إسرائيل تتوعّد بإلحاق “ضرر كبير” بلبنان!
رأى الكاتب الإسرائيلي، يائير رافيد، أن الحرب القادمة في الشمال يجب ألا تكون ضد تنظيم حزب الله فقط، بل ضد الكيان “الذي كان دولة لبنان”، لأن الطريقة الوحيدة لتشكيل معارضة تقاتل حزب الله هي إلحاق ضرر كبير بلبنان وإعادته عقوداً إلى الوراء.
وأضاف رافيد في مقال بصحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، تحت عنوان “هذا هو وقت الحرب.. ضد لبنان وليس ضد حزب الله”، أن “من يظن أن الحرب بين إسرائيل وحزب الله بدأت في 7 تشرين الأول فهو مخطئ، ومن يعتقد أن هذه الحرب ستنتهي باتفاق وتفاهم بضمانة أمريكية أو فرنسية أو عربية فهو مخطئ”.
وأشار إلى أن الحرب بدأت عام 1982، عندما أنشأ الإيرانيون حزب الله كان لمحاربة إسرائيل التي احتلت بيروت والقوات الأجنبية، خصوصاً الأمريكيين والفرنسيين الذين أرسلوا قواتهم إلى لبنان، موضحاً أن “إنهاك إسرائيل واستنزافها” كان هدفاً أيضاً، باستخدام حزب الله رادعاً بكامل قوته، وهو الأمر المتوقع حال هجوم إسرائيل على المنشآت النووية في إيران.
وقال الكاتب، إن 8 أشهر مرت منذ تخلي إسرائيل عن المستوطنات الشمالية، وطرد سكانها من المنازل، ويومياً، يزيد حزب الله الضغط العسكري على إسرائيل ويلحق بها أضراراً في الأرواح والممتلكات، ويكتسب الخبرة والثقة بالنفس.
وأضاف أن أي هجوم عسكري في لبنان لا ينبغي أن يستهدف حزب الله فقط، ولكن الضرر يجب أن يلحق كامل “الكيان الذي كان ذات يوم لبنان”، لافتاً إلى أن هناك في لبنان العديد من المواطنين من أبناء الطائفة الشيعية الذين لا يتفقون مع حزب الله وأهدافه، ولا يتعاطفون مع أنشطته ضد إسرائيل، وهذا الموقف لا ينبع من حب إسرائيل، بل يأتي من فهم أن حزب الله لا يعمل لمصلحة لبنان، وأن الخدمة التي يقدمها التنظيم للمصالح الأجنبية تضر بهم وببلدهم.
ووفقاً للكاتب، فرصة التغيير التي ستحدث في لبنان، والتي ستؤدي إلى تشكيل معارضة تحارب حزب الله، لا يمكن أن تأتي إلا من داخل المجتمع الشيعي، لا من المسيحيين ولا السنة ولا الدروز.
ومع ذلك، من أجل إثارة مثل هذه المعارضة، يجب على إسرائيل أن تلحق أضراراً جسيمة بجميع البنية التحتية اللبنانية، وأن تعيد هذا البلد عقوداً إلى الوراء عن طريق استهداف محطات الطاقة والمصافي والبنوك والموانئ والمطارات، مستطرداً: “كل هذا يجب تدميره”.
وأكد أن الهجوم على الجنوب اللبناني سيكون خطأ فادحاً “لأن حزب الله قد نجح في بناء قدرة عسكرية مثيرة للإعجاب على مدى سنوات عديدة، مما سيسمح له بالتعامل مع أي هجوم يشنه الجيش الإسرائيلي، وسيكلفنا ثمناً باهظاً من الخسائر البشرية، وقبل أن نحقق حتى المكاسب الجزئية، فإن الهجوم ستوقفه الإدارة الأمريكية والدول الأوروبية المحبة للسلام”.
وأشار إلى أن هذا الوقف سيكون مصحوباً بالطبع بضمانات أمريكية وغيرها “وهي لا تساوي الورقة التي سيوقعون عليها، وهو اتفاق من شأنه أن يجعل حزب الله ينسحب وسوف يعود في غضون أيام قليلة، مثل قرار الأمم المتحدة رقم 1701، الذي لم يصمد يوماً واحداً”.
وشدد على أن الهجوم الإسرائيلي يجب أن يبدأ بشكل واسع في شمال لبنان والعاصمة بيروت، وفي الوقت نفسه يضرب مستودعات الأسلحة ومواقع الإطلاق المعروفة للمخابرات الإسرائيلية، وعندها فقط يهاجم مواقع حزب الله والقرى في جنوب لبنان.
وختم: “لا شك أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية ستتضرر بشدة في هذه الحرب، وسوف تتضرر المستوطنات ومرافق البنية التحتية، ومع ذلك، لا ينبغي مقارنة قوة الدمار في أيدي إسرائيل بالقوة التي في أيدي حزب الله، ومن ليس على استعداد لاستيعابها، فمن الأفضل له أن يحزم أمتعته وينتقل للعيش في بلدان أخرى”.