لبنان أمام أيّام حاسمة
أثارت التحذيرات الأمنية والدعوات التي أطلقتها بعض دول الخارج لمغادرة لبنان، مخاوف جديدة من توسع رقعة الحرب الدائرة لتشمل كل لبنان خلال الأيام المقبلة.
في هذا الإطار، يرى المحلّل والكاتب الصحافي غسان ريفي، في حديث لـ”ليبانون ديبايت”، أنه “خيار الحرب لا يزال مستبعدًا لا سيما أنه منذ عدة أشهر ونحن نتلقى هذه التحذيرات ولم يحصل أي شيء، وبالتالي فإن ما لم تفعله إسرائيل منذ الثامن من أكتوبر لن تستطيع القيام به اليوم في ظل الواقع المأزوم الذي تعيشه”.
ويُشددّد ريفي، على أن “هناك نقطة مهمة تُخيف إسرائيل هي أن قوة الردع وتوزان الرعب الذي تفرضه المقاومة خصوصًا بعد أن عادت طائرة “الهدهد” بصور من شمال وعمق فلسطين، وهو الدليل الأكبر بأن كل المنشآت الحيوية أصبحت تحت مرمى نيران المقاومة، وبالتالي هذا الأمر لا يمكن أن تتحمله إسرائيل في حال قرّرت خوض هذه الحرب”. ويلفت إلى أن “إسرائيل لن تحصل على الغطاء الأميركي لهذه الحرب في ظل المساعي التي تقوم للولايات المتحدة لتقديم الحلول الدبلوماسية وتخفيف التصعيد، خصوصًا أن الرئيس الأميركي جو بايدن لم يعد قادرًا على تحمل نتائج إستمرار الحرب على غزة في ظل تراجع شعبيته عشية الانتخابات الرئاسية الأميركية ولن يستطيع أيضًا تحمل تبعات هذه الحرب على لبنان”. ويُشير إلى “خوف الاتحاد الأوروبي من تداعيات توسيع الحرب، بسبب المجازر الوحشية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين والانقلاب الكبير الذي تشهده بعض دوله على إسرائيل، فضلًا عن الرعب الذي يتملك الأوروبيين من تؤدي أي حرب إلى فتح شواطئ لبنان أمام مئات آلاف النازحين السوريين واللبنانيبن بإتجاه الشواطئ الأوروبية”. ويؤكّد ريفي، أن “هذه الأسباب لا تزال قائمة ولن تتغير لا سيما هناك مظلة دولية حول لبنان تمنع إندلاع هذه الحرب”، لافتًا إلى أن “التهديدات التي تقوم بها إسرائيل هي لذر الرماد في العيون ومن أجل إستنهاض المجتمع الإسرائيلي، خصوصًا بعدما فقد ثقته بكل المنظومات السياسية والأمنية والعسكرية والإستخباراتية”. |