أكّد الكاتب والمحلّل السياسي وجدي العريضي, أن “لبنان أمام أيام مفصلية على ضوء ما سيعود به الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت بعد زيارته إلى إسرائيل”, مشيراً إلى أن “حزب الله قالها بالفم الملآن, لا وقف حرب مع إسرائيل, طالما اعتداءاتها قائمة على غزة, وهذ مسلّمة وثابتة, ومن يفكّر بغير ذلك فهو مخطئ”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, لفت العريضي, إلى أن “ذلك بات في عهدة رئيس مجلس النواب نبيه بري, الذي سيبلغه إلى الموفد الأميركي الذي هو أصلاً في الأجواء ويدرك بامتياز موقف حزب الله”.
وقال: “إذا أردت أن تعلم ماذا يجري, فما عليك أن تدرك ما حصل في قمّة النورماندي, ولاحقاً إلى الفاتيكان وصولاً إلى بيروت, بحيث الفاتيكان منزعج إلى درجة كبيرة وتحديداً من بعض الزعامات المسيحية وقياداتهم على خلفية الإستحقاق الرئاسي, بناء عليه فهناك ثوابت ولاءات سيبلغها أمين سر دولة الفاتيكان بييترو بارولين إلى المسؤولين اللبنانيين عندما يلتقيهم الأسبوع المقبل, وذلك من خلال التأكيد والحرص على ثواب أساسية, ومنها ضرورة ترسيخ التعايش الإسلامي – المسيحي”.
وأضاف, “التأكيد على الإرشاد الرسولي, وكل ما جرى في السنوات, من لقاء قداسة البابا بمفتي الأزهر ومن ثم آية الله السيستاني, وصولاً إلى زيارته دولة إلى دولة الإمارات العربية المتحّدة, ولقاءاته مع المسؤولين السعوديين, ومن ثم التأكيد والحرص على الطائف, وعلى ضرورة التوافق بين القيادات المسيحية على مرشح رئاسي, لأن المواقف المتطرفّة ستكون بمثابة الكارثة الكبرى على الوجود المسيحي في لبنان, حيث لا زالوا يتكلّمون بالسياسية ولديهم الإمتيازات وكل شيء, فما بالهم يتخبّطون ويختلفون على جنس الملائكة, فيما الوضع في هذا الوقت يحتاج إلى توافقهم من أجل انتخاب رئيس وإلا الآتى أعظم”.
أما حول حرب غزة, فقال العريضي: “حزب الله قادر على ابتلاع إسرائيل, والتهويل بعودة لبنان إلى العصر الحجري من قبل القادة الإسرائيليين, هو مجرّد تهويل”, مشيراً إلى أن “ما يجري اليوم يذكّر بحقبة الموفد الأميركي الراحل فيليب حبيب قُبيل الإجتياح الإسرائيلي وخلاله, حيث باءت مساعيه بالفشل”, متمنياً أن “لا ينسحب ذلك على هوكشتاين الذي يدرك أن الأمور تغيّرت عما كانت عليه في حقبة الثمانينات”.
وتابع, “فهناك قوة ضاربة للمقاومة باستطاعتها الدخول إلى المستعمرات وقصف إسرائيل بالعمق, وذلك لم يكن موجوداً في كل الحروب الإسرائيلية اللبنانية, والإسرائيلية العربية, وفي الصراع العربي الإسرائيلي تحديداً, لذلك على الجميع أن يدرك هذه النواحي, وبناء عليه إذا لم ينجح هوكشتاين في إقناع إسرائيل بوقف الحرب في غزة والوصول إلى هدنة, فمعنى ذلك أن الحرب الشاملة ستندلع ونحن أمام أيام ساخنة, وأعود وأكرّر بأن حزيران تاريخياً ينبئ بالشر المستطير, وخلي عينك على هذا الشهر, إذا لم ينجع هوكشتاين في مسعاه”.
وفيما يتعلّق بالإستحقاق الرئاسي, أشار العريضي, إلى أن “زيارة الموفد البابوي سيكون لها تأثير واسع, وبالتالي التوافق على مرشّح رئاسي لأن الفاتيكان وبعد لقاء أمين سر دولتها مع الموفد الفرنسي جان إيف لودريان وقمّة النورماندي, فهذا المثلث من النورماندي إلى الفاتيكان إلى بيروت, قد ينتج رئيساً إذا حصل توافق واقتنع البعض بهذه المسألة, وإلا لا رئيس للجمهورية في المدى المنظور وربّما للعام الجديد, لذلك سنترقّب وننتظر زيارة الموفد البابوي والموفد الفرنسي ليبنى على الشيء مقتضاه”.