لبنان أمام أيام خطيرة جداً.
في ظل التطورات التصعيدية التي تشهدها الجبهة الجنوبية, والخوف من إتساع رقعة الحرب, جاءت هدهد حزب الله من حيفا, وكلمة أمين الحزب السيد حسن نصرالله التي وصفت بالأقوى, لتعيد خلط كافة الأوراق.
في هذا الإطار, اعتبر رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة، العميد الركن الدكتور هشام جابر, في حديث إلى “ليبانون ديبايت”, أن “ما عاد به الهدهد, خرق كبير, وفشل لكل الأجهزة الإستخباراتية والعسكرية التي من المفترض أن ترصد أي جسم غريب يحلّق في تلك المنطقة التي تعدّ أكثر حساسية”.
وأكّد أن “حزب الله لا يريد فتح الحرب الكبرى, إذ أنها ستكون جبهة إقليمية وسيكون هو المسؤول عن دمار لبنان, ولذلك لم يقدم الحزب على قصف حيفا وميناء حيفا, لأن الإسرائيلي سيقف هنا في موقع المدافع تجاه الرأي العام”. واعتبر أنه “بعد التهديد المستمر من قبل العدو الإسرائيلي بأنه سيفتح الجبهة الكبرى مع لبنان, وتزامن ذلك مع زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين, جاء التوقيت بحسب المقاومة لإرسال هذا الفيديو الذي يثبت للعدو أن هناك أهداف عسكرية ومدنية تعتبر أهدافاً استراتيجية, هي بنك أهداف سيتم قصفها فوراً بالصورايخ الدقيقة”. وأكّد أن “الرسالة أصبحت واضحة بالنسبة للعدو الإسرائيلي, فإذا شنّت العدو الحرب على لبنان, فما عاد به الهدهد هي بنك الصواريخ الدقيقة, وهذا ما تطرّق إليه نصرالله في خطابه الأخير, حيث أعلن بأن المقاومة على أهبة الجهوزية”. ورأى أن “خطاب السيد الأخير هو الأقوى, إذ أنه واضح ودقيق وصريح”, مشيراً أن “لغة جسده دلّت على أنه مرتاح”, لافتاً إلى ان “الخطاب كان موجها إلى الرأي العام اللبناني والرأي العام الإسرائيلي, أذ أوضح الإسرائيليين بأن حكومتهم هي من تريد الحرب”. وجزم جابر, بأن “المنطقة على حافة الهاوية, فنحن نقترب يوماً بعد يوم, فلا شكّ أن العدو الإسرائيلي مأزوم, إذ أنه لم يحقّق أي إنجاز في قطاع غزة, وهناك ضغط كبير في الداخل, لا سيّما أن منطقة الشمال أصبحت منطقة منكوبة, فهذا الأمر قد يدفع الحكومة الإسرائيلية بالقيام بعمل ما, أو خرق ما”. وشدّد جابر, على أنه امام “لبنان والمنطقة أيام خطيرة جداً, وأي سوء تقدير يمكن أن يفسّر فتح الجبهة الجنوبية”. |