدت إطاراً استراتيجياً ينظم كافة المبادرات البيئية في صيدا والجوار ضمن أطر علمية وتطبيقية واضحة وتحت عناوين عريضة ومحددة ومؤشرات لقياس الأثر المستدام”.
وقال أنه: “على أساس هذا الإطار الاستراتيجي يتم بشكل دوري تطوير ومتابعة “بطاقات المبادرات” Initiative Cards، وهي أنشطة وبرامج وسياسات لها أهداف محددة تقوم مجموعات قطاعية بمتابعة تطويرها وتطبيقها خلال فترات محددة. وأحد الأمثلة على هذه البطاقات هو خطة العمل المحلية للإقتصاد الدائري والأنشطة التدريبية المنضوية ضمن برنامج “SwitchMed II”. لافتاً الى أن ” اعتماد آليات “الاقتصاد الدائري” هو أحد أهم المجالات التي يمكن للقطاع الصناعي أن يبادر من خلالها في العمل من أجل المناخ. ولقاء اليوم يؤسس لتأسيس مجموعة قطاعية صناعية تسمح بمتابعة خطة عمل الاقتصاد الدائري وأنشطتها في صيدا والجوار”.
ثم كان عرض من مستشار مؤسسة الحريري والخبير في الاقتصاد الدائري المهندس رالف صبيح حول مفاهيم الاقتصاد الخطي ( Linear Economy ) وآثاره المضرة على البيئة السكنية والطبيعية، وبدائله من الاقتصاد الدائري لجهة كيفية استعمال الموارد المخلفة عن الصناعات كموارد أولية في صناعات أخرى بدلاً من استنفاذها أو رميها، إضافةً إلى آليات تدوير هذه الموارد وأفضل الممارسات عالمياً ومحلياً لتطبيقها والأثر الاقتصادي والبيئي الإيجابي لهذه الممارسات.
واستعرض صبيح خطة العمل المحلية للاقتصاد الدائري والأنشطة المنضوية، وتلى ذلك نقاش عام مع المشاركين حول كيفية اعتماد هذه الآليات وربطها بنماذج الأعمال والعمليات اليومية لشركاتهم ومؤسساتهم.
واستكملت الندوة بنقاش عام حول واقع القطاع الصناعي في لبنان وصيدا وتحديات وفرص اعتماد الاقتصاد الدائري.